أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح بدرالدين - الكورد والعرب وكارثة اربيل نحو فهم جديد لعلاقات الصداقة















المزيد.....

الكورد والعرب وكارثة اربيل نحو فهم جديد لعلاقات الصداقة


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 742 - 2004 / 2 / 12 - 07:19
المحور: القضية الكردية
    


 هناك شعورعام ينتاب ابناء منطقة الشرق الاوسط بكافة قومياتهم ومشاربهم وبشكل خاص من القوميات غير العربية وعلى رأسهم الاكراد بأن هناك مفاهيم ومواقف غريبة تعبر عن مزيد من الكراهية للآخروتعود بالبعض الى مجاهل القرون الوسطى والتصرفات المشدودة الى العنصرية والطائفية ونبذ وازالة المقابل المختلف ، ولا يختلف اثنان حول حقيقة حدوث ردة ثقافية في المنطقة تعمقت اكثر بعد احداث 11 سبتمبر/2001.

       منذ بداية اقدام اطراف التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية على التحضير لشن الحرب على النظام العراقي ووقوف كورد العراق وحركتهم السياسية مثل سائر قوى المعارضة الوطنية العربية الى جانب المساعي الهادفة لازالة الدكتاتورية ، اصبحوا عرضة لاشرس حملة اعلامية ودعائية تنضح باالاتهامات والاضاليل من جانب ابواق الانظمة الاستبدادية وتيارات الاسلام السياسي الى درجه أن تلك الحملة لم تجد سوى الاكراد لتحمليهم مسؤولية الحرب على " العراق" والتعاون مع" الاجنبي" وتقسيم البلاد ، ومازلنا نتابع مداخلات وتصريحات ومواقف مسؤولين عرب كبار في بعض الانظمة الاستبدادية وكذلك صحافيين ومثقفين يحاولون تشوية الحقائق ويقيمون الاحداث العراقية وحقيقة الموقف الكردي بصورة مغايره للواقع تماماً ، ويتخذون مواقف مغابره لارادة العراقيين وبينهم شعب كردستان. كقول احد المسؤولين في احدى تصريحاته : حول الفدرالية :" بانها اثارة لحساسيات المكونات الاساسية للامة العربية " ( جعل الكورد بجرة قلم جزءً من الامة العربية ) أو قول آخر "ان اخطر ما يواجه العراق هو التقسيم الذي يعطي مجالاً  لنشاط اسرائيلي في شماله" ( حيث اعتبر الفدرالية تقسيماً ، ثم انه بحكم موقعه المسؤول قد يفاوض الاسرائليين بل ويتحرق شوقاً لذلك وتيجاهل ايضاً النشاط الاسرائيلي في العواصم العربية) ، أو اعلان صحافي عروبي معروف رفضه للفدرالية واصراره على ان " العراق جزءً من الوطن العربي وشعب العراق جزءً من الامة العربية " " ولامكان فيه لاية فدرالية كردستانية " و " العودة الى القديم كما هو بالنسبة لوضع الاكراد طبعاً بدون صدام حسين".

       وهكذا نجد كلما حاول الاكراد طرح مظلوميتهم والمطالبه باسترداد حقوقهم نراهم يرسمون الصور السوداويه والمستقبل المظلم القاتم ويعتبرون ذلك مقدمة لحصول توتر عرقي ومذهبي . وعندما يطالب الكرد وبحسن نية ومن منطلق الحرص على التعايش بضرورة ترميم اسس الصداقة الكردية – العربية واعادة التوازن الى العلاقات المختله يكون الجواب أما بنفي وجود الكورد وبالتالي اغلاق الموضوع أو بالادعاء بأن كل شئ على مايرام والاكراد مثل سائر المواطنين يتمتعون بحقوق المواطنه والعلاقات الاسرية والشخصيه بخير، وليست هناك مشكلة قومية كردية . وعندما يطرح الاكراد مشاريعهم السلمية وبرامجهم للاتفاق والشراكة والعيش المشترك مع العرب على شكل دولة ثنائية القومية تقوم الدنيا ولاتقعد وتتوجه سهام الانفصاليه والتقسيمية والانعزالية القومية الى صدورهم أما اذا تعلق الامر بالعلاقات الفسطينية – الاسرائيلية والخيار الرامي الى دولة ثنائية القومية كما طرحها مؤخراً السيد رئيس الحكومة الفسطينية فكل العرب يباركون ذلك دون تردد بل يناشدون اسرائيل لقبول ذلك بدل رفضها ويوسطون الغرب في سبيل تحقيقها.

 

مرحلة تستدعي موقفاً متجدداً :
       من الحقائق التي أفرزها الوضع الراهن في بداية قرننا الحالي وكحصله لعقود من الكفاح القومي والوطني مليئة بالمآسي والتضحيات والانتهاكات وخيبات الامل وخيانات الدول العظمى واستبداد الانظمة في الدول المقسمة لكردستان ، بروز تبلور مصالح قومية كردية متمايزه ليس بالضرورة ان تكون جزءً من مصالح بعض الاطراف الرسمية العربية أو مرتبطة بها وفي الوقت ذاته ليست بالتضاد من مصالح العرب كشعب وحركات سياسية ديموقراطية وثقافية ومجتمع مدني وقوى اصلاحية تغييرية.

      هذه المصالح تشكل تعبيراً واقعياً عن ضرورات اعادة التوازن الى واقع قديم مختل ، وتندرج في صلب ارادة الشعب الكردي في تقريرمصيره السياسي والاجتماعي والمستقبلي وهي بالنسبه للجانب الكردي من الأولويات المبدئية ، والقومية والوطنية والاخلاقية ، بعكس رؤية الانظمة العربية الاستبدادية التي لاتضعها في سلم الاولويات فحسب بل لاتجد لها مكانا في مشاريعها واجندتها وأمام ذلك لن يترك الاكراد مصيرهم للقدر الى مالانهاية واذا ما رفض الآخرون الشعور بالهم الكردي بما هو قضية شعب محروم من حقوقه وجزءً فاعل من الحركات الوطنية في بلدان المنطقة وفي طليعة حاملي مشاريع التغيير الديموقراطي ، فان الاكراد ( أو القسم الاكبر منهم ) يشعرون بأن من واجبهم ومن حقوقهم في آن واحد التمسك بهويتهم الذاتية القومية والعمل على بلورة وتثبيت هذه الهوية وتوفير شروط ديمومتها بما يترتب عليها من مطالب واهداف .

     وقد نجد في نتائج افرازات الحرب البارده ومقدمات النظام العالمي الجديد حقائق جديده ومنها اعادة الاعتبار لحق الشعوب في التحرر وما على الكورد الآن إلا العمل على تحسين هذه النتائج لصالحهم كما يفعل الآخرون ، والتوصل الى حل ديموقراطي للقضية الكردية على الصعيد العربي وهو بالاساس ضرورة عربية في سبيل التغيير والتقدم ولن يكون ذلك الحل المنشود مقبولا بأقل من الاعتراف بحق تقرير المصير والمتجسد بالخيار الفدرالي .

البرنامج البديل :
      من تجليات الافرازات والمعطيات الجديده التي لايمكن التستر عليها أو انكارها افلاس المشاريع والبرامج التي حملها التياران القومييان المتشددان البعثي والطوراني في بلدان العراق وسورية وتركيا وتيار الاسلام السياسي الخميني – الشيعي في ايران ،ونظيره السني في الاحزاب التركية الدينية ليس بخصوص القضية الكردية في البلدان الاربعة ومضاعفة تعقيداتها وسقوط حلولها العسكرية والامنية فحسب بل حيال قضايا شعوب تلك البلدان القومية والاقتصادية والاجتماعية ، لقد حملت هذه الانظمة بكل عناوينها وشعاراتها البراقه وميولها واساليبها بذرة سقوطها منذ أن قامت على اساس دكتاتوري ، والحكم الشمولي وسلطة الحزب الواحد ، وفزاعة الاحكام العرفية والاخطر من كل ذلك عندما صادرت وجود وحقوق الآخر الكردي وعملت به فتكا وابادة وقهراً بدوافع عنصرية ومذهبية وعقائدية . لذلك وامام هذه الحقيقة الساطعه هناك حاجة ماسة وموضوعية الى نهج جديد واساليب جديده وبرامج ومشاريع حديثة للاحاطة بكل المسائل المطروحه للحل وفي مقدمتها القضية القومية الكردية نعم هناك ضرورة لتطبيق ما تستدعيه شروط دمقرطة الدولة والمجتمع وتحقيق الاصلاح السياسي والتغيير خاصة أن الوقت يشهد تسارعا في وتيرة الانفتاح الليبرالي اقتصادياً مما يخلق تناقضا واخلالا بالتوازن يضران بمصالح البلاد .

 


صداقة تستوجب المصارحه :
     الوطنييون والديموقراطييون الكورد والعرب مسؤولون عن صيانة وتعزيز العلاقات التاريخية بين الشعبين ، والمسؤولية العربية تأتي بالدرجه الاولى والاساس لكونها تنبع من واقع القومية السائدة بالنسبه للاكراد وما تتطلبه من واجبات اضافيه كسلوك التراجع عن الخطأ في اضطهاد وحرمان شعب صديق خلال عشرات السنين .

     ينتظر الكورد من الصديق العربي ان يعترف علانيه بالشعب الكردي كشعب وقضيه وحقوق وان يحترم ارادته في تقرير المصير .

    ينتظر الكورد من الصديق العربي ان يقبل بالشراكة العادلة اذا ارتضى الكورد بالاتحاد الاختياري وان لايتردد في ادانة مشاريع التعريب اينما حصلت والاعتذار عما لحق به من ويلات ومآسي جماعية وفردية وقومية .
 
      ينتظر الكورد من الصديق العربي ان يتضامن مع كفاح الشعب الكردي العادل في البلدان والمناطق الاخرى كما هو حال الكورد عندما يدعم نضال شعب فلسطين والقضايا العربية الاخرى .

     ينتظر الكورد من الصديق العربي ان يكون سباقا الى تحقيق حل عربي للمسألة القومية الكردية كخطوة حضارية معبرة في المنطقة تؤهله لمواجهه التحديات في المنطقة وفي العالم .
اما بخصوص كارثة – اربيل – التي تظهر في بشاعتها وشكلها حقداً عنصرياً بغيضا تهدف بالاساس الى فك عرى الصداقة بين الكورد والعرب فانها وفي المنظور القومي والوطني الكردي المسؤول ولدى نخبنا الثقافية ليست من صنع العرب كشعب بقدر ماهي من شطط وانحرافات تيارات سياسية شوفينية عربية وغيرعربية حاكمة وتنفيذ افراد ومجموعات عقائدية اصولية مغسولة الدماغ ، ومرة اخرى وامام مثل هذه الاحداث الجسام والظروف المحيطه بها والتأويلات التي تلفها من المناسب بل من واجب الصداقة أن يقوم الوطنييون والديموقراطيون العرب في كل مكان بادانه هذا العمل وفي الوقت ذاته بتحديدا الموقف المعلن والصريح حول حق تقرير مصير الشعب الكردي . وليعلم المتربصون ان الاكراد لن ينجروا الى مواجهات ذات طابع عنصري وهم كطلاب حق وعدل وديموقراطية سيمدون يد الصداقة الى جميع شعوب المنطقة وفي مقدمتهم الشعب العربي وسيؤكدون للعالم اجمع انهم دعاة الحوار والتآخي والتعايش السلمي وان مناطقهم المحرره في كردستان العراق ستبقى موئلاً لكل الاحرار والمكان الانسب لحوار الثقافات والاقوام وواحة ديموقراطية حقيقية في زمن النظام العالمي الجديد لحل المسألة القومية على قاعدة الاعتراف بالآخر والتعددية والسلام القومي والاجتماعي .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكورد في مواجهة الارهاب او المعركة القومية الكبرى
- لا تأخذوا -الحكمة-من افـواه الشوفينيين
- وفاء لذكرى القائد القومي ادريس البارزاني
- نحو مواجهة الازمة بالتصدي للعامل الذاتي اولا - 5
- امام تصعيد الحملة السورية الرسمية هل استعداء الكرد يفيد القض ...
- الصحافة النسوية الكردية .. والواقع والآفاق
- من رفض ارادة ربع الشعب الى مصادرة حقوق نصف المجتمع
- الظاهر والمخفي في زيارة الاسد الى تركيا 2 – 2
- الظاهر والمخفي في زيارة الاسد الى تركيا 1-2
- عندما يتوحد الخطاب الشوفيني – بين السلطة الاستبدادية ومثقفيي ...
- توضيح من رئيس رابطة كاوا للثقافة الكردية
- على طريق الفدرالية : القضية الكردية وحق تقرير المصير وتحديات ...
- على طريق الفدرالية : القضية الكردية وحق تقرير المصيروتحديات ...
- على طريق الفدرالية : وداعاً لتسلط القومية السائده اهلاً بتقا ...
- هل الجامعة العربية بصدد تجديد وتطوير الموقف من القضية الكردي ...
- على طريق الفدرالية : محاولة في تعريف فكرة - المؤتمر الشعبي ا ...
- التعاون الأمني السوري –التركي حول ماذا ؟ وكيف ؟
- دروس أولية من سقوط الدكتاتور
- خيار الفدرالية القومية الجيو – سياسية من الثوابت الكردية في ...
- خيار الفدرالية القومية الجيو –سياسية من الثوابت الكردية في ا ...


المزيد.....




- إسرائيل تقصر الاعتقال الإداري على الفلسطينيين دون المستوطنين ...
- بين فرح وصدمة.. شاهد ما قاله فلسطينيون وإسرائيليون عن مذكرات ...
- عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بحرب الإبادة في غزة ولبن ...
- 2024 يشهد أكبر خسارة في تاريخ الإغاثة الإنسانية: 281 قتيلا و ...
- خبراء: الجنائية الدولية لديها مذكرة اعتقال سرية لشخصيات إسرا ...
- القيادي في حماس خليل الحية: لماذا يجب علينا إعادة الأسرى في ...
- شاهد.. حصيلة قتلى موظفي الإغاثة بعام 2024 وأغلبهم بغزة
- السفير عمرو حلمي يكتب: المحكمة الجنائية الدولية وتحديات اعتق ...
- -بحوادث متفرقة-.. الداخلية السعودية تعلن اعتقال 7 أشخاص من 4 ...
- فنلندا تعيد استقبال اللاجئين لعام 2025 بعد اتهامات بالتمييز ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح بدرالدين - الكورد والعرب وكارثة اربيل نحو فهم جديد لعلاقات الصداقة