أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مازن كم الماز - تعليق على أستاذنا عبد الرزاق عيد















المزيد.....

تعليق على أستاذنا عبد الرزاق عيد


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2403 - 2008 / 9 / 13 - 08:05
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في الحقيقة ترددت كثيرا قبل أن أكتب ردي هذا على مقابلتك الأخيرة لكن كان ضروريا لا أن أقوم بالرد بل أن أوضح رأيي فيما يجري لنا كبشر في ظل هذا النظام السوري الذي استنزف أرواحنا و عقولنا لدرجة لا تصدق بدرجة قهره و قمعه و إلغائه لنا كبشر..أنا أيضا أستاذ عبد الرزاق , كم راودني ذلك النقد الذي خصصت به الرعاع الريفيين كلما وقفت أمام عنصر أو سمه ما شئت من أجهزة الأمن الذي يستخدمون اللهجة الريفية أو غالبا لهجة جبال العلويين , و أعترف شخصيا بكم الغيظ و الكراهية التي تمكن هؤلاء من أن يخلقوها داخلي و بالنفور الشديد الذي أحس به و كل سوري بالتأكيد منهم..تحدثت أيضا عن شريك آخر في النظام : حثالة المدن و الأطراف , مقابل هؤلاء الذين لا يحملون أية قيم أو أخلاق , مما أسقطته على النظام الذي لا يعرف شيئا عن الحرية أو العدالة أو غيرها من القيم التي هي في الواقع قيم لا سلطوية بل قيم جماهيرية بامتياز قيم تخص الرعاع الذين في قعر المجتمع , هناك أبناء العوائل المدينية أو "أولاد الناس" الذين كانت منهم البرجوازية الوطنية السورية التي حكمت بعد الاستقلال و التي بسبب تسامحها الوطني فتحت أبواب الجيش لتلك الطوائف لتفتح لهم الباب نحو السيطرة على البلد من باب الانقلابات العسكرية و من ثم القمع الموجه ضدنا كبشر كمجتمع..من المؤكد أن الرعاع الذين تحدثت عنهم يحملون أيضا كما كبيرا من الكراهية تجاه الآخر أيضا السني المديني الذي يمثل لهم ماضي الاستغلال اللاإنساني عندما كانت أمهاتهم تباع في قصور المدن كخادمات و عندما كانوا جميعا مع حيواناتهم و أراضيهم جزءا من ملكية هذا الإقطاعي أو ذاك , الأكثر خبثا هنا هو هذا النظام الذي يحاول أن يدعي أنه بوضعه بسطاره العسكري على رقاب كل السوريين إنما يمثل هؤلاء سواء ماضيهم أو حاضرهم أو مستقبلهم..أ ليس من الملفت للنظر هنا أن النظام , خاصة الشخوص الأكثر غباء و همجية بينهم كالعم رفعت في السابق و كفواز الأسد مثلا , يتصرفون تماما كأسياد الأمس "المدينيين" "أبناء الناس" خاصة مع أبناء طائفتهم ؟ طبعا يبقى هذا العنف أكثر احتمالا و أقل إثارة من العنف الذي يستهدف الطائفة الأخرى – السنة الذي يصبح تحت المجهر أكثر من أي عنف آخر , هنا أيضا يصبح تاريخ العنف و التهميش و الاستغلال الذي مارسه أولاد العوائل المدينية البرجوازية السنية ضد فلاحين و رعاع و حثالة سنة أقل أهمية و ربما في حكم المنسي أو المعفو عنه كما في جرائم أمراء الحرب الأهلية اللبنانية ضد اللبنانيين أنفسهم التي قرروا هم إسقاطها و إعفاء أنفسهم منها في إطار استعدادهم لحروب جديدة و ضحايا جدد..أستاذ عبد الرزاق لقد انتصر علينا النظام , لقد أعادنا إلى حالة بدائية عندما تمكن من أن يسبغ على ما يفعله بنا صفة الحالة الطبيعية عن الاستبداد و عن القمع و القهر كحالة طبيعية يجب فقط تحديد ضحاياها المستحقين أو الجديرين لا أكثر , تحدثت عن النبل و التسامي الوطني للنخب البرجوازية الحاكمة بعد الاستقلال التي فتحت لهم باب الجيش , هكذا أصبح الجيش , كالوطن و كل شيء آخر في المحصلة الأخيرة , ملكا للحاكم و كم كان من كرم الأخلاق أن يقرر ذلك الحاكم فتح باب الجيش , ملكيته الخاصة , أمام آخرين من نفس الوطن لكن من خارج الطائفة أو الطبقة , تحدر أهل النظام من أوساط رعاعية معدمة يعني أنهم لا يملكون أية منظومات قيمية عن الشرف و العرض هكذا تقول و هنا ليست القضية في الحديث عن أية منظومات قيمية يملكها بشار أو ماهر أو آصف أو حتى ابن الخال مخلوف , من المؤكد أن الطاغية , حتى الصغير , لا يعرف إلا القمع و العنف حتى في أكثر أشكاله وحشية و لا يعرف إلا التهميش إلغاء الملايين أمام وجوده الأولي الوحيد الواحد , لكن من الضروري التأكيد أن النظام القائم ليس نظام الرعاع أو الحثالة الذين تحدثت عنهم , إنه نظام يعيد إنتاج استغلال و تهميش هؤلاء الرعاع و الحثالة و يعيد إنتاج الظروف التي خلقتهم وستواصل خلق وجود رعاع و حثالة بشكل مستمر إلى ما لا نهاية , النظام لا يمثل الرعاع و لا الحثالة , إنه يشبه نظام المماليك الذين سيطروا بالسيف على المجتمع يومها بعد أن انقضوا على أسيادهم الذين استخدموهم لحمايتهم فأقاموا نظامهم على السوط الذي كان يلهب ظهور الرعاع و على نهب هؤلاء الرعاع دون رحمة , لكن في القرن 19 و 20 كان أحفادهم يمثلون الأرستقراطية الجديدة التي كانت تنظر بعين الاحتقار للرعاع و الحثالة..وصفت أكرم الحوراني بأنه محررهم من العبودية و القنانة , هكذا يصبح خضوع أجزاء واسعة , إن لم تكن الأكبر في قعر المجتمع للعبودية و القنانة لأولاد الناس حالة طبيعية و أن يكون تحريرهم على يد الحوراني منة ما بعدها منة , فهم مثلهم مثل العبيد , يجب أن يدفع شخص ما ثمن عتقهم أو يقرر سيدهم عتقهم من عبوديتهم , هذا هو الشكل الوحيد للتحرر من نير العبودية , لأنه يجب احترام الملكية الخاصة كشيء مقدس أقرب إلى مركز للعالم , لا يحق للعبد أن يخلص نفسه بنفسه , ملعون هو ذلك العبد , هذا هو منطق التحرير القادم , احذروا الناس و الرعاع , فقط أنتجوا سلطة النخب المهذبة الواعية المتنورة..أخيرا عن اللغة التي استخدمتها كوصف السيدة فداء الحوراني كسيدة الحرائر , من المؤكد أن صمود الدكتورة فداء يستحق أن يكون مضربا للمثل لكن أن تكون سيدة للحرائر فهذا يشبه بيت شعر لدريد بن الصمة أو فتوى لابن تيمية , هكذا أصبحت لغة ابن تيمية و ابن حنبل و شعراء القبائل الأمويين الذين يمارسون هجاء الآخر و قيمهم جميعا هي اللغة التي نقيم الناس وفقا لها , مع الديوث و قيم الشرف و العرض , أستاذنا , لقد نجح النظام بقمعه الهمجي و بعلاقاته اليومية التي تسحق كل إنسان تحت وطأتها في أن يدمرنا من الداخل و أن يحيي منطق الحجاج و بني أمية كحقيقة مطلقة و أن يعلن القهر قاعدة للحياة و أن يجعل من قضية التغيير قضية إحياء أشكال الاستغلال القديمة الأكثر تهذيبا ما دمنا لم نكن ضحاياها شخصيا..أخيرا لماذا يجب أن يشعر النظام بالخجل أمام العالم و المجتمع الدولي , أمام مجموعة الأشخاص الذين يرتدون البزات السوداء و يعتبرون أنفسهم مسؤولين عن العالم بأسره , و ليس أمام ضحاياه أولا على الأقل الذين يصبحون مجرد "شيء" لا علاقة له بالحرية و كان هذه الحرية تخص مخلوقات أخرى تعيش هنا تحتاج فقط لصناديق الانتخاب لانتخاب أولاد الناس , النتيجة المؤكدة و المضمونة للديمقراطية هذه , إنها حرية أولاد الناس لا الرعاع و لا الحثالة..حسنا هكذا ينتصر النظام في شكل قهر جديد ضد ضحايا جدد ضد رعاع و حثالة محكومين بالجحيم إلى الأبد و هكذا يعيد الزمان كرته من جديد......لن ينتهي الشقاء كما قال غوخ !!



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأناركية و الجنس
- التابو , السلطة , النخبة و نير الاستبداد
- المعارضة العمالية 1919 - 1922
- هكذا يموت الفقراء !
- هذا الكلام الفاشي
- سادة من دون عبيد ( من وثائق الأممية الموقفية )
- ميخائيل باكونين : بنية الدولة في معارضة بنية الأممية
- لا للصواريخ الروسية في سوريا أو الأمريكية في بولندا و تشيكيا
- من وثائق الأممية الموقفية الإصلاح و الإصلاح المضاد في الكتلة ...
- ما هي مجموعة الألفة ؟
- فيما يتعلق بحرية الرأي و الفتنة المذهبية
- من القمع الموجه ضد إعلان دمشق إلى إعادة بنائه كائتلاف واسع
- وداعا محمود درويش
- مصير الشعوب و الناس في صراعات الكبار
- شتيرنر , الفرد و الأناركية
- نقاش حول البرنامج التنظيمي للاتحاد العام لأناركيين
- لا ديمقراطيين , و لا ديكتاتوريين : بل أناركيين .
- من حكم البيروقراطية إلى البرجوازية أو المتبرجزين التابع للرأ ...
- عارف دليلة و فداء الحوراني و أخيرا محمد موسى : قمع النظام ال ...
- من تحليل البيروقراطية إلى سلطة العمال


المزيد.....




- -لا خطوط حمراء-.. فرنسا تسمح لأوكرانيا بإطلاق صواريخها بعيدة ...
- الإمارات ترسل 4 قوافل جديدة من المساعدات إلى غزة
- الأمين العام لحلف شمال الأطلسي روته يلتقي الرئيس المنتخب ترا ...
- رداً على -تهديدات إسرائيلية-.. الخارجية العراقية توجه رسالة ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة في لبنان؟
- زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح ...
- الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد ...
- طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
- موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
- بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مازن كم الماز - تعليق على أستاذنا عبد الرزاق عيد