قضيت الوقت المخصص للبرنامج الذي ظهرت فيه, وأنا اصفق لك, لا لأنني اتفق معك في كل شيء , ولكن لأنني كنت قد راهنت في ذلك اليوم عليك أمام أهلي, ودعوتهم لمتابعتك لأنك شخصية مختلفة عن غالبية نجوم التلفزيون في هذه الأيام, وكنت تعطي الدروس في الفكر والموقف والسلوك. واعترف لك أنني وضعت يدي على قلبي عندما وصل الحديث إلى الوضع الكردي في العراق, وأرجو أن تعذرني لأنني في لحظة خشيت أن تخيب أملي, نظرا لأن الكثيرين ممن يتحدثون عن حقوق الإنسان ينسون أن الكردي إنسان, ولكنك كنت أنت منسجما مع نفسك إلى الحد الأخير, وتحدثت عن حقوق الكرد لدرجة لم يجد المذيع مجالا للطعن فيها.
لا شك أن من أهم الصفات المطلوبة من رجل الفكر والموقف هو الانسجام مع النفس, والعمل في مجال حقوق الإنسان يقتضي الدفاع عن حقوق الغير قبل حقوق الذات, وكنت كذلك , وأخجلتنا نحن الصغار الذين نميل للعنف اللفظي هنا وهناك, وأخجلت الكثيرين, حتى من اتهمك اضطر أن يعتذر منك بمنطق بائس, وكان درسا لأصدقائك وأعدائك. أن من يحمل قيم وفكر كاظم حبيب لا بد أن يكون عملاقا في عصر يبرز فيه الأقزام .
أتمنى أن أستطيع ذات يوم أن أكون تلميذا في مدرستك, وأتمنى ذلك للآخرين, لذلك خاطبتك بالمعلم ولأنني لم أجد كلمة أفضل منها .
أشد على يديك, وأنحني أمام جلالة علمك وخلقك وموقفك.