|
الأصدقاء الصابئة : رحمة الدكتاتور وارهاب الأخوة .
سلطان الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 2401 - 2008 / 9 / 11 - 07:05
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
ثلاث سنوات بالتمام والكمال ، قضيناها معاً في سوريا ، اثر هروبكم من العراق الديمقراطي الجديد ، وترحمكم الدائم على الدكتاتور الراحل صدام حسين . والذي على ما كنتم تقولون ، كان يؤمن لكم الحماية والأمن والاستقرار والعيش الكريم . تعرفت عليهم في دمشق ، عائلة مؤلفة من الوالد والوالدة وصبية صغيرة وجدة ام للوالد . منتهى الخلق الكريم ، منتهى التهذيب ، منتهى المعاملة الراقية . الصبية قدمت الشهادة الثانوية العامة ، وحصلت على معدل عال يؤهلها الدخول الى كلية الصيدلة ، وحال المبلغ الكبير المطلوب دون دخولها ، وعرضت المساعدة ، ورفضوا بمحبة واحترام . منذ يومين جاؤوا ليودعوني ، فقد جاءت الموافقة على سفرهم ، وكتبوا في اوراقهم : الدكتور ----- عطلته يوم الأحد ونحن سنسافر يوم الأثنين صباحاً وبالتالي يجب ان نذهب لنودعه يوم السبت ! ودعتهم ، وتمنيت لهم أن يعيشوا ما تبقى لهم من الأيام ، في راحة واطمئنان واتفقنا على استمرار التواصل عبر الانترنت . ولا أجد حاجة هنا ، لذكر ما عاناه هذا الشعب ، من ألم وحزن وانتهاك اعراض وسرقة وخطف على يد جيرانهم وأبناء وطنهم ، وفي ظل وحماية ورعاية النسخة العراقية من الدمقراطية الأمريكية الخاصة بالمنطقة العربية .
مناجاة الصابئة للمجتمع الدولي ، في مؤتمر الأقليات في زويرخ : جئنا لمؤتمركم ونحن نحمل هموما" وأحزانا" وأشجان تنوء الجبالً عن حملها، جئنا نحمل تراث شعب ودين موحد مسالم عريق بتأريخه الضارب في عمق التأريخ . نحن الصابئة المندائيين : حملة تراث الإنسانية وتأريخها، جئنا نستنجد بكل شريف وخير ومناضل ومؤمن وعالم وامرأة وشيخ وشاب وطفل، جئنا نطلب عونكم ووقفتكم الإنسانية والأخلاقية والتاريخية، أن قوى الظلام والإرهاب والتعصب والتطرف والنعرات الطائفية ومحاصصاتها والمصالح الدولية والإقليمية والمحلية والأنانية وضيق الأفق وقصر النظر وسياسة الهيمنة والاحتلال قلعتنا من جذورنا الضاربة في عمقها وامتدادها وبعدها الذي يمتد آلاف السنين، نعم لقد قطعت أوصالنا و أضحينا أشلاء ً متناثرة في كل بقعة من بقاع الأرض لقد شتت معتنقي هذه الديانة المسالمة ودمر تراثنا وآثارنا كل هذا من اجل طمسه وزواله ، أنها ضريبة الأقليات الباهضة الثمن التي دفعناها و لا زلنا ندفعها وكأنها الدين الذي لا ينتهي إلا بموت صاحبه ولربما سيمتد الأمر حتى يطال أبناء أبنائنا أن بقي واحد منهم يقول أنا صابئي مندائيي، نعم فلقد ضربنا الزلزال المدمر والذي هو بأقصى درجاته ولا من معين لنا من هذه المصيبة إلا الله وحسبي الله ونعم الوكيل .
وأنتم يامنْ أ ُضطهدتُم في الدنيا وأنتم صامتون سألبسكم نورا ً و أ ُلبسَ مضطهديكم الخزيَ والهوانَ فأين يذهبون . ((كنزا ربا ، الكتاب المقدس للصابئة المندائيين ))
انه منطق هذه الأمة (خير أمة---) : حقوق الأقليات ، لا يمكن أن تتحقق الا في ظل الدكتاتوريات القوية ، أما الدم قراطية العربية الاسلامية ، مثل دم قراطية الاخوان المسلمين ، ودم قراطية الوهابية ، ودم قراطية السلفية ، ودم قراطية طالبان ،فالموت الزؤام في ثناياها .
ان كل هذه الدم قراطيات ، تسعى جاهدة ، من أجل حفظ حقوق الأقليات وتحسين عيشها ولكن في السماء وليس على الأرض . فهي تسعى جاهدة مجاهدة من أجل نقلها من حالة الكفر المبين الذي ترتع فيه - والذي سبب لها كل الراحة والسعادة والاطمئنان والآمان والحضارة- الى حالة الايمان الخالص . ولو اقتضى ذلك ضرب الأعناق ، وسبي النساء ، والخطف ، وتفجير دور العبادة والكفر . والطرد المهين ، والجزية ، والدخول في دين جديد ، وقلع الجذور ، والرحيل الأبدي . الدم قراطية العربية الاسلامية ، لا تقبل أبداً وجود الكفار والمشركين ، بل هي تسعى دائما من اجل مجتمع دم قراطي مؤمن بتعاليم البنا وابن باز والقرضاوي . مجتمع يأنف من بدء الكفار بالسلام . مجتمع يأنف من ظاهرة الحضارة والنظافة والمعاملة السمحة والتسامح والمحبة . بعض ملامح الدم قراطيات العربية المعاصرة : تدمير وحرق القرى الايزيدية في العراق . تهجير وحرق وتفجير كنائس السريان في العراق . تهجير الصابئة وسرقة ممتلكاتهم في العراق . قتل وحرق والتعدي على حقوق الأقباط في مصر . التضييق على المسيحيين في الجزائر . جريمة حلبجا . اضطهاد ومنع بناء الكنائس في السعودية . التعدي على عقائد الأقليات ، في الفضائيات العربية والاسلامية . الشحن العدائي من قبل بعض الفقهاء والمذيعين والمناهج المدرسية والجامعية الحاقدة .
بعض من دم قراطية الاخوان ومواقفها تجاه الأقليات الاسلامية؟؟؟!!!! (غيض من فيض ) . فضائح الباطنية كتاب دموي ألفه فقيه دموي اسمه الغزالي ، يُمثل الفكر الأخواني الدموي ، والذي ، يتمسح برداء الديمقراطية ، ويعد بالمن والسلوى ، وينتظر ، مثل الذئب ، متربصاً ، تلك اللحظة التي ينقض فيها على السلطة ، في أي مكان ، وفي أي زمان ، من أجل تحقيق خلافته الاسلامية ، ومحو الأقليات من على خارطة الخلافة الجديدة
كانت السلطات يوم ذاك تنوي القيام بمذابح عامة تشمل حتى النساء والأطفال لمن يخالفونها في المذهب - وما أشبه الأمس باليوم ،حيث نجد إرهابيين إسلامويين معاصرين ، يصطحبون معهم في كل عملية إرهابية مفتي يبيح لهم الذبح والحرق وبقر البطون والتمثيل بالجثث ... الخ كانت السلطات التي يمثلها الخليفة المستظهر وملوك السلاجقة تنوي هذه المذابح ، وأرادت أن تستند الى فتاوى شرعية تبرر فيها مذابحها فلجأت الى من هم حاضرون لاصدار أية فتوى تريدها السلطة وكان على رأسهم الغزالي ففصل للمستظهر الفتوى الرهيبة التي ضمنها كتابه فضائح الباطنية ووصف نفسه - بدون خجل وكالعادة المتبعة في هذه الأيام - بأنه خادم للسلطة . أما الفتوى فهذا بعض ما جاء فيها عن الإسماعيليين : ( بناء على الأوامر الشريفة المقدسة النبوية المستظهرية بالإشارة الى الخادم على اعتبار أن الحاجة الى الكتاب عامة في حق الخاص والعام شاملة جميع الطبقات ....قبول التوبة من المرتد لابد منه ... وأما توبة الباطنية أي الإسماعيليين ..ففي هذا خلاف بين العلماء .. ذهب ذاهبون الى أنه لاتقبل توبته وزعموا أن هذا الباب لو فتح لم يمكن حسم مادتهم وقمع غائلتهم ... )
هذا للمسالمين من الإسماعيليين في زمن السلم ، أما في زمن الحرب فإن من قبض عليه منهم كان حكمه القتل وكذلك النساء .
قال الغزالي في فتواه : ( فإننا نقتلهن(النساء) مهما صرحنا بالاعتقاد الذي هو كفر على مقتضى ما قدرناه و أما الصبيان فمن بلغ من صبيانهم عرضنا الاسلام عليهم فإن قبلوا قبل اسلاهم وردت السيوف عن رقابهم الى قربها وإن إصروا على كفرهم مقلدين فيه آبائهم مددنا سيوف الحق الى رقابهم وسلكنا بهم مسلك المرتدين ) .
ويتابع الغزالي في فتواه : ( والقول الوجيز فيه أن يسلك بهم جميعا مسلك المرتدين في النظر في الدم والمال والنكاح والذبيحة ونفوذ الأقضية وقضاء العبادات . أما الأرواح فلا يسلك بهم مسلك الكافر الأصلي ، إذر يتخير الإمام في الكافر الأصلي بين أربع خصال : بين المن والفداء والاسترقاء والقتل . ولا يتخير في حق المرتد ، بل لاسبيل الى استرقاقهم ولا الى قبول الجزية منهم ولا الى المن والفداء ، وإنما الواجب قتلهم وتطهير وجه الأرض منهم ، هذا حكم الذين يحكم بكفرهم من الباطنية ولا يختص جواز قتلهم ولا وجوبه بحالة قتالهم ، بل نغتالهم ونسفك دماؤخم . وأما النساء فإن نقتلهن مهما صرحن بالاعتقاد الذي هو كفر على ما قتضدى ما قررناه ، فإن المرتد مقتول عندنا . نعم للإمام أن يتبع منه موجب اجتهاده ، فإن رأى أن يسلك فيهم مسلك أبي حنيفة ويكف عن قتل النساء فالمسألة في محل اجتهاد .) حجة الاسلام الغزالي . أ أصدقائي الصابئة ، أيها الأقليات : صلوا ولا تملوا ، صلوا كلا كما يريد ويقتنع ، لربكم ، أن يديم عليكم كل الدكتاتوريات العربية ، ويُبعد عنكم كل الدم قراطيات العربية والاسلامية ، لأن ، نهايتكم وفناءكم ، كما خبرتم في العراق ، هو ، على يد الدم قراطيات العربية والمعارضات والعراضات المرتبطة بها . قولوا آمين .
#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
زيارة الى عارف دليلة واخبار أمني بالواقعة
-
بصارة ومواطن سوري
-
الحياة الجنسية في سوريا في ظل المادة الثامنة من الدستور
-
وفاء سلطان وصدام حسين
-
القومية العربية + الارهاب الاصولي = العولمة السلبية !!!.
-
عاصمة الثقافة العربية : وفي القلب غصة يا شام وفي المقلة دمعة
...
-
الشباب السوري أقوى من قمعكم وحجبكم
-
حزب البعث بوصفه وباءً سياسياً 2-2
-
البعث هل هو وباء حقاً؟
-
فبربكم كيف تُدار هذه البلاد ؟
-
وأهله لا زالوا يبحثون عنه
-
حرام سوريا في خطر وحليمة عادت لعادتها القديمة
-
السيدة فلورنس غزلان ؟ نشكرك ولكن لسنا من أهل البيت
-
ننعي لكم الطبقة المتوسطة السورية
-
معاناة مواطن سوري
-
عندما تتحول النزوة الى قانون في سوريا
-
لماذا الفكر المسيحي؟ الأصولية السورية المتمثلة في بعض القياد
...
-
نشودة حجب المواقع السورية على يد أبو حجاب للشاعر العربي احمد
...
-
أيها القتلة المجرمون : خطف كاهنين في الموصل
-
في انتظار غودو (رفعت الأسد ) .
المزيد.....
-
زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح
...
-
الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد
...
-
طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
-
موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
-
بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران
-
تصريحات ماكرون تشعل الغضب في هايتي وتضع باريس في موقف محرج
-
هونغ كونغ تحتفل بـ100 يوم على ولادة أول توأم باندا في تاريخه
...
-
حزب -البديل- فرع بافاريا يتبنى قرارًا بترحيل الأجانب من ألما
...
-
هل تسعى إسرائيل لتدمير لبنان؟
-
زيلينسكي يلوم حلفاءه على النقص في عديد جيشه
المزيد.....
-
الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية
/ نجم الدين فارس
-
ايزيدية شنكال-سنجار
/ ممتاز حسين سليمان خلو
-
في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية
/ عبد الحسين شعبان
-
موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية
/ سعيد العليمى
-
كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
/ كاظم حبيب
-
التطبيع يسري في دمك
/ د. عادل سمارة
-
كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان
/ تاج السر عثمان
-
تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و
...
/ المنصور جعفر
-
محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي
...
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|