الباحثون عن الحب في زمن الكراهية

حيدر الفريجي

الحوار المتمدن-العدد: 2401 - 2008 / 9 / 11 - 06:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

مسكينٌ هذا الشعب الذي سقط من وهم عليائة المجهول بين عشية وضحاها ليجد نفسة مسحوقاً تحت ركام سنين الظلم والقحط والمذلة المنقوعة بتجبر الجبارين وتعجرف المتعجرفين وغدر الغادرين ممن وجدوا انفسهم في غفلة من الزمن قادة ورؤساء لايفقهون من شؤؤن الرئاسة والقيادة الا التحكم برقاب الجياع واقواتهم و التهريج بالبطولات الوهمية محاكاةً لماضٍ لم يبقَ منة سوى الحبر على الورق وكمٍ هائل من الفتن والحروب التي يغفل عنها المؤرخون خوفاً ولربما خجلاً من تاريخ الدم والدماء .
مسكينٌ هذا الشعب الذي خرج من متاهاتِ الضياع سوداءِ الفضاءات مدلهمةِ السماوات حالما بمستقبلٍ وردي اللون مليءٍ بالحريةِ والامانِ والراحةِ والنعماء بفضلِ من كان يسمى بالشيطان الاكبر والاستعمار الامبريالي المتقلب الاطوار حيث لا وجود لصديقٍ دائم ولا عدوٍ دائم وانما لمصالح دائمة فوجد نفسة في ظلمةٍ اشد ومتاهةٍ اكبر وحيرةٍ ما بعدها حيرة مما حصل ويحصل ومما سوف يحصل لاحقا من نزيف الروح وتشظي الجسد وتهتك القلوب وعري المشاعر وزحمة الاحزان في فسحة الزمن الضيق وضوضاء المكان محاصر الاطراف محدد المسافات بفضل مواقف العرب العرب فاين المفر والى من الملتجأ .
مسكينٌ هذا الشعب الذي لا يعرف لماذا كُتبَ علية تحمل معاناة لم يشهد لها التاريخ مثيلا وما الذي جنتة يداة المسكينتان ليحصد ما زرعتة حماقات جوقة القادة الحمقى الذين زرعوا بذرة الكراهية المقيتة ورووها بالدماء والدموع فأنبتت شجرة طلعها كرؤؤس الشياطين وحملت حملا ثقيلا ولفضت كل ما فيها من ثمار السوء ونثرتها في كل الانحاء المليئة بالنسيان والمحفورة باخاديد التعب والحزن والاهمال لتملأ كل الاماكن ببذور الكراهية التي تنتظر ان تروى بسيل جديد من دماء الابرياء السائرين في دروب التضحية اللامتناهية من اجل اللاشئ واللامفهوم ومن دموع من تبقى من ابرياء لا زالوا يتخبطون كالسكارى وما هم بسكارى وبعيدا عن عذاب اللة الشديد في زمن اخرق جديد.
مسكين هذا الشعب الذي شبع من الوعود في ازمنتة المليئة بالوعود فكلما حل جيل جديد من الحكماء الحاكمين وكلما تسور نفر جديد محراب الشعب كلما زادت حدة التصريحات المتصاعدة النبرات بالاتي من الحياة السعيدة والمستقبل الجميل فلا يُسمَع منها سوى الاصداء في نفس تلك الفضاءات المدلهمة مع تغير الوجوة وتبادل الادوار في ثنائية المضحك- المبكي من تاريخنا المتكرر المشاهد ضمن فصول سمفونية الدم والدموع المستمرة بنجاح باهر منذ قرون .
مسكين هذا الشعب الباحث عن فسحة من الامل في بحر من الالم والناظر الى نقطة من الضوء في بحر لجي من الظلام والطالب لمهلة من الامان في متاهات جنون الرعب والارهاب والمترجي لقطعة من الخبز في صحارى الجوع والفقر فلا ما راح من ماض يشفع لة ولا ما اتى من حاضر يتحنن علية ولا ما غاب من مستقبل يعطية الامل فتقهقر راكضا الى الامام علة ينهي ما تبقى من الآلم باسرع وقت وباقل التضحيات وليرى ما بعد المستقبل فيما بعد المجهول هاربا من كل معاناتة نحو المعاناة فلا بديل لدية سوى الاستمرار بالهرولة نحو الامام حيث لا يمكن الرجوع ولا يمكن التوقف .
السلام على الباحثين عن السلام في زمن الحروب السلام على الباحثين عن الصدق في زمن الكذب السلام على الباحثين عن الحقيقة في زمن النفاق السلام على الباحثين عن الاخلاص في زمن الخيانة السلام على الباحثين عن الامل في زمن اليأس السلام على الباحثين عن الحكمة في زمن الحماقات السلام على الباحثين عن السعادة في زمن الاحزان السلام على الباحثين عن الشجاعة في زمن الجبناء والسلام السلام على الباحثين عن الامن في زمن المفخخات.
السلام على الشعب الجريح والقلب الذبيح السلام على كل الشرفاء الشرفاء في عراقنا الشريف السلام على كل المخلصين من شعبنا العراقي الاصيل السلام على كل اناسنا البسطاء سواءا منهم المهرولين نحو الامام ام الراكضين نحو الانزواء او الواقفين على جوانب الطرقات بانتظار مستقبلهم الافضل الذي يجاهدون من اجل تحقيقة لابنائهم على الاقل ذلك المستقبل الذي سيصنعة الباحثون عن الحب في زمن الكراهية فالف سلام على الباحثين عن الحب في زمن الكراهية .

#حيدر_الفريجي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات