|
رمضان هل أصبح من هموم الفقراء في العراق
حاكم كريم عطية
الحوار المتمدن-العدد: 2401 - 2008 / 9 / 11 - 07:00
المحور:
حقوق الانسان
تعاني الطبقات الفقيرة في العراق ضغوطا كبيرة أجتماعية وأقتصادية وسياسة أثرت بشكل كبير على حياتهم وحياة أطفالهم وأسرهم . وتأتي المصاريف الخاصة بشهر الصوم لترهق ميزانية الأسر الفقيرة من المسلمين وغيرهم حيث غلاء أسعار المواد الغذائية والملابس وغيرها من السلع الضرورية ناهيك عن أرتفاع أسعار المحروقات حيث وصل سعر قنينة الغاز ألى 25ألف دينار ومع بدء العام الدراسي يتزامن رمضان هذه السنة مع أكبر موجة للغلاء بدأت بأعلان الزيادة في الرواتب التي أعترض عليها البنك الدولي مما حدى بوزير المالية لوقفها ووضع الأسر الفقيرة في مأزق مالي كبير. وتشير التقارير ألى تراجع الأهتمام بالأسرة العراقية بشكل كبير في المجالات الصحية والنفسية ورعاية الأسرة بشكل عام وهذا ما يزيد بشكل كبير معاناة هذه الأسر وستكون له أثار سلبية علىحركة البناء والتنمية في العراق وكذلك ستظل بابا مفتوحا لأعداء العراق بأستغلال الوضع الأقتصادي والأجتماعي الصعب لهذه العوائل ويأتي هذا الوضع بالتزامن مع تقارير الجهاز المركزي للأحصاء في مجالات كثيرة الأقتصادية والصحيةوحيث يتبين أن هناك الكثير يقع على عاتق الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني لكشفه والأهتمام به والضغط على الحكومة العراقية بتوفير ظروف أفضل لفقراء العراق والطبقات المتوسطة الدخل من الموظفين والحرفيين التي طالتهم هذه الظروف الصعبة . ويشير السيد مهدي العلاق رئيس الجهاز المركزي للأحصاء وتكنلوجيا المعلومات في وزارة التخطيط ألى أن ((معدلات التضخم أرتفعت في العراق على نحو غير مسبوق وخصوصا السنة الماضية أذ تجاوزت ال75 بالمائة))* كما وتتطابق هذه الأرقام مع أرقام البنك المركزي ألى حد ما الذي يرتبط بشكل أو آخر بسياسة البنك الدولي الذي يضغط كثيرا على الحكومة العراقية لوقف سياسة الدعم للسلع الغذائية وألغاء الحصة التموينية ووقف دعم المحروقات في هذا الوضع الأستثنائي الذي يمر فيه العراق وفي ظرف تعاني منه العوائل العراقية ظروفا سيئة تعد أستمرارا لمعاناتها خلال حقبة صدام حسين وظروف الحصار الأقتصادي على العراق . أن ربط السياسة الأقتصادية بشكل أو بآخر بسيلسة البنك الدولي تعد من الأعباء الكبيرة على كاهل فقراء العراقيين ففي الوقت الذي أقدمت فيه وزارة المالية هذه السنة على رفع المخصصات والرواتب لموظفي الدولة حيث أشتعلت أرقام السلع الأساسية الغذائية وكذلك تكاليف المعيشة للأسر العراقية يضغط البنك الدولي ولتستجيب الحكومة العراقية بوقف هذه الزيادات لمطلع العام القادم مما جعل الأمور تزداد تعقيدا وظروف الفقراء وذوي الدخل المحدود في تدهور مستمر . وفي أشارة لموضوع أرتفاع الأسعار في العراق والذي كان جزء منه أرتفاع السلع الغذائية عالميا مترافقا مع غياب سياسة مراقبة السوق والأسعار زاد من حدة أسغلال التجار وفرض أسعار مجحفة للسلع المستوردة بحجة غلائها من المناشيء وهذا جزء من سياسة الأقتصاد الحر والذي تستغله طبقة الكومبرادور للأثراء على حساب فقراء العراقييين وهذه الطبقة نمت وترعرعت مع دخول القوات المحتلة وهدم البنى التحتية للبلد . أما أجتماعيا وأرتباطا بأستغلال المواطن في التمسك بالشعائر الدينية وما يترتب عليها من زيارات الأئمة وصوم رمضان وجميع ما يرتبط بها من تكاليف أقتصادية كانت هي الأخرى عاملا مكملا لعوامل الضغط الأقتصادي على الأسرة العراقية حيث طغت على هذه الواجبات الدينية المظاهر والتي تتطلب مبالغ مالية كحال مظاهر عاشورا والمناسبات التي كثرت وكثر أستخدامها من جهات عديدة لحملاتها للأنتخابات المحلية المقبلة متناسية الضغوط الكبيرة على دخول العوائل الفقيرة ورغم أن رمضان وكل المناسبات الدينية تؤكد على الأهتمام بالفقير والأحساس به ألا أن دراسة بسيطة يمكن أن تؤشر وبوضوح تحول هذه المناسبات ألى عامل آخر من عوامل الضغط الأقتصادي على الأسرة العراقية وأبتعاد الكثيرين عن معنى الصيام في بداية ظهور الأسلام وكيف كان من الأشهر التي ينعم فيها الفقراء بفسحة من الخير والمساعدة والرحمة ألا أن الظرف الحالي يختلف كثيرا وبنظرة بسيطة للأسواق العراقية ومقابلات المتبضعين في الأسواق العراقية من خلال شاشات الفضائيات العراقية والعربية تكشف بوضوح معاناة العراقيين من مظاهر الغلاء وأرتفاع الأسعار وغياب المواد الغذائية وضعف وزارة التجارة الواضح في رسم سياسة صحيحة لتحديد الأسعار وحماية المستهلك من الجشع . كان للحصة التموينية دورا كبيرا في رفع بعض من الضغوطات عن كاهل الأسرة العراقية ألا أن تردي أدارة هذا الجانب المهم في حياة المواطن أضاف أعباء أخرى على الأسر العراقية نتيجة تردي النوعية في مفرداتها وغياب الكثير من المفردات وتأخر موعدها وتقليل الكميات الممنوحة للمواطن عدى الفساد الذي ينخر في جسد هذه المنظومة الأقتصادية . أن تزامن أرتفاع الأسعار عالميا وضغوطات البنك الدولي وضعف أداء الحكومة العراقية لم يكن تأثيره على الجوانب الأقتصادية فقط بل طال الجوانب الصحية والتربوية وكل مناحي الحياة بالنسبة للمواطن العراقي وأذا ما أفترضنا تحسن الوضع الأمني بشكل ملحوظ وضرورة الأهتمام بالمواطن ورفع الضغوطات عنه من خلال البرامج التنموية والأقتصادية تكون النتائج أستنادا للأحصائيات الصادرة عن وزارة التخطيط في هذه المجالات دليلا قاطعا على تخلف الدولة عن رسم السياسات الكفيلة بأنهاء معاناة المواطن العراقي ولا غرابة أن تؤكد المنظمات الدولية المهتمة بالشأن العراقي على بخل الدولة العراقية أزاء مواطنيها وخصوصا المهجرين منهم والظروف الصعبة التي يمرون فيها مقارنة بموارد النفط الواردة للعراق من بيع النفط وأرتفاع أسعاره وبمقارنة بسيطة للأرقام التي تنشرها دول الخليج التي تقل مواردها من النفط كثيرا عن أرقام مواردنا تكون الدولة العراقية بخيلة ألى حدود بعيدة وهذا البخل ستكون له عواقب وخيمة على المجتمع العراقي وعلى تطور وتقدم العراق ما لم تقدم الحكومة العراقية على تغير سياستها والأنصات لصوت الخبراء الأقتصاديين العراقيين والمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني وبرامج الأحزاب السياسية العراقية في مجال السياسة الأقتصادية وما لم تقدم الحوزة العلمية بالقيام بدورها في التقليل من مظاهر البذخ للدعاية لأحزاب الأسلام السياسي في أداء المناسبات الدينية وجعلها مناسبات تنقذ فقراء العراق من حالة البؤس والفقر والجوع وكل رمضان وفقراء العراق بخير.
*المصدر الأخبار الأقتصادية دار الحياة الصادر في 26/12/2006
#حاكم_كريم_عطية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كونفرنس الأنصار الشيوعيين شجون الذاكرة وآمال المستقبل
-
هل سيتحقق موعد الأنصار الشيوعيين تحت نصب الحرية
-
الدم العراقي على طبق من فضة مرة أخرى
-
هل نتجه لبناء ديمقراطي أم ثيوقراطي
-
محطة القامشلي القاعدة الخلفية للأنصار الشيوعيين
-
لماذا تخاف الأحزاب الدينية من العلمانية في الأنتخابات القادم
...
-
يوم الشهيد العراقي
-
ملامح التنافس في الأنتخابات القادمة
-
ما هي ضمانات النزاهة في الأنتخابات القادمة-3-
-
ما هي ضمانات النزاهة في الأنتخابات القادمة-2-
-
ما هي ضمانات النزاهة في الأنتخابات القادمة
-
الديمقراطية وبناء دولة المؤسسات خير ضمانة من معاهدة حماية أم
...
-
االمعاهدة الأمريكية العراقية تكريس للأحتلال
-
المعاهدة العراقية الأمريكية المرتقبة والوجود العسكري والدبلو
...
-
على ابواب الأنتخابات
-
لبنان يذبح والعراق يقطع
-
الخدمات الأساسية في العراق تسحق جيش الفقراء
-
بشتاشان ...أسئلة ذوي الشهداء
-
القضاء العراقي من ينفذ مذكرات الأعتقال ومن يفعل قراراته
-
مقومات أعلان النصر على تنظيم القاعدة في العراق
المزيد.....
-
أزمة الجوع والتجويع الإسرائيلي الممنهج تتفاقم في غزة وبرنامج
...
-
بين لهيب الحرب وصقيع الشتاء.. الجزيرة نت ترصد مآسي خيام النا
...
-
في يومهم العالمي.. أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ألهموا الع
...
-
سويسرا تفكر في فرض قيود على وضع -أس- الذي يتمتع به اللاجئون
...
-
كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
-
اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
-
السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في
...
-
ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
-
السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير
...
-
غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|