أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - شه مال عادل سليم - كان عادلآ وسليمأ . .














المزيد.....

كان عادلآ وسليمأ . .


شه مال عادل سليم

الحوار المتمدن-العدد: 2401 - 2008 / 9 / 11 - 07:15
المحور: سيرة ذاتية
    


الى والدي الذي رحل في ۱۲- ۹ - ۱۹٧۸ ........ نحو الشمس ! كان سبتمبر ۱۹٧۸ عندما اتوا به محمولاً على الاكتاف غارقاً في نوم عميق ....عميق ....عميق وهو في طريقه من كركوك الى اربيل ....
اقتربت منه وقبلته كالعادة , نظرت الى وجهه وعينيه نصف المغمضتين ...
اه ..
اه ..
اه .., كم احبه ...
قبلته مرة اخرى .... ووقفت امامه اتطلع فيه ...
وعندما همسوا في اذني وقالوا لي انظر !
انظر اليه جيدا
انه الوداع الاخير ......
اقتربت لا أراديا منه وقبلته مرة , اثنين , ثلاثة .... عشرة , عشرين مرة .......
وفجاة !
فتح عينيه الجميلتين مبتسما كالعادة .......
همست في اذنه قبل ان نتبادل كلمات الوداع ,
قلت له ...
انهض ياب , الضيوف ينتظرونك ....
هيا استيقظ ...
رغم كل ما سمعت من احاديث وهمسات عن السموم والموت والمؤامرة .... الا اني كنت اسمع دقات قلبه الكبير .....
خرجت من الغرفة مسرعا لاغسل وجهي وامشط شعري لابدوا انيقا في وداعه كما كان يطلب مني دائما ...
عندما خرجت رأيت وجوها غريبة وجديدة لم ارَها من قبل ..
بعضهم كان يتكلم باللغة التي لم افهمها اطلاقا ...
وبعض اخر كان يتكلم بلغة العيون خوفا من ان يسمعهم الاشرار الذين كانت افواههم كافواه السكاكين واسنانهم كالحراب وهم في حالة ترقب و استعداد امام اولئك الجنود الذين ينتظرون التحطيم و الصلب . . على اطلال الوطن المهدد بالفناء ..........
.......
......
بعد لحظات دخلت الغرفة ثانية عانقته مرة اخرى وقبلته ...
وعند اشارة ما ، فهمت
حان وقت الرحيل ...
اقتربت منه وسألت ...
لماذا قررت ان تسافر بهذه العجالة ياوالدي ... ؟
لماذا قطعت تذكرة الذهاب فقط ؟
..لماذا ياب ... ؟!
صرخت جدتي لوالدتي وهي تحتضنني باكية .....
ـ تعالى الله يا صغيري هو الذي اختار والدك الى جواره لانه كان عادلا وسليما !! ...
وفجاة احسست بحرارة دموع تسيل !
اخذت احدق في دموعها التي غطت وجهي ولم افهم هذه الفلسفة التي آمنت بها جدتي ...
لم افهم قصدها ....
قلت لنفسي لماذا اختار الله والدي ولم يختر شخصا اخرا ؟ ...
لماذا ؟ ......
نظرت اليها وصرخت في وجهها وقلت اذن من اليوم فصاعدا انا متخاصم مع الله ....مادامه ابعد الوالد عنا ...
لا ..لا اريد ان اتكلم معه اطلاقا ....
لا اريد ان يتكلم والدي معه ......
لا اريد ان يرحل والدي ويتركنا لوحدنا في هذه الغابة الموحشة ....
..........
.........
فجاة تعالى صوت الدعاء وامتزج بدعاء الامام .....
الله اكبر ....
الله اكبر ...
كل نفس ذائقة الموت ...
رفعوا (السرير الخشبي) الذي صنع لوالدي خصيصا على اكتافهم ...
واخذت ابكي وابكي وابكي معهم ...
ولم استطع التحلّق معهم ...
صرخت وقلت : لا تاخذوه انه حي ...
صدقوني انه حي ...
توقفوا ... لا تاخذوه ....الان كنت اتكلم معه ...
قفوا ..
لا تاخذوه انه حي ...
ولكن بكاء و صرخات النساء وعويلهم حجبت صوتي ولم يسمعني احد .........
بدأ المشيّعون بالحركة وهم يحملون الوالد على اكتافهم ...
وقلت لنفسي : لو كنت طويلاً مثلهم لحملت الوالد على كتفي الى ان يستيقظ من نومه الجميل ...ولكن ......
.........
جلست امام غرفته وصرخت ملء الحنجرة ...
نم جيدا ياب ...
الى اللقاء ...
ثلاثون سنة مضت ولا يزال صوت دقات قلبه الكبير يخترق نافذتي ليكسر زجاج الصمت والسكون ...
يكذب الذين قالوا : مات والدك و لن يرجع ابدا ......!!



#شه_مال_عادل_سليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانفال ...هل طواها النسيان ...ام ماذا ؟!
- تتلألأ اسماؤهم فخرأ وتشع ضياءاً .... شهداء حركة الانصار ...
- دور المرأة العراقية في ثورة 14 تموز ....
- حين يعطينا الخطأ درسأ قاسيأ... مادة 140 نموذجأ
- قطعة مختارة من ذكريات البيشمركة 4
- قطعة مختارة من ذكريات البيشمركة-3
- قطعة مختارة من ذكريات البيشمركة ...
- قطعة مختارة من ذكريات البيشمركة
- 74 سنة عامرة بالكفاح والتضحيات …
- حلبجة ...في ذكراها العشرين
- هربجي . . كرد وعرب رمز النضال *
- القاعدة ... وحملاتها المسعورة لتجنيد اطفالنا في العراق
- هل لأطفالنا حقوق ...؟!
- الذكرى العشرين لجرائم الابادة ، ما المطلوب اليوم ؟ !
- عيد ... بأي حال عدت يا عيد .....
- الدستور العراقي ..الغائب الحاضر .... !
- لا...لا لأنفلة قرار المحكة الجنائية العراقية العليا ........
- تعميق الديمقراطية في كوردستان يؤثّر ايجاباً على دول الجوار … ...
- بعد عودة البعثيين ... العراق الى اين ؟
- اخيرا ... حققنا الفوز !


المزيد.....




- بضمادة على أذنه.. شاهد أول ظهور لترامب بعد محاولة اغتياله وس ...
- بلينكن يعرب لمسؤولين إسرائيليين عن -قلق بلاده العميق- بعد غا ...
- الجيش الأمريكي: الحوثيون هاجموا سفينة تملكها إسرائيل في البح ...
- نتنياهو أمر الجيش بعدم تسجيل مناقشات جرت -تحت الأرض- في الأي ...
- فرنسا دخلت في مأزق سياسي
- القوات الجوية الأمريكية ستحصل على مقاتلات -خام-
- 7 أطعمة غنية بالألياف تعزز فقدان الوزن
- مرشح ترامب لمنصب نائب الرئيس.. كيف ينظر إلى الحرب بغزة؟
- ناسا تنشر صورة لجسم فضائي غير عادي
- الدفاع الروسية: إسقاط 13 مسيرة أوكرانية خلال 24 ساعة في عدة ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - شه مال عادل سليم - كان عادلآ وسليمأ . .