أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نصارعبدالله - المصريون يندهشون














المزيد.....

المصريون يندهشون


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 2403 - 2008 / 9 / 13 - 02:45
المحور: حقوق الانسان
    


لماذا أصبح المصريون يندهشون من أمور طبيعية جدا وعادية جدا بينما لا يندهشون من أمور وأوضاع بالغة الشذوذ والغرابة ؟؟... على سبيل المثال فإن من الطبيعى جدا أن يحال المتهم بقتل إنسان إلى محكمة الجنايات، وأن يحال المتهم بسرقة فرخة وذبحها إلى محكمة الجنح !!، .... من الطبيعى أن يحدث هذا فيما هو مفترض بغض النظر عن المكانة الإجتماعية للجانى أو المجنى عليه ،.. ومع هذا فقد اندهش الكثيرون من المصريين لإحالة السيد هشام طلعت مصطفى إلى محكمة الجنايات رغم أنه متهم بالتحريض على ذبح إنسان !!! ولم يندهشوا لإحالة السيد ممدوح إسماعيل إلى محكمة الجنح رغم أنه قد تسبب بجشعه وإهماله الجسيم (طبقا لما يستفاد من تقرير لجنة تقصى الحقائق) فى مقتل أكثر من ألف مصرى وتقديم لحومهم طعاما إلى الأسماك المتوحشة، وكأن ماصدر منه يتساوى فى جسامته ـ وبالتالى فى عقوبته ـ مع جريمة ذبح فرخة مسروقة !! .. اندهش المصريون هذا العام من إحالة هشام مصطفى إلى الجنايات رغم أن القرار فيما هو مفترض غير جدير بأية دهشة، و لم يندهشوا فى العام الماضى من قرار إحالة ممدوح إسماعيل إلى محمكة الجنح رغم أنه كان جديرا بأقصى درجات الدهشة ، (فيما بعد شعر المصريون بالصدمة من حكم البراءة رغم أن الحكم متسق مع قرار الإحالة!!!) ...ما الذى حدث للمصريين؟؟ ولماذا أدهشهم ما يفترض أنه أمر بديهى وطبيعى ؟؟ ولم يدهشهم ما يفترض أنه غريب ومدهش؟؟؟ !!!الجواب هو أن خبرة السنوات الماضية قد علمتنا أنه ليس من المتوقع ولا من الطبيعى أن يحدث فى مصر شىء طبيعى !!، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بتلك الفئة العليا الممسكة برقاب البلاد والعباد ، فهؤلاء لم يوضع قانون العقوبات لكى يطبق عليهم ، ولكنه وضع لكى يطبق فقط على كارهيهم وحاسديهم ، بالإضافة طبعا إلى تطبيقه على المواطنين العاديين الذين يمثلون 99% من تعداد الشعب المصرى....هذا هو ما تعلمه المصريون من خبرة السنوات الماضية التى تؤكد أن كبار الرموز فى النظام ـ ما لم يصطدموا برموز أكبر منهم ـ فإنهم لا توجه إليهم اتهامات جنائية قط رغم كل ما قد يرتكبونه من أفعال معاقب عليها جنائيا بدءا من التزوير فى الإنتخابات ، ومرورا بالرشوة أوالتربح من الوظيفة ، وانتهاء إلى الخطف أوالقتل عمدا أو التسبب فيه عن طريق الإهمال ، ومن هنا جاءت الدهشة كل الدهشة من أن يحال إلى الجنايات رمز كبير من رموز النظام هو السيد هشام طلعت مصطفى الذى يعد الرجل الثالث فى لجنة السياسات ، رغم أن المنطق الطبيعى للأمور ( وهو ما افتقدته مصر بشكل غير مسبوق فى سنواتها الأخيرة ) ، يقضى بأنه لا أحد فوق القانون ، وبوجه خاص القانون الجنائى ...حتى لو كان الذى قد نسب إليه ارتكاب الفعل المؤثم جنائيا أعلى بكثير من الرجل الثالث فى لجنة السياسات أو فى غيرها من اللجان ، بل إن الدستور المصرى الحالى، ومن قبله أيضا سائر الدساتير التى صدرت فى العهد الجمهورى قد احتاطت لإمكانية أن يرتكب رئيس الجمهورية نفسه فعلا جنائيا ، ومن ثم فقد نصت على تحديد السلطة التى تملك حق توجيه الإتهام إليه ، وهى بالمناسبة ليست النيابة العامة ، ولكنها مجلس الشعب ، ولنقرأ معا نص المادة 85 من الدستور المصرى قبل تعديله الأخير: " يكون اتهام رئيس الجمهورية بارتكاب جريمة جنائية بناء على اقتراح مقدم من ثلث أعضاء مجلس الشعب على الأقل ، ولا يصدر قرار الإتهام إلا بأغلبية ثلثى أعضاء المجلس ، ويقف رئيس الجمهورية عن عمله بمجرد صدور قرار الإتهام ويتولى نائب رئيس الجمهورية الرئاسة مؤقتا لحين الفصل فى الإتهام....."وفى مارس 2007 تم تعديل الفقرة الأخيرة لكى تصبح : "ويتولى الرئاسة مؤقتا نائب رئيس الجمهورية أو رئيس مجلس الوزراء عند عدم وجود نائب للرئيس، وذلك لحين الفصل فى الإتهام"... كل هذا على المستوى النظرى ، أما على المستوى العملى فإنه لو تم إعماله يوما ما على أى رئيس مصرى فإنه بالطبع سوف يكون مثارا للدهشة وأية دهشة !!



#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاصوت يعلو
- ديكورات مجلس الشورى
- أسوار مصر العازلة
- جلال عامر أبو 6
- حتى العميان ...يغشون!
- فلنخسرها ..بشرف!
- البطارسة
- تحية إلى وليم نصار
- الترويج للطوارىء
- عام جديد ...عار جديد!
- سقف فهم بوش
- عن أعراض الأمراض الإعلامية
- الحزبان : الفيسى والفاسى
- تلك الشائعة
- من حكايات المجاعة
- البوكر العربية
- غسيل الأعراض!!
- رحيل رجاء النقاش
- أميون فى معرض الكتاب (2)
- لماذا سكت النهر؟


المزيد.....




- أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
- كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ ...
- مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...
- كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا ...
- أمستردام تحتفل بمرور 750 عاماً: فعاليات ثقافية تبرز دور المه ...
- أوبزرفر: اعتقال نتنياهو وغالانت اختبار خطير للمجتمع الدولي
- -وقف الاعتقال الإداري ضد المستوطنين: فصل عنصري رسمي- - هآرتس ...
- الأردن.. مقتل شخص واعتقال 6 في إحباط محاولتي تسلل
- بورل: أندد بالقرار الذي اعتمده الكنيست الاسرائيلي حول وكالة ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نصارعبدالله - المصريون يندهشون