الإعلام الأمريكي والتباس المصالح داخل الإدارة الواحدة

سلام خماط

الحوار المتمدن-العدد: 2400 - 2008 / 9 / 10 - 09:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الصحافة الحرة لا تندرج في مدح المسئول أو الإشادة بمنجزاته بل هي وسيلة لتوثيق الحقائق وليس تزويقها إرضاء لهذا الطرف أو خوفا من الطرف الآخر .
فالصحفي الحقيقي لا يشرع في كتابة عمود او مقال او تحقيق قبل ان يلتقي بشخصيات لها تاثيرها في صنع القرار او قبل ان يحصل على تصريح يسمح له بالاطلاع على محاضر الجلسات وعلى اعلى المستويات ,ومعنى هذا ان الصحفي ومن وراء كل هذا انما ينشر الحقيقة وان القصة التي يرويها يمكن اعتمادها ويجوز البحث على اساسها حتى وان تعددت فيه وجهات النظر , من هنا ان صحفي التحقيق يجب ان يدرك الحقائق ولا ياخذ بالظنون ان لم يكن على احسن الافتراضات ان يعرف جزء من الحقيقة ,فهو لا يكتفي عند ابداء رايه الا عندما يتابع الوقائع او يسمع الشهود وعلى هذا الاساس يكون التحقيق
الصحفي ملما للموضوع المراد طرحه ومستوفيا لجوانبه وليس انطباع يتاسس على الهوى .
لقد اثبتت الوقائع نجاح هذه الصحافة وجدارتها في النفوذ الى خفايا السياسة والغوص في اعماقها وبالتالي تغطية وقائعها وكشف ادق اسرارها للراي العام .
قد يسال سائل ما هو السبب من وراء نشر اخبار او تقارير تنم عن فضائح تؤدي الى سقوط اشخاص على مستوى رئيس الولايات المتحدة الامريكية والجواب على ذلك هو عدم الانسجام بين الادارة الامريكية رغم ان للكل مشروع متفق عليه لكن المسؤولية عن هذا المشروع موزعة بين مجموعة من الافراد تحكمهم علاقات ملتبسة صنعتها خلافات سابقة او شكوك وولاءات متعارضة ,وان كل مسؤول كبير في الادارة الامريكية لم يكتفي باداء دوره بل يشكك في صلاحية غيره ومن هذا المنفذ يتم تسريب الاخبار وتعلن الفضائح .
فقد تناولت وكالات الانباء والصحافة على مدى الايام القليلة الماضية خبر التجسس على الحكومة العراقية والذي نشر في جريدة واشنطن بوست في 5/9/2008نقلا عن كتاب جديد للصحفي (بوب وددوارد)والذي اكد فيه ان الحكومة الامريكية نفذت عمليات تجسس واسعة النطاق على رئيس الوزاء نوري المالكي وطاقم موظفيه فضلا عن مسؤولين عراقيين اخرين
وقد نفى (ستيان هادلي )مستشار الامن القومي الامريكي هذه المعلومات قئلا :ان وددوارد حاول التقليل من اهمية خطة (الدفق العسكري )التي تبناها الرئيس جورج بوش .
ومن الجدير بالذكر ان وددوارد هو الذي اثار فضيحة وتر كيت ضد الرئيس الامريكي نكسون والتي ادت الى استقالته عام 1974 .

سلام خماط.

#سلام_خماط (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات