اسماعين يعقوبي
الحوار المتمدن-العدد: 2401 - 2008 / 9 / 11 - 06:45
المحور:
المجتمع المدني
ان التنظيمات الأهلية القائمة حاليا عرفت تحولات مهمة أرخت لتاريخ طويل من الصراعات الداخلية والخارجية. هذه التحولات تفاعلت فيها عدة عناصر:
اقتصادية: صراع حول مصادر الماء, الضرائب, سلب الأراضي..........
لغوية: عبر الثنائية المركزية الامازيغ والعرب
دينية: مسيحية: يهودية, إسلام, أولياء, كفر, أصنام........
سياسية: مخزن, استعمار, مقاومة.....
ثقافية: ثقافة محلية, شرقية, غربية...
ديموغرافية: مرتبطة بالنمو الديموغرافي والوفيات الناتجة عن الحروب والأوبئة..
مجالية: مرتبطة بتمدد وتقلص المجال الجغرافي عقب الحروب والذي قد يصل إلى فقدانه نهائيا واللجوء/الهجوم على مجال أخر.
ولهذا, وقبل تقديم التنظيمات المحلية ودراستها, نرى من الضروري التطرق لبعض المتغيرات سواء في عموميتها أو خصوصيتها.
إلا ان أولى العراقيل التي تعترض سبيلنا في القيام بهذه المهمة هو ندرة ان لم نقل الغياب التام للوثائق والمراجع المكتوبة فيما يخص جوانب معينة من الموضوع, التي قد تسهل مأموريتنا وتكسب عملنا جانبا وافرا من المصداقية .
كما ان المراجع التي بين أيدينا تتميز بالتباين فيما بينها وتستهدف خدمة مصالح فئة محددة ضاربة عرض الحائط الموضوعية والأمانة العلمية.
إلا أن هذا الغياب والتباين لا يجب ان يوقف عجلة البحث. فالتمحيص الدقيق في بعض الأحداث, والروايات المتواترة شفهيا له أهمية في تزويدنا ببعض المعلومات والأحداث التي ميزت حياة المجتمعات ثقافيا, اقتصاديا, اجتماعيا وسياسيا.
تجدر الإشارة أولا أن العلاقة بين الدولة/المخزن والمجتمع في المغرب اتسمت في جل مراحلها بالصراع وبنزوع قوي للدولة/المخزن للتحكم في المجتمع وإخضاعه بكل الوسائل المتاحة يقابله تمرد دائم للمجتمع/القبائل ونزوح منه إلى الاعتماد على تنظيماته الذاتية لتسيير نفسه ولما لا الدفاع عنه ضد أي اختراق خارجي. وكان كل خروج للمجتمع/القبائل عن فضاء الدولة يعد أمرا غير شرعي وغير قانوني تسخر له كل الوسائل المادية والعسكرية لإرجاع الأمور إلى نصابها و يتم إدراجها ضمن مناطق السيبا أي مناطق غياب الأمان الذي تمثله الدولة/المخزن.
وقد مرت هذه العلاقة بين الدولة/المخزن والمجتمع/القبائل بمراحل متعددة لكل منها مميزاتها.
#اسماعين_يعقوبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟