أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - يوسف محمد - أية هوية يبلور ملامحها عمال وكادحو كركوك؟!














المزيد.....

أية هوية يبلور ملامحها عمال وكادحو كركوك؟!


يوسف محمد

الحوار المتمدن-العدد: 741 - 2004 / 2 / 11 - 04:22
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


الأحداث الأخيرة في كركوك عكست بعض جوانب السيناريو الأسود والكابوس المرعب الذي تتبلور ملامحه في خظم صراعات السلطة بين مختلف القوى الرجعية الدائرة في الفلك الأمريكي وعلى الأخص الحركات القومية والإسلامية. فقد بدأ المشهد مرعباً لكل إنسان تحرري ومتطلع للمساواة والعدالة. وكان نذير شؤم ينذر بحمامات دم قادمة وصراعات رجعية طاحنة تأكل اليابس والأخضر فيما لو انفلت عقالها. بدأ المشهد بحملات إعلامية روجت لها الأحزاب القومية الكردية، وأخص بالذكر الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستاني، حول كردية هوية مدينة كركوك والمناطق المحيطة بها. وراحت القنوات الفضائية والصحافة والأقلام الفاسدة التابعة لتلك الأحزاب بشحذ هممها في إشعال فتيل صراع رجعي، فأثقلت أسماعنا بالكلمات السمينة المظللة حول الفدرالية وحق تقرير المصير والكثير من العبارات المظللة التي تخفي تحت ظلالها أكثر الأهداف تعفناً وأكثرها هزالاً. فشهدنا تنظيم تظاهرة بدفع من الأحزاب القومية الكردية رافعة شعارات حول كردية مدينة كركوك والمناطق المحيطة بها والمطالبة بضمها الى الفدرالية الموعودة. وكما هو متوقع في ظل مثل هذه التحركات وقفت على الطرف المقابل الحركة القومية العربية والتركية والتيارات الإسلامية في خندق واحد لترد على الرجعية كما معروف عنها برجعية أخرى، ونظمت هي الأخرى مظاهرة كرد على المظاهرة الأولى رافعة فيها شعاراتها القومية. وفي ظرف أيام قليلة بدت هذه المدينة تقف على فوهة بركان يهدد بانفجار كبير يأتي على القليل المتبقي من الاستقرار والطمأنينة المستلبة لعقود من الزمن من سلطة القمع والاستبداد الفاشي البعثي.
وليس هناك من شك أن الشيء الغائب، ولنقل بوضوح أكثر، الشيء المغيب قسراً في ظل هذه التحركات وفي زحمة الأحداث المتراكضة، هو مصالح وتطلعات وأماني جماهير كركوك، عمال وكادحي كركوك،أطفال ونساء وشبيبة وشيوخ كركوك. فالأحزاب القومية الكردية تدعي أنها تدافع عن مصالح جماهير كردستان وجماهير كركوك في دفاعها عن الفدرالية والأحزاب والتيارات القومية العربية والتركمانية والجماعات الإسلامية تدعي أنها تدافع عن مصالح جماهير كركوك من الناطقين بالعربية والتركمانية. ولكن لنسأل كل هذه الأطراف ولنبدأ بالحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستاني: ترى أين كانت مصالح جماهير كردستان حين خضتم  غمار حروبكم الداخلية وتحولت كردستان على أيديكم الى جحيم لا يطاق فتوزع من توزع من أبنائها في المنافي ومات من مات؟! ألم تفتحوا الأبواب طوال أكثر من عقد من الزمان من إمساككم بزمام السلطة في مناطق كردستان أمام الحرس الجمهوري والباسدار (حرس الثورة) الايرانية والجندرمة التركية؟! لقد كنتم حتى قبل أيام من سقوط النظام الفاشي البعثي تلقبون المجرم صدام حسين بـ"السيد الرئيس!!". ومتى كانت الفدرالية هي مطلب جماهير كردستان؟! الفدرالية ليست سوى رايتكم في صراعكم السياسي للحصول على حصتكم من كعكة السلطة والحصول على جملة من الامتيازات للبرجوازية الكردية. فدراليتكم في رجعيتها وتناقضها مع مصالح وتطلعات الجماهير لن تقدم للعامل والكادح سوى الصراعات الدموية والرجعية والتخلف وحمامات الدم والعنصرية وغياب الأمن المطلق وليست تجربتكم في الحكم ولن تكون بأفضل من تجربة البعث الفاشي. ولنعد الى الأحزاب القومية العربية والتركمانية والتيارات الإسلامية فما الذي تسعى لتقديمه سوى تعميق الهوة بين المواطنين وفق هويات زائفة قومية ودينية وطائفية وماذا في جعبتها سوى العمالة لدول المنطقة الرجعية؟! ألم تكن الاطلاعات الإيرانية والميت التركي هي من يحركهم؟! ألم تستلم رواتبها من خزائن مخابرات الدول المجاورة؟!
كركوك لم تكن في أي يوم من الأيام لا كردية، لا عربية ولا تركمانية. فأية هوية يبلور ملامحها عمال وكادحو كركوك؟ كركوك كانت ومازالت كركوك عمال النفط في كاورباغي الذين سالت دمائهم كرداً وتركماناً وعرباً في مجرى واحد وأختلطت في مواجهتهم للبرجوازية والنظام الملكي البائد دفاعاً عن مطالبهم وحقوقهم العادلة والمشروعة، كركوك الرفض والاحتجاج على سلطة النظام الفاشي البعثي وممارساته الوحشية، كركوك الرفض لكل الهويات القومية والطائفية والدينية الرجعية. إن كركوك هي كركوك الهوية الإنسانية فلا يمكن الرد على الهوية القومية بهوية قومية أخرى ولا يمكن الرد على الرجعية برجعية أخرى. ذلك أن الخاسر الوحيد في ظل هذا الصراع الرجعي هو العامل والكادح والمواطن الذي ذاق الويلات وعانى الاضطهاد والتمييز والاستبداد الوحشي والحرمان من الحقوق والحرية.
وليس هناك أمام جماهير كركوك من خيار سوى خيار التخندق في الخندق المقابل لتلك القوى والأطرف القومية والدينية الرجعية ورفض مخططاتها الرجعية الهادفة لبث الفرقة والشقاق من خلال تعريف المواطنين وفق تعريفات قومية وطائفية ودينية عنصرية وتغييب هويتهم الإنسانية. ليس هناك من خيار أمام جماهير كركوك المتطلعة للحرية والمساواة والأمن والطمأنينة سوى الالتفاف حول طليعتها في نضالها العادل والمشروع من أجل حقوقها البديهية وحرياتها الأساسية الفردية والمدنية ألا وهو الحزب الشيوعي العمالي وذلك هو الضمانة الحقيقية من أجل غد أفضل ومستقبل إنساني مشرق وحياة حرة كريمة. فليس لنا أية مصالح معزولة ومنفصلة عن مصالح الجماهير العاملة والكادحة وليس لنا أهداف سوى ما تتطلع إليه وتصوب أنظارها نحوه من حرية ومساواة ورفاه.



#يوسف_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ويسمون الهمجية تحريراً؟! حول أسلمة قوانين الأحوال الشخصية في ...
- فُرقاءُ الأمس.. هل قربتهم المخاطر والأزمات؟ حول خطوات التقار ...


المزيد.....




- شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا ...
- جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
- زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
- كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
- مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
- ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
- مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
- جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - يوسف محمد - أية هوية يبلور ملامحها عمال وكادحو كركوك؟!