أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - طارق حربي - صحوة عراقية ضد الارهاب الجديد : وباء الكوليرا!














المزيد.....

صحوة عراقية ضد الارهاب الجديد : وباء الكوليرا!


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 2399 - 2008 / 9 / 9 - 02:23
المحور: حقوق الانسان
    


كلمات -211-
يثير انتشار وباء الكوليرا في العراق، وإصابة عشرات الآلاف من المواطنين بالاسهال المائي الشديد، بينهم حالات موت مؤكدة وبينهم من تماثل للشفاء، يثيرالكثير من الأسئلة، حول واجب الحكومات المحلية والاتحادية تجاه الشعب العراقي، واتخاذ خطوط دفاعية لتأمين الحياة ضد الارهاب الجديد!
ظهرت أعراض الوباء في الشمال والوسط والجنوب، وبالأمس قضى على أحد الأطفال في مدينة العمارة، وهو واحد من 85 مواطنا عانوا من الإسهال المائي الشديد، كما قضى في بابل على 12 مواطنا، ولاأحد يعلم كم ستحصد الكوليرا من أرواح الأبرياء في العراق الجديد، خلال الفترة المقبلة، رغم تحذيرات منظمة الصحة العالمية، وباقي المنظمات والهيئات الصحية العراقية والدولية.
تعلم الحكومة والأطباء والشعب العراقي أن أكبر مصدر لوباء الكوليرا، هو الماء الملوث، وأول أسباب انتشاره اليوم في العراق، هو قدم شبكات الصرف الصحي، وعدم تعقيم المياه، واختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الشرب، وانعدام العناية من قبل الجهات المختصة بالمحطات المائية.
ومعلوم أن شبكات مياه الشرب في العراق، يرجع تاريخها إلى أكثر من نصف قرن، قبل أن تجهز عليها العمليات الجوية والبرية لعاصفة الصحراء، وبعدها الاحتلال، حالها حال البنى التحتية، ماجعلها رمادا، ومن سلم من الحروب قضى عليه التآكل والصدأ، وسرب إليه مياه الصرف الصحي.
في السنة الماضية أكدت منظمة الصحة العالمية إصابة 3300 عراقي بهذا الوباء، توفي 14 منهم في بغداد‏، ولم تتضح إجراءات الحكومة ومسؤولياتها تجاه شعبها،
ومما يؤسف له أن المواطن العراقي يلجأ، بعد خمس سنوات من التغيير، إلى غلي الماء وإضافة مواد لترسيب الشوائب، قبل شربه، بل وصل إلعراقيون إلى أسوا حالاتهم، فهنالك في العاصمة بغداد ثمة من لجا إلى حفر بئر في حديقته، للحصول على الماء، وأن الكثير من الفلاحين في شمال العاصمة، وبعدما عز عليهم الماء الصالح للشرب، أصبحوا يسقون مزروعاتهم بمياه الصرف الصحي!
وقبل أن تقوم حروب المياه في الشرق الأوسط، وتساهم فيها الذيول العربية، ومنها الأردن العطشى، يذوب العراقيون عطشا تساهم فيه دول الجوار، مثل تركيا والأردن، هاهي تركيا تبني السدود على نهري دجلة والفرات، ويكون نصيب الشعب العراقي من النهرين، هو مايخرج مما وراء التوربينات العملاقة التي تنظم إغلاق وفتح أبواب تلك السدود حسب احد خبراء المياه العراقيين ممن التقيتهم قبل أشهر قليلة في برلين، وفي العام 2007 منعت السلطات الأردنية دخول شاحنات محملة بآلاف الأطنان من مادة الكلور، لاستخدامها في أغراض تصفية المياه، خوفا من وقوعها في قبضة الارهابيين ممن يربيهم الأردن نفسه، ويرسلهم قبل مادة الكلور لتفجيره، وسجلت حوادث عديدة في تفجير صهاريج الكلور في الميادين العامة، وهو إرهاب عربي ظهرت إحدى نتائجه اليوم في وباءالكوليرا.
أليس غريبا أن ينتقل العراقيون من صفحة الارهاب إلى صفحة الكوليرا!؟
كأن المآسي تتظرهم بالطابور بعد التغيير!؟
أليس عجيبا أن يعاني الشعب العراقي من شحة مصادر المياه الصالحة للشرب، في بلاد مابين النهرين!؟، ويهتم المحتل الأجنبي بصحة جنوده، حتى لم تسجل حالة كوليرا واحدة في صفوفه، أكثر مما تهتم الحكومة بشعبها، فقد نقلت الأخبار تحذير القوات المحتلة لجنودها، من عدم شرب الماء من الصنابير، وجعلها للاستحمام فقط، ولم تكلف الحكومة العراقية نفسها نشر التوعية الصحية ضد الوباء، وشرح أسباب الوقاية منه في الفضائيات المملوكة للدولة والأحزاب الاسلامية، التي لايهمها غير البرامج الدينية والطائفية، ولغو الشعر الشعبي.
يشير خبراء المياه في الشرق الأوسط، ومنهم "توماس ناف" من جامعة بنسلفانيا ، إلى وقوف "العراق على حافة أزمة مياه خطيرة تتطلب منه اهتماماً مباشراً وموارد"، ونحن نسأل : ماهي استراتيجية الحكومة العراقية لتأمين الموارد المائية، بما فيها المياه الصالحة للاستعمال البشري!؟
إذا كان فترة حضانة وباء الكوليرا من خمس ساعات إلى خمسة أيام، مايعني انتشاره بسرعة فائقة، فإن الاجراءت الحكومية تبدو سلحفاتية، لجهة اتخاذ الوقاية اللازمة، ولشدما أخشاه أن يفتك المرض بالإلوف من العراقيين البسطاء، الذين لاتاخذ الجهات الصحية بأيديهم وترشدهم، لضعف جهد وزارة الصحة نتيجة المحاصصة الطائفية والفساد المالي والاداري، وقبل ذلك شروع الحكومة بحملة وطنية كبرى لتطهير نهري دجلة الفرات، وإصدار قوانين ملزمة بعدم قذف المياه الثقيلة فيهما، وإنشاء شبكات الصرف الصحي، والاهتمام بالمحطات المائية، واتخاذ التدابير اللازمة لمنع انتشار الارهاب الجديد : وباء الكوليرا!



#طارق_حربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مطلوب توسيع عمل كتلة (22 تموز) في البرلمان العراقي
- أمام أنظار دولة رئيس الوزراء : إنقذوا حياة الشاعر حيدر عبد ا ...
- كلمات -2008- الأحزاب الاسلامية والمسيرات المليونية ويوميه هر ...
- كركوك مدينة التعايش والسلام العراقية
- الهزيمة الاستراتيجية للقاعدة في العراق !
- ماالفرق بين عدي وعمار الحكيم في حفلات الزواج الجماعي!؟
- دعوة لإنشاء مطار الناصرية الدولي!
- أدين الاعتداء الآثم وعلى متعددة الجنسية الاعتذار الرسمي من أ ...
- صوت الشعب العراقي هو الأقوى في الانتخابات القادمة
- التكليف الشرعي انتهاك صارخ لحقوق الطفل العراقي!
- مدينة المليون عريف هل حقا ستصبح مدينة المليون نخلة!؟
- أهمية منع استخدام الرموز الدينية في الانتخابات القادمة!
- كلمات -198- إطردوا اطلاعات ومجاهدي خلق من بلادنا!
- هل نحن عبيد لايران وأولنا رئيس الوزراء نوري المالكي .. أم ما ...
- حملة إيمانية بمناسبة الانتخابات في الناصرية!
- القوى السياسية والمرجعيات الدينية : بوادر إجهاض الاتفاقية ال ...
- النفط مقابل السفير !
- أقراص -مكين- المنومة أربع سنوات أخرى!
- صورة النخلة المقلوبة على رأسها في الناصرية !
- وزارة زيباري تطالب بإعادة الجزر العربية الثلاث!


المزيد.....




- خيام غارقة ومعاناة بلا نهاية.. القصف والمطر يلاحقان النازحين ...
- عراقجي يصل لشبونة للمشاركة في منتدى تحالف الامم المتحدة للحض ...
- -رد إسرائيل يجب أن يتوافق مع سلوكيات المحكمة الجنائية الدولي ...
- مياه البحر تجرف خيام النازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس ...
- مصرع عشرات المهاجرين بانقلاب قواربهم قبالة اليونان ومدغشقر
- الجنائية الدولية تطالب الدول الأعضاء بالتعاون لاعتقال نتنياه ...
- رايتس ووتش: تواطؤ أميركي بجريمة حرب إسرائيلية في لبنان
- الشتاء يهدد خيام النازحين في غزة بالغرق بمياه الصرف الصحي
- اعتقالات واسعة بالضفة وكتيبة طولكرم تهاجم تجمعات لقوات الاحت ...
- المحكمة الدولية: على الدول التعاون بشأن مذكرتي اعتقال نتنياه ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - طارق حربي - صحوة عراقية ضد الارهاب الجديد : وباء الكوليرا!