أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - الأحزاب المغربية والغباء السياسي














المزيد.....

الأحزاب المغربية والغباء السياسي


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 741 - 2004 / 2 / 11 - 04:18
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


يبدوا أن الأداء السياسي للأحزاب السياسية المغربية مازال مطبوعا بالأساس بالتنافس السلبي قصد كسب رضى المؤسسة الملكية، بعد أن قطعت مختلف الأحزاب المغربية مثلها الوثيقة بالقواعد الشعبية، وبهذا أصبحت أحزابا مصلحية حتى النخأع وليس أحزابا تعمل على ترجمة تطلعات الجماهير الشعبية، علما أن التعددية الحزبية التي يعرفها المغرب هي بالأساس مرتبطة لرهانات وصراعات سياسية أكثر ما هي مرتبطة بتعددية في الرؤية والبرامج والمشاريع المجتمعية.

وقد وصلت القطيعة بين النقط السياسية والقواعد الشعبية درجة أصبحت معها الأحزاب السياسية المغربية أحزاب مصلحة تتطاحن فيما بينها لتمكين قيادييها من احتلال مواقع سياسية ذات مردودية وليس من أجل تطبيق برامج وتصورات الأحزاب التي تنتمي إليها، لو كانت لتلك الأحزاب فعلا برامج وتصورات قابلة للتطبيق.

ومن المفارقات التي تطبع التاريخ السياسي بالمغرب أنه بلد فلاحي وأن اغلب ساكنته بدويين، لكن لاوجود لتكتل أو حزب سياسي يدافع فعلا عن الفلاحين انطلاقا من رؤية وبرنامج واستراتيجية. حيث ظل الفلاحون بالمغرب مشتتين على مختلف الأحزاب السياسية بدون رابط فكري أو إيديولوجي بينها. وهذا ناتج ليس عن رغبة للأحزاب نفسها وإنما للصيرورة التاريخية التي عرفتها البلاد، إذ أن البادية بالمغرب ظلت على الدوام محرمة على الاستغلال السياسي من قبل الأحزاب والهيئات السياسية.
وقد عمد المخزن هذا النهج منذ 1958 عبر تقوية مراقبته اللصيقة للعالم القروي، وهي مراقبة تكفلت بها السلطة. لاسيما وأن أحداث نهاية خمسينات القرن الماضي أنتجت صراعا ضاريا بين الحركة الوطنية والمؤسسة الملكية. وقد أثر هذا الصراع الضاري ولم تسمح ببروز تكتل سياسي فعلي للفلاحين بالمغرب وذلك بحكم تحكم الهاجس المني في التعامل مع البادية ومنع الأحزاب السياسية من النشاط بها، وهذا كان من السهل بمكان استفراد المخزن بالتأثير لوحدة دون سواء على النخب القروية بالمغرب. 
 
إلا أنه في هذا الصدد لابد من الإشارة أ ن الإسلاميين حاليا لديهم، أكثر من كل الأحزاب السياسية المغربية، قوى اجتماعية هامة، لاسيما وأنهم تمكنوا من صياغة أشكال عديدة من التضامن والتحالفات مع الشارع المغربي.

ولعل اكبر دليل لفشل الأحزاب السياسية المغربية في القيام بدورها، أنه لا يتوفر أي حزب منها حاليا على برامج يتضمن حلولا واقعية للمشاكل القائمة، وكلها وبدون استثناء تنتظر القرارات الملكية في حاجة حاليا لمن يساندها- بالعمل والرؤى – والبرامج والاقتراحات الواقعية القابلة للتطبيق فورا- لمواجهة التحديات الخطيرة التي تواجهها البلاد.

وهذا في وقت ارتكز فيه الانتقال الديموقراطي- في مختلف التجارب العالمية – على تجديد النخب السياسية وبروز مشروع سياسي واضح. أما بالمغرب فليس هناك أي تجديد للنخب السياسية للأحزاب، بل هناك انعدام منابع حقيقية للعمل السياسي، الشيء الذي جعل الأحزاب السياسية المغربية لا تستطيع الإقرار في أي شيء ماعدا انتظار المبادرات الملكية لتزكيتها.

ومما ساعد نفور القاعدة الشعبية بالمغرب من العمل السياسي هو أن خطاب وممارسة الأحزاب السياسية المغربية لا يتناسب مع الواقع المعيش، لأن ما ينتظره الشارع المغربي من الأحزاب هو تقديم برامج علمية لمحاربة التهميش وآليات التفقير الممنهج وليس للمساهمة هذا الحزب أن ذاك في تأسيس الحكومة بعدد معين من المقاعد علما أن عدد المقاعد ليس هو الذي يؤسس الحكومة وإنما البرنامج الواضح المقاصد.

‘ن عمل الأحزاب السياسية المغربية أضحى مطبوعا بالسياسة العقيمة المبنية على النفاق والكذب وذلك على امتداد أكثر من 3 عقود على الأقل، وذلك في وقت تحتاج فيه البلاد إلى سياسة إدارة وتدبير ورؤى استراتيجية ومشروع مجتمعي واضح المعالم ومحدد المقاصد وآليات التوصل إليها، مشروع يمثل ديموقراطيا مكونات المجتمع المغربي لأن هذا هو السبيل الأجدى والأنجع الكفيل يكسب الرهانات الداخلية والخارجية.

فهل الأحزاب السياسية المغربية الحالية في طريقها إلى الموت السياسي بسبب غيابها السياسي، أم أن التطورات تجاوزتها ولم تعد قادرة على مواكبتها وبالتالي أضحى مفروضا عليها العيش في الإنتظارية والاكتفاء بدور الديكور ليس إلا؟

                                          



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول كتاب ترجمة معاني القرآن للأمازيغية
- الحقل السمعي البصري بالمغرب السياق والمآل
- المخدرات: زراعة القنب الهندي بالمغرب
- حوار الحضارات يستلزم رؤية واضحة المقاصد
- الكشف عن الحقيقة ، كل الحقيقة ، لاشيء إلا الحقيقة هو مطلب ال ...
- آليات الفساد مازالت حاضرة بالمغرب
- الشرخ الرقمي بين دول الشمال ودول الجنوب
- أوراش 2004 بالمغرب
- السياسة الأمنية الجديدة بالمغرب
- القطاع السمعي البصري بالمغرب وتحديات المستقبل
- جماعة العدل والإحسان قوة اقتراحية بامتياز
- الإصلاح الجامعي بالمغرب
- الفراغ الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي هو سبب مشاكلنا ...
- الشباب والسياسة بالمغرب
- الاستثمار الإشهاري بالمغرب من الكولسة إلى الشفافية
- حزب العدالة والتنمية حزب يتمأسس للتغيير
- الواقع الصحي بالمغرب بين المتطلبات وسبات وزارة الصحة
- السياسة الأمنية الجديدة بالمغرب
- هيأة الإنصاف و المصالحة أو الجنة الوطنية المستقلة للحقيقة؟؟؟ ...
- النخبة الدينية بالمغرب


المزيد.....




- الحوثيون يزعمون استهداف قاعدة جوية إسرائيلية بصاروخ باليستي ...
- إسرائيل.. تصعيد بلبنان عقب قرار الجنايات
- طهران تشغل المزيد من أجهزة الطرد المركزي
- صاروخ -أوريشنيك-: من الإنذار إلى الردع
- هولندا.. قضية قانونية ضد دعم إسرائيل
- وزيرة الخارجية الألمانية وزوجها ينفصلان بعد زواج دام 17 عاما ...
- حزب الله وإسرائيل.. تصعيد يؤجل الهدنة
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين مقاتلي -حزب الله- والقوات الإسر ...
- صافرات الانذار تدوي بشكل متواصل في نهاريا وعكا وحيفا ومناطق ...
- يديعوت أحرونوت: انتحار 6 جنود إسرائيليين والجيش يرفض إعلان ا ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - الأحزاب المغربية والغباء السياسي