أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أكرم شلغين - إلى متى يستمر الشعب السوري في الصمت؟















المزيد.....

إلى متى يستمر الشعب السوري في الصمت؟


أكرم شلغين

الحوار المتمدن-العدد: 2398 - 2008 / 9 / 8 - 09:40
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ما من يوم يمر إلا وبه، بشكل أو بآخر، مشهد جديد من مشاهد إذلال السوريين تحت حكم نظام الأسد، ولعل القمة الرباعية
التي جمعت الرئيس الفرنسي، رئيس الوزراء التركي ، الأمير القطري ورئيس العصابة المافيوزية الأسدية في دمشق تُظهر في بشاعتها ما فيه أشد هذه المشاهد قهراً وإذلالاً للسوريين، فإذا استمعنا إلى الأخبار حول أوائل وأهم القضايا التي تم البحث بها في قمة هؤلاء الفرسان الأربعة تبرز أكثر رموز ودلالات ومعان بها ما هو أبعد من القفز فوق أسوار الشعب السوري. تمتهن كرامة السوري في المشهد السوريالي الذي يضم هؤلاء الأربعة على وجه التحديد وهدف التئامهم إذ يوضع الحاضر كما الماضي، تاريخ سوريا كما جغرافيتها في خدمة هدف واحد هو تثبيت واستمرار حكم طاغي، مغتصب، مستبد، يفتقد بنهجه ومساوماته وصفقاته إلى الحد الأدنى من مقومات الشخصية الوطنية السورية. هل هناك ماهو أشد تحقيراً للشعب السوري عندما يلتقي المستعمر التاريخي الفرنسي كما المحتل الحالي الأسدي، سالخ أراضي لواء اسكندرون السورية (الفرنسي) كما المسلوخة له هذه الأراضي (التركي)، بائع أرضي السوريين (الأسد) بحجة بناء المنشآت السياحية كما شاري أراضي السوريين (القطري) لا للبحث في ما يخص سوريا وشعبها بل للبحث في كيفية ترتيب صفقة مع إسرائيل والهدف المطلق والوحيد ـ كما قلنا ـ هو كيفية استمرار بشار حافظ الأسد وعصابته في الحكم!؟

ونحن في زمن ترتفع به أصوات من وقع عليهم الظلم تاريخياً لتطالب برد المظالم وبالاعتذار وبتعهد عدم تكرارها، في زمن تدفع به ليس فقط ألمانيا بل أوربا والعالم بأسره تعويضات لليهود عن جرائم النازية، في وقت يطالب به الأفارقة باعتذار وتعويضات عن فترة العبودية، في زمن تطالب به الدول التي استعمرت تاريخياً الدول المستعمرة بالاعتذار، في نفس الوقت الذي تحمل به الأخبار أن إيطاليا ستعوض لليبيا مليارات الدولارات على شكل استثمارات وغيرها، يتاجر نظام الأسد مع المستعمر التاريخي الظالم بنا وبأرضنا، يمحو تاريخنا ويتنازل عن أراضينا ويتنكر لشهدائنا الذين قاوموا الاستعمار الفرنسي... وعن أية أرض نتكلم؟ هل نتكلم عن الجولان التي فرط بها حافظ الأسد وتدور حولها المباحثات الآن ولن تعود لسوريا مادام حكم الأسد مستمر!؟ أم هي اسكندرون التي أبدت تركيا من قبل استعدادها للبحث بترسيم حدودها بشكل مغر ومقبول للسوريين ولكن حافظ الأسد رفض ذلك تراضياً ومن ثم وقّع مذلولاً، بسبب سياسته الرعناء، اتفاقية يتعهد بها عدم المطالبة بلواء اسكندرون!؟

أما الهبات التي سيعطيها الأسد للشعب السوري فيوضحها أثناء القمة الرباعية عندما تتوجه إليه القناة الفرنسية الثانية بالسؤال عن الديمقراطية للشعب السوري وعن المعتقلين فيتكلم فيلسوف زمانه بأن الديمقراطية لديه هي وسيلة وليست هدف، وأما الهدف لديه فهو التركيز على الاستقرار والوضع الاقتصادي...ترى هل سيختلف "الاستقرار" الذي يعنيه عن ذلك الذي أرسى له مورثه والذي يقوم على مبدأ كم الأفواه والقمع والتشريد والقتل من أجل وضع آل الأسد وشركائهم "الاقتصادي"؟ ويبقى السؤال هو إلى متى سيبقى الشعب السوري ساكناً تحت هذا الجور والذل؟ إلى متى سيبقى صامتاً عن جرائم نظام الأسد بحقه!؟

ترى، هل كان لوقع كلمات الأسد في مقابلته لقناة "المنار" التابعة لحزب الله إلا ما يستشيط غضب وغيظ السوريين و اللبنانيين والعراقيين والفلسطينيين؟ يبدو أن الأسد يستخف بذكاء هؤلاء حينما يجيب عن سؤال متعلق بتقديم تنازلات سورية بخصوص حركات المقاومة في لبنان وفلسطين بالقول:

"لم يطرح علينا هذا الموضوع واعتقد ان هذا الموضوع بالنسبة الى كثير من الدول صار واضحاً... لا نرى مصلحة في التخلي عن المقاومة، فموقفنا واضح دائماً ومازلنا في كل خطابنا السياسي موقفنا ثابت من المقاومة أينما كانت ضد أي احتلال في العراق، في لبنان، في فلسطين، موقفنا ثابت لم يتغير، فهذا الخطاب السياسي لسوريا لم يتغير، ولا يبدو أنه سيتغير ما لم تتغير معطيات الاحتلال نفسها... نحن لسنا دولة نقدم هدايا، نحن دولة نتحدث عن مصالح ونقول لأي دولة أخرى أن نطلب منها أن تطرح مصالحها أمامنا ونرى اين هي المصالح المشتركة".

السوري سيقول: حقاً إن خطابك القولي واضح وأما نهجك الفعلي فأكثر وضوحاً، لقد تنازلت أنت وأبيك عن لواء اسكندرون وستتنازل عما هو الأهم في الجولان فقط لتستمر في حكم وسرقة سوريا أنت وأسرتك ومافياتكم، فالعالم يبتزك ليس فقط لأنك غير شرعي في الموقع الذي تحتله بل وأيضاً لأن يترتب عليك استحقاقات قانونية دولية يستطيع المجتمع الدولي تحريكها ضدك في أية لحظة ما لم تقم بما تقوم به الآن من تفريط بأراضي سوريا في سوق النخاسة. وأما اللبناني فسيقول: أويظن بشار الأسد أن المقومة في لبنان أو فلسطين كانت إلا بسبب احتلال الأراضي؟ ألا يعتقد الأسد أن الطفل اللبناني كما الفلسطيني سيسأله ـ لو استطاع ـ أوليست أراضي سوريا في الجولان أيضاً محتلة؟ أم أنك تقاوم بمزيد من القتلى اللبنانيين والفلسطينيين؟ أو هل تعتقد أنك ستسترجع الجولان بدمائنا؟ وأما العراقي الذي يستمع لمقابلة بشار الأسد وكلامه عن الموقف الثابت من مقاومة الاحتلال في العراق فسيضع كلام الأسد هذا لقناة "المنار" بجانب كلامه الآخر وفي أكثر من مناسبة لصحفيين أمريكيين حين قال إنه أنقذ حياة أمريكيين وليسأل الأسد عن التناقض في كلامه ومتى كان صادقا ومتى كان كاذباً في أحاديثه ـ إذ لايعقل أن يكون الأسد داعماً للمقاومة في العراق وبنفس الوقت حامياً لجنود الاحتلال في العراق!؟

من جديد نذكر بالمشهد المهين للشعب السوري في القمة الرباعي ونقول إن تاريخنا قد كتب بدماء شهدائنا وأما الأسد فيتنكر له ويبرم صفقات الذل فقط ليستمر، تاريخ الشعب السوري تاريخ كرامة وتضحية من أجل الاستقلال وفي سبيل الأرض، وأما تاريخ الأسد وأبيه فهو تاريخ اغتصاب وصفقات وبيع أراضي الشعب السوري؛ إن الأسد يعبث بتاريخنا مادام ليس تاريخه ويبيع أرضنا لأن جشعه في المال والسلطة تعميه عن معرفة قيمتها... المشهد يتكرر والماضي صنع الحاضر والشعب السوري تحت حكم هؤلاء هو الخاسر.. إلى متى سنستمر في الصمت؟ إلى متى سنبقى أسرى هؤلاء؟



#أكرم_شلغين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا نور في نهاية نفق سنوات الضياع
- إيران في نظر العربي المغبون
- ليت أخوتنا في شمال إفريقيا يعرفون نظام الأسد أكثر!
- أيهما الوحش هنا؟
- في انتظار المنقذ تُضيَّع قضايا الشعب السوري
- السوريون وأمريكا: المصالح والثقة المفقودة
- بعد اللقاء الهزيل لجبهة الخلاص في برلين: أين المعارضة الحقيق ...
- الامتحان السوري الصعب
- هذا الابن من ذلك الأب: سوريا والأسود ما بين حزيران 1967 وحزي ...
- على من تكذب مافيات الأسد؟
- وهل تدمر سوريا الأسد هي إلا مكسرة عظام الشباب!؟
- !الغادري غريب، أما الخطاب الطائفي فيجب التحذير منه
- أين أنتم من حقوق الإنسان عندما تساهمون في اضطهاد المرأة؟
- المشهد السوري: وقفة سريعة مع المصاعب
- مؤتمر باريس وتصنيع الجواسيس
- ما بين لقاء باريس وإعلان دمشق: القديم يحتضر والجديد ولادته ع ...
- ما أبعد يوم الأسد عن أمسه وكم يختلف عن غده!
- الأزمة السورية وفانتازيا الحلول
- -الخط الأعوج من الثور الكبير- في سوريا الأسد
- هموم السوري: بين الاحتلال الداخلي والاحتلال الخارجي


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أكرم شلغين - إلى متى يستمر الشعب السوري في الصمت؟