أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - مفيد ديوب - حول ورقة الموضوعات المقدمة إلى المؤتمر السادس للحزب الشيوعي السوري /المكتب السياسي















المزيد.....

حول ورقة الموضوعات المقدمة إلى المؤتمر السادس للحزب الشيوعي السوري /المكتب السياسي


مفيد ديوب

الحوار المتمدن-العدد: 741 - 2004 / 2 / 11 - 04:25
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


لشدّة ما عانت شعوب هذه المنطقة من فقر وإفقار في منظومتها الفكرية والثقافية عموما ,لدرجة بدت هذه المنظومة عاجزة عن مناقشة المشكلات ,وعاجزة عن الإجابة على الأسئلة الكبرى ,وإبداع الحلول لها ,صار لزاما على الباحثين الاستنجاد بالمنظومات الفكرية التي أبدعتها حضارة الغرب المتطورة والمتفوقة ,والتي بدأ يتكون الوعي بتفوقها وتخلف شعوبنا منذ الاحتكاكات الأولى مع ذلك الغرب الحضاري, وخاصة في المرحلة الكولونيالية,حيث حضر هذا الغرب بذاته وبجيوشه إلى المنطقة .من موقع الضعف والعجز ,وهشاشة وتشوش التأسيس الفكري ,انطلق الباحثون العرب ليبحثوا في مفردات ذاك الفكر المتطور,فكان ما كان من إخراجات فكرية مشوّهه, واستنتاجات خاطئة, شكلت عطالة إضافية على عقول التلامذة والتي لم تسمح لهم الشروط المذكورة بأن يكونوا تلاميذ نجباء .تعامل الباحثون العرب الأوائل مع مقولات الفكر الغربي تعاملا انتقائيا,واختزاليا,فذهب القوميون منهم إلى استلهام الفكرة القومية بجانبها الذي يبحث في عناصر تشكل الأمة, وأهملوا نموذج الدولة القومية, ووسائل تحقيقها ,كما أهملوا حقوق أبناءها وأقليّاتها, والموقف من الآخر.. وأهملوا أيضا دور الاقتصاد ,والتاريخ ودرجة تطور الشعوب الأوروبية المنسوخ عنها .وتعامل الشق الثاني من الباحثين الحداثويين, مع مقولات الفكر الماركسي بنفس طريقة أشقائهم ,لكن هنا كان الإبهار أقوى ,والوهج أشدّ, عندما شاهدوا النموذج الروسي ـالذي شذّ عن القاعدة ـ والذي راحت انتصاراته على النازية, وخروجه من الحرب الكونية الثانية, ثاني أكبر قطب في العالم الجديد, تفتن عقول الشعوب المهزومة, من حرب إلى حرب أخرى, والمقهورة جرّاء القمع المتوارث منذ قرون كثيرة . فاستلهمت الماركسية السوفييتية المعدلة أستا لينيا,وبطريقة اكثر تشويها عبر التفسيرات البكداشية الأكثر بؤسا للأوامر والتعليمات الصادرة عن الكومنترن .  كما تحولت إلى عقيدة أكثر يقينية من العقائد الدينية التي حلت محلها. وأصبح التخلص من هذه التركة الثقيلة يحتاج إلى الانتظار لحين وفات حامليها .إلا أن ما كان واضحا في الورقة المقدمة إلى المؤتمر السادس للحزب الشيوعي/المكتب السياسي /والذي انفصل عن الأم البكداشية مبكرا. وخاض نضالا مريرا, وأغنته تجربته النضالية وأكسبته الخبرة , والذي تبّدى ذلك بالورقة المذكورة, خرقا للقاعدة القديمة. عكست إبداعا جديدا, وتوجها نوعيا مختلفا ,وشكلت ورقة الطلاق النهائية مع البكداشية, وأصولها السوفييتية والستالينية ,وأعادت اللينينية إلى حقلها الروسي وإلى بيئتها وظروفها الخاصة في روسيا, لتكون دروسا تاريخية ذات غنى خاص . كما أن الورقة ــ وإن لم تشر إلى ذلك بالوضوح الكافي ـ قد أعادت الألق إلى المقولات الماركسية التي ما تزال تحتفظ بنضارة الحياة ,ولم تغلق الباب على إمكانية إغناءها أو إعفاء أي منها من الخدمة حين تشيخ . كما تفتح الأبواب المعرفية على مصا ريعها, وعلى جميع ما يبتكره الإبداع البشري المتجدد دوما .إن هذا التوصيف ربما يبدو رومانسيا, أو مبالغا فيه ,لكن واقع التجربة المريرة والمعاناة الفظيعة من هيمنة "لبكداشية"عقودا طويلة على عقول الشيوعيين السوريين, والنتائج الكارثية التي أودت إليها ,تجعل تثمين هذا العمل بصفته تهد يما للبنى القديمة, وتأسيسا لما هو جديد ,تثمينا واقعيا. وهذا لا يشمل هذه الورقة وحدها, بل كل الأوراق المشابهة التي يمكن أن يعالجها مؤتمر هذا الحزب, أو أحزابا تماثله في ذلك .                                                                                                                                 *              *            *        إن ما وصلنا إليه من حالة الممانعة والإعاقة في الفكر والسياسة طيلة العقود الماضية ,كان لها أسبابها والتي يمكن الإشارة إليها هنا بقصد تحولها إلى مادة حوارية للإغناء والإغتناء.من أهم هذه الأسباب :1)    افتقار منظومتنا الفكرية/كما أشير / إلى أي أسس أو مرتكزات تمكّن من التطور اللاحق, أو تمكّن من إنتاج الإجابات على أسئلتنا , وتقدم حلولا لمشكلاتنا. 2)   إن شعوبنا ما تزال تنتمي إلى ثقافة الشفاهة , و هي أيضا لا تنتمي إلى الشعوب القارئة لذا تأخذ المفاهيم حالة التعضيد و الجمود. ويصعب بالتالي كسر الحالة المتكلسة هذه. و من هنا تأخذ الأهمية هذه المحاولات الإبداعية 3)    دور القمع السياسي المتواتر تاريخيا , و الذي اتصف بالشمولية. و غطّى حقول الفكر و الثقافة و حتى الفنون .4)   دور الدين بصفته السلفية من جهة , وبصفته المورد الثقافي شبه الوحيد, الذي ينهل منه أبناء شعبنا 5)   دور الأيدلوجيا القومية المتهتكة منذ نشأتها والمآل الذي آلت إليه , ومن جهة, و البكداشية و مفرداتها , و ممارسة قادتها السياسيين من بيع رخيص لقضايا الوطن, و ما شكل كل ذلك من تشويه و احباط و يأس تجاه السياسة و الفكر معا . ربما لم يكن متسقا ذكر الأسباب هنا. لكنها تبدو من الأهمية الكافية لذكرها, لتساهم في إكمال المشهد الواقعي و تحطيم الأوهام السابقة, و تساهم بدفعنا إلى صحوة واقعية جديدة.      كل ذلك يجعل الورقة بهذا الثمن الرفيع. و هذا لا يعني أن الورقة بلا ثغرات هنا أو هناك .او أنها مكتملة, و أنها (خاتمة العلم ). و هي أيضا لا تدعي ذلك. لكن معالجة هذه الملاحظات و النواقص أمرا اصبح بسيطا و مقدورا عليه. طالما كسرت الورقة حالة الجمود, و فتحت آفاقا للبناء المعرفي الجديد, و آفاقا أخرى لعقل نقدي قادرا على التجدد و مواكبة ما هو جديد.                                                                    *          *            *الملاحظات و التخوفات المحتملة :1)إن التعميمات العائمة المفتوحة التي اتصفت بها الكثير من فقرات الورقة, و خاصة برنامجنا تحتمل فقدان الانتماء إلى الصف اليساري, و الانحراف في زاوية مفتوحة اكثر من تلك التي تفرضها الضرورات إلى مواقع ليبرالية مفتوحة عائمة , و بذلك يكون الحزب قد فقد هويته المجتمعية المنتمية إلى الطبقات الشعبية. و تشوش بوصلة التوجيه, و تحديد المهام الأخرى زيادة على الديمقراطية.      2) إن الورقة تفتقد إلى الرؤية و التحديد الدقيق للواقع المجتمعي و انزياحاته. و هي مطالبة بذلك مخافة البقاء في أوهام الماضي, بما يخّص الانقسامات الأفقية الافتراضية و النظرية, و ما يخص الطبقة العاملة و غيرها. و هذا ما سيؤدي حتما الى نتائج خاطئة, و تحديد مهاما خاطئة ايضا .و هنا أود شدّ الانتباه إلى أن الانقسامات العمودية هي المهيمنة, و التي تحكم ترابطات مجتمعنا و تناقضاته و التي لا تظهر على السطح بشكل واضح. لكنها محتقنة و جاهزة للانفجار في أي لحظة اختلال, أو اهتزاز. كما أننا ما نزال تحت تأثير الموجة الريفية التي انفجرت ومن ثم هيمنت على المدينة, منذ أواسط القرن الماضي. و التي شكّلت الحامل الاجتماعي للسلطة الشمولية, و التي – هذه الأخيرة – انقلبت على حاملها و تحولت إلى الموقع النقيض. بينما بقي الحامل الاجتماعي داعما لها. لا يدرك عملية الانفكاك و التحّول, و لم يقطع الى اليوم أواصر الترابط مع تلك السلطة, التي تمكنت من تضليله و تزييف وعيه ( الريفي الأصل و المنشأ ) لذا نشاهد الممانعة الكبيرة لأي اختراق فكري سياسي ثقافي  يحمل راية التغير. كما تتبدى ملامح المجتمع المتشظي و الغير مندمج, و الممانع في تحّول انقساماته العمودية إلى انقسامات أفقية. تندمج شرائحه على أسس المصالح. رغم توفر الشرط الموضوعي لذلك. كما تتبّدى أيضا ملامح الممانعة لأي حداثة ـ باستثناء القشرة الخارجية ــ و انكفاء المجتمع إلى دوائره القديمة, و ميله إلى الانغلاق فيها. و عجزه في التعاطي الإيجابي مع التحديات  الداخلية و الخارجية. .3) هناك تخّوف أن لا يتمكن الحزب من إحداث النقلة النوعية المتواكبة مع النقلة التي أحدثتها الورقة. سواء على صعيد استلهام و تمّثل مفردات الفكر الجديد, أو إجراء القطع المعرفي مع المدرسة القديمة, او سواءا – و هذا هو الاخطر – على صعيد الممارسة الفعلية للديمقراطية( الجديدة) داخل التنظيم. و القدرة على استيعاب الاختلافات المشروعة, و إفساح المجال للآخر المختلف بممارسة حقه كاملا في التعبير, و في التمثيل , و في هذه الحال فقط يمكن إحداث النقلة في الممارسة, و في علاج جميع المسائل العالقة , و اللاحقة التي تركتها الورقة مفتوحة. هذا التخوف مشروع, لأن إحداث النقلة النوعية أمر صعبا و معقدا. و هو تحد حقيقي. علما أن ذلك لم تستطع القيام به بقية الفصائل الأخرى, التي أنتجتها المدرسة البكداشية. و هذا ما كان و ضحا في أخر تفريعه عنها ( مجموعة قاسيون ) التي غاصت في وحول تلك المدرسة ثانية, و كان نتاجها الأخير استنساخا بائسا . 4) كنا نرغب أن تعفينا الورقة نحن المتوافقين مع أفكارها, من مهمة توضيح المقصود بالديمقراطية, للآخرين الذين مازالوا يتخوفون من هذا المفهوم ,بمزيد من الإفاضة والتفصيل لمفرداته ,وأهمية الحاجة إليه,ونقاط التمايز عن البرجوازية في هذا المجال ,وتحديد مراحل الافتراق لاحقا . ــ أخيرا أتمنى لمؤتمركم النجاح وأتمنى تعزيز آراءكم وأفكاركم الجميلة بالدراسات الميدانية والبيانات والإحصائيات ,وما يسمى بثقافة المعلومات ,لأن ثقافة الرأي وحدها تبقى قاصرة وعاجزة مهما بلغت من النضج ما لم تتعزز بثقافة المعلومات .                  
        9 /2/2004                



#مفيد_ديوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى يرزقنا الله بأفضلهم...؟ مفارقات صادمة .. وجلد الذات
- ثورة الحجاب
- حلب ... يا مجمع الأحرار


المزيد.....




- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»


المزيد.....

- نَقْد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2 / عبد الرحمان النوضة
- اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض ... / سعيد العليمى
- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - مفيد ديوب - حول ورقة الموضوعات المقدمة إلى المؤتمر السادس للحزب الشيوعي السوري /المكتب السياسي