أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سليم سوزه - هل تخلّى المجلس الاعلى عن فيدرالية الوسط والجنوب















المزيد.....

هل تخلّى المجلس الاعلى عن فيدرالية الوسط والجنوب


سليم سوزه

الحوار المتمدن-العدد: 2398 - 2008 / 9 / 8 - 03:31
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في تطوّر ملحوظ ومثير اكد الدكتور عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية العراقية رفضه الفيدرالية على اساس العرق او المذهب، داعياً الاّ ينصهر شيعة العراق في اقليم واحد وكبير يمثل محافظات الوسط والجنوب، بل ضرورة ان تكون هناك اقاليم متعددة تضم ذوي الخصوصيات الواحدة او المتقاربة .. كان هذا التصريح رداً على سؤال سألته الاعلامية اللبنانية جيزال خوري في برنامجها "بالعربي" على قناة العربية الاخبارية فيما اذا كان الدكتور عبد المهدي يؤيد الفيدرالية لعموم الشيعة ام وفقاً للاساس الجغرافي.

الغريب في الامر ان هذا يعد تغييراً في خطاب المجلس الاعلى الاسلامي الذي ينتمي له الدكتور عبد المهدي والذي يعتبر احد اهم مهندسي سياساته، فقد كان المجلس الاعلى بكل قياداته ولحد فترة قريبة من اشد المطالبين بتطبيق الفيدرالية الضامّة لابناء الخصوصيات الواحدة تحت اسم اقليم الوسط والجنوب .. بل لم يوفر جهداً او مناسبة ً الاّ وذكّر فيها الانصار بضرورة هذا الاقليم مقابل اقاليم اخرى ظهرت ملامحها كاقليم كردستان، او التي في النية تشكيلها وقد تضم ابناء المحافظات الغربية على سبيل المثال.

كمراقب سياسي ارى ان الدعوة لتشكيل اقاليم متعددة لكل ثلاث محافظات او اكثر سواء في شمال ام وسط ام جنوب العراق، هي دعوة اضعاف وتفتت، لا طائل وراءها، بل سيكون وبالاً جديداً يُضاف الى ما موجود من مشاكل ادارية وفنية في طريقة ادارة الدولة العراقية بعد التاسع من نيسان، حيث ستتشتّت جهود وخبرات العراق على عدد من الاقاليم ليخسر الجميع تلك الخبرات، في ذات الوقت الذي لا يستفيد منها اقليمها الخاص كذلك .. وتجربة مجالس المحافظات خير دليل على ما نقول، حيث سبّب هذا اللقيط الاداري مشاكل جمّة في العراق الجديد، كونه لا يمثل سلطة فيدرالية حقيقية، ولا تابع اداري واضح للحكومة المركزية، فراحت قراراته واعماله تتقاطع في كثير من الاحايين مع قرارات واعمال الحكومة المركزية، مما سبّب ارباكاً ملموساً في عملية التنمية الاعمارية الى حد بلغ معها تهديدات واضحة من قبل ادارة بعض المحافظات بالانفصال عن الحكومة المركزية واعلان الاستقلال التام عنها .. هذا بجانب قضايا اخرى تبدو مضحكة جداً بسبب قلة خبرة شاغلي مقاعد المجالس تلك.
ولأني عملت مدة غير قصيرة مديراً لاعلام احدى مجالس محافظات العراق، تمكّنت من معرفة الكثير من مواطن الخلل والضعف الاداري في اداء بعض الاعضاء، ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر، فرض بعض المجالس ضرائب على موارد ومبيعات محددة، او امر اعتبار اليوم الفلاني عطلة رسمية في المحافظة الى غيرها من الامور التي تعتبر من صلاحيات الحكومة المركزية لا المحلية كما هو مُثبّت حتى في قانون تلك المجالس نفسها، مما يقطع لنا شكاً بان الاعضاء لم يطلعوا على قانون مؤسستهم فضلا ً عن الدستور الوطني للبلاد.

عموماً ليس هذا المقال لتوضيح مشاكل مجالس المحافظات، بقدر ما هو تذكير فقط بان الاقاليم الفيدرالية المتعددة ليست افضل منها، بل ربما ستكون اسوأ .. نتيجة اعطاء صلاحيات اوسع لمحافظات قد تعلن استقلالا ً تاماً اذا من انزعجت من تصريح مركزي يتجاوز على (نرجسيتها) على سبيل المثال والملاطفة.

الحل الامثل والاكمل للمشكلة العراقية، يكمن في تطبيق نظام فيدرالي على اساس قومي وطائفي اي بمعنى واضح وصريح لا يقبل التأويل والمراوغة، اقاليم ثلاثة كبيرة وقوية تشد من بنيان الدولة وتقوّي شوكتها، وهي اقليم كردي، وآخر عربي سني، واخير عربي شيعي، وبعنوانه الصريح، كلا ً حسب محافظاته واماكن وجود تابعيه ..
لا يمكن لنا ان نخجل من هكذا قضية، لان العراق عبارة عن اقانيم ثلاثة جميلة مع اقليات اخرى يجب ان تُحترم لغاتها وخصوصياتها ضمن مناطقها الجغرافية، ولو تفحّصنا الدول الفيدرالية القائمة على الاساس العرقي، سنجدها من انجح الفيدراليات واكثرها تنمية ً كسويسرا وكندا وبلجيكا وبلدان اخرى كثيرة .. حيث راعت هذه الدول توازنها الطائفي والعرقي في اقاليم فيدرالية حاكمة ومؤثرة في السياسة المركزية، وتقاسمت السلطات بصورة تضمن حقوق الجميع دون تهميش او تجاوز، فضلا ً عن حصولها على اعلى درجات الحرية المطلقة في دراسة لغاتها وخصوصياتها مع ممارسة طقوسها وعقائدها دون خوف او قلق من الآخر.

وبمناسبة الحديث عن الفيدرالية التي قد يراها بعضهم بانها مشروع يهدّد وحدة الدولة المركزية وخطر تقسيم مستقبلي اذا ما كانت على اساس قومي او طائفي، نقول بان الفيدرالية اساساً وُضعت كعلاج للدولة التي تضم اكثر من قومية او طائفة او دين، بل هي الحل الوحيد لاحتمالية تفجّر الاوضاع في مثل هكذا بلدان، ولا داعي للمُكابرة وتحريف المفاهيم السياسية عن مدلولاتها الحقيقية، فالكل يعرف لماذا وُضعت الفيدرالية .. والذي لا يعرف يستطيع الرجوع الى مصادر المصطلح ليتعرف بنفسه على اصولها وحيثياتها وسبب تطبيقها، ومَن هي الدولة الاولى التي انتهجتها في نظامها السياسي، ولماذا......

لهذا ومما تقدّم، اخلص الى القول بان المطالبة باقاليم ثلاثة كبيرة للشيعة والسنة والاكراد، هي وحدها الكفيلة في وضع اسس صحيحة لنظام ديقراطي مدني راقي، تمارس من خلاله الطوائف والقوميات حريتها اللغوية والعقائدية ضمن الدولة المركزية وضمن مناطقها الخاصة دون ان تفرض على الآخر وخصوصاً الاقل عدداً ذوقها وتصوراتها السياسية والعقيدية بالقوة، كما كان يفعل النظام البائد، بل كل الانظمة المركزية في المنطقة، تصل حتى الى فرض مذهب فقهي معين على الجميع، بمَن فيهم المخالفون، وفي ابسط امور الاحوال الشخصية ايضاً .. وهذا ما لا نريده في دولة، مازال يقول عنها الآخر بانها دولة الشيعة والاكراد.

في النهاية اتمنى على مَن يقرأ هذا الكلام الاّ يتصور اني انطلق من دوافع طائفية او قومية، بل كان تحليلا ً سياسياً ورؤية اؤمن بها في ادراة العراق، ولا يعنيني ان اخذ بها المسؤولون ام لا، فعندي كل الطرق تؤدي الى روما وليس مهمّاً ايهما يُطبّق في العراق، النظام المركزي ام الفيدرالي العرقي والطائفي، وذلك بسبب الخلطة النسبية السحرية التي تحملها جيناتي الوراثية والتي اخذت من الجبال كرديتها ومن الشيعة عقيدتها ومن السنة اصلها واصولها. فأنا عراقياً مستفيد من جميع اشكال الحكم، بشرط ان تكون الديمقراطية الرابط الوحيد بينها جميعها.

مع ذلك اتساءل:
هل تخلّى المجلس الاعلى الاسلامي عن فيدرالية الوسط والجنوب التي كان يداعي بها سابقاً؟ ام ان ما تطرّقنا له، وجهة نظر شخصية فقط للنائب عادل عبد المهدي؟



#سليم_سوزه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجال الثقافة، موهيكانز مهدّدون بالانقراض
- نقطة نظام
- منظمات المجتمع المدني في العراق
- خطوة جيدة
- الجمهورية الموريتانية الانقلابية
- الخيار الجديد لجيش المهدي، خطوة متأخرة جداً
- كركوك (قدس) كوردستان ام (كشمير) العراق؟
- انقذوا النساء
- قريباً البشير على طريقة صدام
- (اتصالنا) نموذج آخر للنصب والاحتيال
- نكتة (الحسم) مرة ً ثانية
- الحريري في بغداد
- اين هم معارضو الاحتلال الامريكي؟
- يهودي في مؤتمر سعودي
- هل باع المالكي العراق لتركيا؟
- المثقف العراقي وازمة الموقف / الحلقة الثالثة والاخيرة
- المثقف العراقي وازمة الموقف / الحلقة الثانية
- المثقف العراقي وازمة الموقف / الحلقة الاولى
- لا يا طالباني
- العصا لمَن عصى


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سليم سوزه - هل تخلّى المجلس الاعلى عن فيدرالية الوسط والجنوب