|
الأستاذ فؤاد عالي الهمة والابتلاء بالمنبطحين الانتهازيين..... !!!.....8
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 2399 - 2008 / 9 / 9 - 02:24
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
انتخابات 7 شتنبر 2007 وممارسة الانبطاح في أبشع صوره؟.....5
12) وفي حالة إقدام الأستاذ فؤاد عالي الهمة على اعتماد التربية على حقوق الإنسان في مسلكيته اليومية، وفي علاقاته المختلفة على مستوى منطقة الرحامنة، وعلى المستوى الوطني، والإقدام على إغلاق أبواب التواصل مع المنبطحين الذين استأسدوا بممارسة الإنبطاح:
فما موقف المنبطحين المختلفي الألوان، والمشارب، من إغلاق أبواب التواصل معهم؟
إن المنبطحين لا يرتبطون لا بالمباديء، ولا بالأخلاق، ولا بالقيم النضالية، ولا بالإنسانية، ولا بالقانون، ولا باحترام حقوق الإنسان كما هي في المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، بقدر ما يرتبطون بالعمل على تحقيق تطلعاتهم الطبقية، التي يدخل في إطارها تحقيق المصالح الفردية الآنية والمستقبلية التي تقود إلى الترقي الاجتماعي، ومهما كان مستوى هذا الترقي.
وانطلاقا من هذا المعطى، فإنه ليس عيبا أن يقوم المنبطحون بمختلف الممارسات الدنيئة، والمنحطة، التي تعرب عن طبيعة المنبطحين المستعدين لإظهار الخضوع المطلق للجهات التي بيدها تحقيق المصالح الفردية الآنية، وتحقيق التطلعات الطبقية في نفس الوقت. وفي حالة الإصطدام بالأبواب المغلقة، فإنهم يدخلون في عملية البحث عن البدائل التي قد تكون الجهات الأخرى، بما فيها اسرائيل نفسها، التي يمكن أن تمدهم بما يريدون، وبما يحقق تطلعاتهم الطبقية في نفس الوقت.
ومثل هؤلاء المبطحين هم الذين جلبوا على المغرب الكثير من الويلات التي كبدت المغاربة المزيد من التضحيات وهم يرجعون، بانبطاحهم، الحماس الشعبي إلى الصفر، وهم الذين يلحقون المزيد وهم الذين يلحقون المزيد من الفشل، ومن الترجعات، بنضالات الطبقة العاملة، وهم الذين جعلوا منطقة الرحامنة خاضعة خضوعا مطلقا، في مرحلة تاريخية معينة، إلى القائد العيادي، وهم الذين كان منزل كبور الشعيبي قبلة لهم، وهم الذين لازالوا يستعدون لبيع السماء، والأرض، وما بينهما، إلى الأعداء، من أجل أن يحظوا بالمزيد من العطاء الذي لا حدود له.
ولذلك، فالمنبطحون يبحثون دائما عن الأبولب المفتوحة، حتى إذا اغلق بعضها، يبقى البعض الآخر مفتوحا.
13) وإذا كان منبطحو منطقة الرحامنة مستعدين لممارسة الانبطاح أمام غير الأبواب التي تغلق أمامهم:
فكيف سوف يتعامل الأستاذ فؤاد عالي الهمة مستقبلا مع منبطحي المؤسسة البرلمانية؟
إن المنبطحين عندما يرتقون إلى مستوى البرلمان، يصير انبطاحهم أكثر بشاعة، وطبعهم أكثر استعدادا لاستبدال المنبطح له؛ لأن انبطاح مثل هؤلاء، ابتدأ أثناء البحث عن الجهة التي تقبل بترشيحهم، واستمر أمام ذوي النفوذ المخزني، مهما صغر شأنهم، ليتطور بتواجدهم في البرلمان، من أجل تحصيل المزيد من المكاسب المادية، والمعنوية. وهؤلاء إن انسحبوا من انبطاح أقل شأنا، إلى انبطاح أكثر قيمة، يمكن من الدخول ضمن منظومه السيادة، فإنهم يضمنون الاستفادة أكثر، بما في ذلك استغلال النفوذ المخزني.
ومنبطحون من هذا النوع، يفتحون الأبواب امام كل الاحتمالات، التي من بينها احتمال استبدال فريق بفريق أكثر شأنا مخزنيا، حتى يحققوا المزيد من الإمتيازات التي لا حدود لها. ولذلك فمحافظة الأستاذ فؤد علي الهمة على منبطحي البرلمان، سيكون أكثر كلفة من أي مستوى آخر من مستويات الانبطاح؛ لأنهم سيحرصون على الامتيازات الوطنية والمحلية اللامحدودة، التي من بينها تجسيد السيادة الوطنية، من أجل تجاوز الأستاذ فؤاد عالي الهمة نفسه. وقد يكون أمر تقديم المزيد من الامتيازات المادية، والمعنوية إليهم، وسيلة للمحافظة على انبطاحهم الذي يبقى رهينا بمدى استفادتهم. فإذا لم تبق الاستفادة، فإن المنبطحين قد يستبدلون انبطاحهم بانبطاح آخر أكثر إفادة لهم.
وبناء عليه، فهؤلاء المنبطحون يشكلون لوبيا كبيرا للفساد السياسي على المستوى الوطني، الذي يجعل البرلمان مؤسسة منتجة للفساد السياسي، بسبب ممارسة الانبطاح السياسي، الذي يعتبر أبشع أشكال الانبطاح.
14) ونظرا لكون الانبطاح خضوعا مطلقا للمنبطح له:
ألا يمكن أن نعتبر الانبطاح في منطقة الرحامنة، وفي البرلمان، وعلى المستوى الإعلامي، بمثابة السجود لغير الله؟
إننا نعرف أن السجود لله تعالى، تعبدا، هو تعبير عن الخضوع المطلق له، من خلال أداء الصلوات الخمس له؛ ولكن السجود للبشر يتم تعويضه بالانبطاح، حتى لا يقال: إن المنبطحين يسجدون لغير الله. وإذا اتخذ الانبطاح صفة الاستمرارية، والتعود، فإنه يتحول إلى مجرد طقوس يقوم بها المنبطحون، لإظهار الخضوع المطلق لغير الله من البشر، ليتحول الانبطاح إلى عبادة تتم في أوقات معينة، وعلى مرأى من المنبطحين الآخرين، الذين لا حول لهم، ولا قوة، بحضرة المنبطح له. وعبادة من هذا النوع، في حالة إقرارها، ستتحول إلى ممارسة الشرك بالله. وهو ما لا يغفره الله تعالى كما جاء في القرآن الكريم: "إن الله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء". وعبادة غير الله معناه: نكران فضل الله، الذي أعطى الإنسان عقلا يستخدمه في الأمور التي تجعله متحررا من التبعية لغير الله، لأن وحدانية الله، في عمق الأشياء، لا يمكن أن تكون إلا تعبيرا عن تحرر الإنسان، وعن كرامته التي هي عمق ذلك التحرر. فقد جاء في القرآن الكريم: "ولقد كرمنا بني آدم". وهذا التكريم الإلهي يتناقض مع التبعية للبشر، مهما كان هذا البشر.
15) واذا افترضنا أن البشر في منطقة الرحامنة، وفي إطار دستور ديمقراطي، تكون فيه السيادة للشعب، تأخذ ببنوده دولة الحق، والقانون، باعتبارها دولة ديمقراطية، علمانية:
ما مصير مكانة الأستاذ فؤاد عالي الهمة، لو وضع حد لممارسة الانبطاح، وبالشكل الذي يمارس به الآن؟
لعل الأستاذ فؤاد عالي الهمة، لا يرضى لنفسه أن يصير مصدرا للانبطاح على مستوى منطقة الرحامنة، ولا على المستوى الوطني. وما يمارس الآن من انبطاح له، يقتضي إخضاعه للتامل، من أجل معرفة الشروط الذاتية، والموضوعية، التي تقف وراءه، والعمل على تغيير تلك الشروط، بشروط نقيضة على المستوى الاقتصادي، والاجتماعي، والثاقفي، والمدني، والسياسي، ليصير الإنسان إنسانا بكرامته، يتعامل مع الأشياء انطلاقا من حفظ تلك الكرامة على جميع المستويات. وفي حال حصول ذلك التغيير المطلوب، للشروط المعنية، بالوقوف وراء حدوث ظاهرة الممارسة الفردية، والجماعية، للانبطاح للأستاذ فؤاد عالي الهمة، فإنه سيجد نفسه أمام واقع مختلف، وسيكون ذلك الاختلاف مدعاة لإعادة النظر في نسج علاقة معينة مع واقع منطقة الرحامنة، ومع واقع المؤسسة البرلمانية.
وتغيير الشروط المذكورة، يرتبط بالدرجة الأولى، بتغيير الدستور القائم، بدستور ديمقراطي، وبإيجاد قوانين الإنتخابات، التي تضمن حريتها، ونزاهتها، وبإجراء انتخابات حرة، ونزيهة، بإشراف هيئة مستقلة، وطنية، تساهم في تشكيلها جميع الأحزاب الديمقراطية، والتقدمية، التي تسعى إلى إيجاد حلول مستعجلة للمشاكل المستعصية، على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.
وفي حال حصول ذلك، فإن الأستاذ فؤاد عالي الهمة، سيتصرف تصرفا آخر، يتناسب مع رجل الدولة الديمقراطية، الذي لا يستغل نفوذه المخزني، ولا يتحيز في ممارسته إلى الطبقة التي ينتمي إليها، وسوف يمتنع عن أن يصير مصدرا للانبطاح، الأمر الذي يقتضي تراجع المنبطحين إلى الوراء، من أجل التأمل، ومراجعة الذات، والعمل على استرجاع الكرامة الإنسانية، سعيا إلى نسج علاقة تنسجم مع الممارسة الديمقراطية، التي تصير قاائمة في الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، حتى يتمكن الجميع من المساهمة في البناء، والتقدم، على جميع المستويات، وفي جميع الواجهات، بمن في ذلك الأستاذ فؤاد عالي الهمة كرجل دولة ديمقراطية.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأستاذ فؤاد عالي الهمة والابتلاء بالمنبطحين الإنتهازيين....
...
-
رجال التعليم...ورجال التعليم...أي واقع؟ وأية آفاق؟.....7
-
رجال التعليم...ورجال التعليم...أي واقع؟ وأية آفاق؟.....6
-
رجال التعليم...ورجال التعليم...أي واقع؟ وأية آفاق؟.....5
-
رجال التعليم...ورجال التعليم...أي واقع؟ وأية آفاق؟.....4
-
رجال التعليم...ورجال التعليم...أي واقع؟ وأية آفاق؟.....3
-
رجال التعليم...ورجال التعليم...أي واقع؟ وأية آفاق؟.....2
-
رجال التعليم...ورجال التعليم...أي واقع؟ وأية آفاق؟.....1
-
اليسار العولمة – العمل المشترك، والطبقة العاملة في أفق الدو
...
-
اليسار العولمة – العمل المشترك، والطبقة العاملة في أفق الدو
...
-
اليسار العولمة – العمل المشترك، والطبقة العاملة في أفق الدو
...
-
اليسار العولمة – العمل المشترك، والطبقة العاملة في أفق الدو
...
-
اليسار العولمة – العمل المشترك، والطبقة العاملة في أفق الدو
...
-
اليسار العولمة – العمل المشترك، والطبقة العاملة في أفق الدو
...
-
اليسار العولمة – العمل المشترك، والطبقة العاملة في أفق الدو
...
-
اليسار العولمة – العمل المشترك، والطبقة العاملة في أفق الدو
...
-
اليسار العولمة – العمل المشترك، والطبقة العاملة في أفق الدو
...
-
اليسار العولمة – العمل المشترك، والطبقة العاملة في أفق الدو
...
-
اليسار العولمة – العمل المشترك، والطبقة العاملة في أفق الدو
...
-
اليسار العولمة – العمل المشترك، والطبقة العاملة في أفق الدو
...
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|