أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - حين باع ملا صباح بقرته !














المزيد.....

حين باع ملا صباح بقرته !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 2398 - 2008 / 9 / 8 - 09:45
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



من مهازل تردي الأوضاع في العراق الديمقراطي ! وعلى جميع الصعد أن الرشوة صارت هي القاعدة ، بينما صار نقاء الضمير والإخلاص هما الاستثناء ، ولم يعد المواطن المحاصر بالفاقة والحرمان والموت والدمار في العراق ذاك هو وحده من يقوم بدفع تلك الرشوة لهذا الشرطي أو لذلك الموظف من أجل إنجاز معاملة استخراج جواز سفر من فئة الحرف ( G ) مثلا ، والذي انخفضت قيمة رشوته الآن من سبعمئة دولار الى ثلاثمئة وخمسين دولارا ، شرط أن تكون مدة الإنجاز ذاك لا تزيد عن أربعة أيام فقط ، بينما يظل المواطن، الذي لا يدفع تلك الرشوة ، ينتظر شهورا حتى يحصل على جواز من الفئة المذكورة .
ولكن الغريب في الأمر هو أن هذه الرشوة صارت تدفع من قبل بعض المنظمات والأحزاب السياسية ، التي ظهرت في العراق بعد الاحتلال الأمريكي له ، الى المواطنين على شرط أن ينفذوا ما يطلبه منهم ذاك الحزب ، أو هذه المنظمة ، ويتم ذلك بأساليب بيع وشراء رخيصة تشمئز منها النفوس الأبية ، ولا يرتضيها إنسان شريف مخلص تهمه مصلحة العراق وشعبه .
في زيارة المنتصف من شهر شعبان اعتاد بعض من العراقيين العرب الشيعة القاطنين في مدن الجنوب من العراق على الذهاب فيها الى مرقد الإمام الحسين عليه السلام ، وبشكل متواضع لا غلو فيه، وغير مسخر لمصلحة هذا الحزب أو لغايات تلك المنظمة، وهي عادة جُبل هؤلاء عليها منذ سنوات طويلة خلت ، ولكن الأمر تبدل بعد الاحتلال الأمريكي ذاك ، وخاصة حين أطلق هذا الاحتلال يد بعض الأحزاب والمنظمات في ممارسة العمل العلني ، وكانت منظمة بدر واحدة من بين تلك المنظمات حيث عمدت هذه المنظمة وبإشراف من عبد العزيز الحكيم ومجلسه على استغلال المناسبات الدينية استغلالا سياسيا تجسد في تحشيد أكبر عدد من الناس ، ودفعهم للقيام بتلك الزيارة ، أو الزيارات الأخرى المماثلة لها ، كي تظهر تلك الحشود للرأي العام المحلي والعالمي الشعبية الكاذبة التي يتمتع بها الحكيم ومجلسه .
يقوم تحشيد أولئك الناس على إغرائهم بما يدفع لهم من مبالغ مالية معينة ، وما يقدم لهم من طعام وشراب ، وذلك من خلال نصب سرادق على طوال الطرق المؤدية الى مدينة كربلاء ، والتي يجتازونها سيرا على الأقدام . هذا على أن تكون عودتهم الى مدنهم في الجنوب بواسطة سيارات مستأجرة من قبل منظمة بدر مثلما وعدتهم هي بذلك .
وعلى هذا الأساس برّت تلك المنظمة بوعدها بعد أن انقضت مراسيم تلك الزيارة ، فقامت بتوفير ثلاثة عشر ألف سيارة نقلت بها الكثير من الذين دفعت بهم نحو قبر الإمام الحسين في كربلاء ، ولكن ممثلي منظمة بدر في المدينة تلك حرّموا على بعض المجاميع من هؤلاء المحتشدين الركوب بالسيارات تلك ، وكان من بين تلك المجاميع مجموعة من أهالي مدينة الناصرية .
لقد حرمت مجموعة الملا صباح من ركوب تلك السيارات المستأجرة من قبل منظمة بدر ، رغم أن الملا صباح كان من أنشط الرجال الذين حثوا الناس في مدينته على انتخاب القائمة (555 ) التي تمثل عبد العزيز الحكيم وأتباعه ، كما أنه كان أكثر الناس حماسا ورغبة في تأدية مراسم الزيارة الشعبانية تلك ، ولهذا حشد هو مجموعة من بين أبناء مدينته لا يستهان بعددها ، وقد وعدهم بأن عودتهم من كربلاء الى مساكنهم في مدينة الناصرية ستكون بالسيارات ، وليس سيرا على الأقدام ، وذلك وفقا للوعد الذي قطعه له ممثلو منظمة بدر في مدينته ، ولكن أفراد تلك المجموعة ، وبما فيهم ملا صباح نفسه ، قد ذهلوا أشد ذهول حين أصر ممثلو تلك المنظمة ، وهم في مدينة كربلاء ، على عدم السماح لهم بركوب تلك السيارات ، وهذا ما أثار حنقه وغضبه ، وراح هو ومجموعته يسبون هادي العامري وأهله ، مثلما يكيلون الشتائم للحكيم وآله .
كيف لا !؟ وها هو ملا صباح قد فقد مصدر رزقه بعد أن أضطر على بيع بقرته لأحد التجار من أهالي مدينته شرط أن يسلمها له حال عودتهما من كربلاء إليها .
لقد باع ملا صباح بقرته وهو يعوم في بحر من الألم واللوعة ، وذلك من أجل أن يستأجر بثمنها سيارة إجرة تقله هو ومجموعته الى بيوتهم ، وذلك بعد أن تخلت منظمة بدر عن نقلهم إليها بحجة أنهم لهم يهتفوا لعمار بن عبد العزيز الحكيم حين كان يلقي خطابه في جموع الناس المحتشدة عند ضريح الإمام الحسين في مدينة كربلاء ، وهو الهتاف الذي من أجله دفع العراقيون من خزينة دولتهم الملايين من الدنانير ، تلك الملايين التي عن طريقها حشدت منظمة بدر آلافا من الناس من مدن وسط وجنوب العراق كي يهتفوا لعمار وهو يلقي خطابه ذاك : ( علي وياك علي ) ! لكن ملا صباح ومجموعته رفضوا أن يبيعوا ضمائرهم ، رفضوا أن يجعلوا الإمام عليا عليه السلام حارسا لعمار بن عبد العزيز الحكيم ، ومثلما أراد عبد العزيز الحكيم ومنظمة بدر ذلك .
لم يهتف ملا صباح الهتاف ذلك ، ولكنه مع ذلك خسر بقرته منبع رزقه ، ومصدر عيشه وعيش أطفاله في زمن صار شعاره : انحطاط الخلق ، وتفشي الرشى



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى يفهم العربي ما يقوله الأعجمي ! ؟
- النخيب ما بين عرب العراق وموالي أمريكا !
- ما يجمع أوسيتيا الجنوبية بكركوك الشمالية
- الأحزاب الكردية ترفع شعار البعث: من ليس معنا فهو ضدنا !
- الوزير ملا خضير يطلق النار على الطلاب
- مشاريع ذي قار
- احتجاج الموتى* !
- علموا أولادكم الخط والنط والشط !
- سطور عن أصوات نساء العراق العالية
- واقع التعليم في العراق والوزير ملا خضير
- ريكس الكلب الذي شمّ الحكومة*
- الإخفاق الأمريكي في مؤتمر الجوار العراقي بالكويت
- بعد أن وضعت صولة الخرفان أوزارها
- بوش وصولة الخرفان
- هبة فقراء العراق
- رحلة في السياسة والأدب (2)
- في الذكرى الخامسة للحرب على العراق : مجزرة ويأس
- رحلة في السياسة والأدب(1)
- من نوادر التراث (3)
- من نوادر التراث (2)


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - حين باع ملا صباح بقرته !