أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - بشائر الشر














المزيد.....

بشائر الشر


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 2398 - 2008 / 9 / 8 - 03:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اتساءل مع نفسي، ماذا سيكون رأي القيادة العسكرية في بغداد، فيما لو راجعت نتائج الحملة الامنية الاخيرة التي شنتها (على الارهاب) - بشائر الخير - في ديالى، هل ستعلنها ناجحة، اي انها اكملت مهامها بالقضاء النهائي على الارهاب في المناطق الساخنة (لم تعد ساخنة!). ام ستعتبرها فاشلة بدليل ما الت اليه من شرخ عميق في الثقة بين المواطن الكردي والحكومة في المنطقة الخضراء؟ وما اثارته من اصطفافات عرقية تنذر بالشر، في اماكن كانت تعتبر امنة ومعروفة بالتاخي الديني، الطائفي والقومي؟

والثقة التي اتكلم عنها ليست تلك المتبادلة بين القيادات في بغداد واربيل، بمدها وجزرها، فتلك الاحزاب السياسية، وعلى الضفتين، تجيد قراءة الواقع، وتستطيع المناورة والمساومة وفقا للضروف الانية، ولكني اعني ثقة الشارع ، في مناطق الكورد الفيلية، وخانقين على وجه الخصوص، التي بقي المواطن فيها في حالة انتظار منذ 9 نيسان 2003 الى اليوم فقط ليلمس التغيير المؤتمل، أو ليصدق على الاقل بان ثمة تغييرا قد جرى في بغداد.

والمواطن الكردي، المثقل بذاكرة مؤلمة من عهود الزجر والعنف، والذي لم تندمل جراحه من حقبة البعث، ولم ينطفئ حذره بعد, وجد نفسه اليوم امام مراوغة حكومية جديدة ابتدأت بدعوى مطاردة الارهاب، الا انها سرعان ما كشفت عن وجهها الحقيقي، واهدافها الخفية، التي انتهت اليها بشائر الخير، وهي الزحف على واحة الامن النسبي، والحرية الثقافية التي جربها الاكراد في هذه المناطق للمرة الاولى في تاريخهم منذ تشكيل الدولة العراقية الحديثة الى اليوم، بدعوى الحفاظ على السيادة!

مازالت الحكومة العراقية تمارس التعسف الثقافي في هذه المناطق، مازالت ترفض الاعتراف بالهوية القومية للكرد الفيلية في خانقين، الدراسة الكردية ممنوعة وفق التوجيهات المركزية، والتشويهات الادارية لهذه المناطق لم تصلح، ولم تسترد دور المواطنين، والعقارات المصادرة ابان فترة النظام السابق. لم تفكر الحكومة العراقية بمعاناة الفرد في هذه المناطق وكأنها غير معنية، وغير ملزمة في الوقت نفسه الا ببسط نفوذها العسكري فقط.

ما فجرته "بشائر الخير" هو الحقيقة المرة، ان الحكومة العراقية ماتزال تعتبر السيادة في مناطق الاكراد مثلومة، ولن تتحقق الا من خلال فوهة البندقية، المسلطة على رأس المواطن، وكأن الكردي ولد ليكون عدوا للسيادة، دون ان تمنحه الشعور بالحرية والمساواة، وكأن ضلال صدام حسين ماتزال مخيمة على اروقة المنطقة الخضراء، وكأن صورة الجندي الذي يقف اليوم على ابواب خانقين ليدخلها فاتحا من اهلها لا تختلف عن الصورة النمطية للجندي المدجج الذي لا يتوانى عن حرق المزارع وتهديم القرى.

اذا كان ثمة تهديد جدي للسيادة العراقية فانها لا تتمثل بوجود البيشمركة الذي يحمي اهل خانقين من عصابات التفخيخ والذبح الطائفي، بل ان التهديد الجدي للسيادة العراقية يكمن في انهيار الثقة بين المواطن البيسط والحكومة المركزية، ولمن لا يدري فان هذا المواطن البسيط هو الذي يتحول الى بيشمركة في اي زمان واي مكان، ويرفع بندقيته بوجه الدولة، والسيادة اذا كانت تشيد على حساب امنه وامن عائلته.

اما عن الارهاب، فهل توقفت العمليات الانتحارية التي ترتكب في مناطق ديالى المتفرقة، ام انها تزداد في اماكن تواجد الجيش العراقي على وجه الخصوص!؟ وعلى سبيل المثال لا الحصر، انفجرت انتحارية في جلولاء بعد يوم واحد فقط من ترك قوات البيشمركة لها وانتشار الجيش العراقي فيها، اوقعت 70 ضحية.

وقد يكون تساؤلي في غير محله، فمن قال ان قيادة الجيش برئاسة السيد المالكي تمتلك الوقت الكافي لمراجعة اعمالها؟؟



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماكي وعروبة قرة تبه
- الخونة الاكراد... الاكراد الخونة
- هل يزور المالكي مخيم المسفرين الكورد في ازنا
- صرخة جريح في اعماق بئر
- مشاهدات عبد الكريم كاصد في المدينة الفاضلة
- كركوك صعبة وفهمناها!
- ألو.. ناصرية..؟
- لا تحرقوا كركوك
- الشهرستاني يسوق النفط الكردستاني
- مجانين تركيا وارهاب نوري المالكي
- واتفق العرب واسرائيل... حول الاكراد
- وللأنثى مثل حظ الذكرين
- حكومة كوردستان مطالبة ب
- شيعة سنة، خلاف انتهى منذ الف عام
- صدام مشافش حاجه
- شبح امرأة في البرلمان الكويتي
- مصافحة، مصارحة، مصالحه
- على ابواب كأس العالم، موت الفريق السعودي
- راضع من صدر عجمية و اعدام الطاغية عبد الكريم قاسم
- من سخرية العداله


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - بشائر الشر