|
الفضا ئيات العربية ومستوى الاعلام الوطني العراقي
عبد الزهرة العيفا ري
الحوار المتمدن-العدد: 2397 - 2008 / 9 / 7 - 03:23
المحور:
الصحافة والاعلام
شاءت الاقدار السياسية ان اصـبـح العراق منذ السقوط قطبا تتوجه اليه انظار الاعلام . وكون البلد قطبا للنشاط الاعلامي امــر يعتبر احيانا ً ومن الناحية الشكلية ايجابيا . وقد يحســده الاخرون على ذلك . الا ان القطبية هذه اذا وجدت تعبيرها في جعل البلاد هدفا ًللطعن بحراب الاعلام المضاد فهذا امــر مقرف ومفزع بالنسبة للوطنيين . واذا ما اقترن الهجوم الاعلامي من جانب (اهل البلاد ) او اجهزة الاعلام الرسمية " بدفاع " اما ان يكون با رداً او مهلهلا ً او لا دفاع اساسا فهذا امــر يثير حشدا ً من الاسئلة بل ويتطلب المساءلة مــن الحكومة اولا ً و مــن اجهزة الاعلام الوطنية والكادر الصحفي المعروف بالوطنية في الصحافة والتلفزيون و من كافة حمــلة الاقلام الحــرة !!! . ولربمــا اسبق القارئ فاقـــد م سؤالا ً لنفسي لماذا هنا لا اذكر السياسيين واحزابهم في هذا المجال ؟؟ . الامر وما فيه ان هذه الكيانات ( باعتقادي الخاص ) هي باغلبيتها واحدة من الجهات المتهمة بصناعة الهوس والهرج في البلاد او الصمت تجاه التحرش بالعراق مــمــا يخلق المستنقع الذي يغذي الطفيليات المعششة بالفضائيات العربية واغلب الفضائيات العراقية لقرابتها من العصابات البعثية او الميليشيات ذات اللبوس الدينية . وبالتالي نرى العراق غالبا ً مـا يقف وحيدا فريدا في الساحة تتـنـاهشه الافاعي السامة من كل جانب ومكان وهو يتلقى كل ذلك فقط بصموده وثباته المشهود ، مع اننا لا ننكر ان دورا مــا تلعبه ( فضائية العراقية ) بخصوص الدفاع وقضية تبيان الحقائق . ثــم لدينا الكثير والكثير من ابناء وطننا الذين يساهمون بكل ما اوتو ا من قوة وامكانيات بشرح الحق العراقي وكذلك بفضح الفضائيات المشبوهة الي تنبح ليل نهار وبنباح مبحوح مثل ( البغدادية والشرقية والجزيرة وفضائيات عربية اخرى ) بدون اي خجل او وازع من ضمير لعدم وجود الضمير الانساني لديها اصلا ً . كما لا يجب اغفال حقيقة ان هذه الفضائيات تملك الكثير من الكوادر الاذاعية والاعلامية المدربة تدريبا عاليا حيث تعتمد الاثارة واتقـان الفبركة والـبراعة في تحويل الحقائق الايجابية الى مــنا ظر سـلـبـيـة مـخـيـفــة و تصو يرالاجراءات الحكومية وكأنها كلها بائسة وان قضية البلاد وشيكة السقوط تحت " ضربات المقاومة " " الشريفة " وعند ذكر الطاغية المقبور ، فرغم جراح الشعب التي احدثها بكل فضاعة وفضاضة ، فهم يسمونه ( بالرئيس الراحل ) طبقا ً لولائهم البعثي ذي العقيدة الفاشية للصنم الساقط . اما عند ذكر مطاردة قواتنا المسلحة البطلة للارهابيين والتكفيريين والمتسللين فالامــر يثير العجب من تلك الفضائيات وشخوصها وازلامها ، فهم يعالجون احبا طهم وشعورهم الخاص بالخيبة عن طريق محاولة نشر الشكوك بالاجراءات الحكومية وانتفاظ العشائر العرا قية البطلة وتأسيس منظمات الصحوة . هذا اضافة الى نشر اللغط واثارة الغبار بخصوص الاتفاقية طويلة الامــد مع امريكا بالرغم من ان هذه الاتفاقية لم تكتمل بنودها . انهم في الواقع لا يستطيـعـون اخفاء غضبهم وفشل حظهم العاثر بسبب ان العراق بدأ ينهض من كبوته وانه اصبح في مستوى الاتفاقيات العا لمية الكبرى مع اميركا والمانيا وبريطانيا وايطاليا و... ودول اوربية كثيرة . ان اعداء العراق لا يطيقون نجاح الدبلوماسية العــراقية والنشاطات المتـزنة لرئيس الوزراء السيد المالكي . كما نشاهدهم اليوم وهم يضايقون ويحاصرون الحكومة لكي لا تتقوى باقوى دولة في العالم . والملفت للنظر ان هذه الفضائيات وطواقمها الصحفية ذات " المهارات " العالية لا تتورع ان تنقل بفزع مصطنع عدم توفير الحكومــة لخدمات الكهرباء (على سبيل المثال ) وهي تعلم تمام العلم ان العصابات الارهابية البعثية وغيرها هي السبب في ذلك عند تخريب المحطات بالمتفجرات والعبوات الناسفة . وان مياه الشرب هي الاخرى تخضع للكهرباء وكذلك المصانع والكثير من الميادين الانتاجية . والحصيلة من هذا ايضا ان توقف الكهرباء في واقع الحال يسبب الغاء فرص العمل في البلاد وبالتالي لا يسمح هذا التخريب بمكافحة البطالة وحل مشاكل المعيشة . ان خبراء البعث (الاجانب والمحليين ) عندما وضعوا مخطط الالحاح بتفجير محطات الكهرباء كلما انتهت الحكومة من تصليحها كانوا يقصدون فعــلا ً ايقاف الكثير من مرافق الحياة وجعل الحكومة عاجزة عن توفير الخدمات وفي ذلك تكون في مأزق امام الشعب . ان هذه الفضائيات واعلامييها كثيرا ما يهزأ ون با لمستمعين عندما يذيعون اخبـارا ً تتعلق بانفجار سيارة او حزام ناسف بين الناس في السوق او في حفلة عرس او مجلس تأ بين شهيد عندما يصورون العملية وكأنها كانت تستهدف القوات الاجنبية والنتيجة كانت عـد د القتلى من المواطنين ، كذا ، والجرحى ، كذا . وهكذا يعطون الخبر وكأنه من نشاطات " المقاومة " "الشريفة " ويحاولون ايهام المشاهدين انها مجــرد عمل ضد الاحتلال اما القتلى فهم ( ببساطة ) من المواطنين . اذن اخذت هذه الفضائيات ( الشريفة جدا ) تقوم مـتعـمـد ة باخفا ء الحقائق عن طريق الاسلوب البارع في القاء الخبر على المواطنين . وليس الفضائيات حسب . بل وهناك كتبة " عراقيو الجنسية " صنعوا لانفسهم القابا ً عريضة في العلوم السياسية وهم يطلون برؤوسهم من الشاشات الصغيرة كمحللين وخبراء ( وشعراء !!! ايضـا ً) ولكن همهم الوحيد تعكير الماء وا ظهار مثا لب الـحـكومة الوطنية ويحاولون حجب جهودها الرامية الى الانتصار على الارهاب والتفرغ للبناء والاعمار وتوفير الخدمات . انهم ينوحون ويذرفون دموع التماسيح من جراء " الاحتلال " بينما لا ينطقون بكلمة واحدة حول النظام البعثي المندثر الذي كان السبب الحقيقي في وجود العراق تحت البند السابع ومن ثــم " الاحتلال " و كذلك بالنسبة لمشكلة الكهرباء وتردي صحة المواطنين . ويبدو ان التحق بهؤلاء البعثيين نفر كانوا يتقلبون في غابة السياسة كالحرباء واخيرا اصبحـوا يعملون في الفضائيات المعادية للعراق او يعتبرون من جـوقـتـها . في الواقع ، لقد شهد العراق الكثير من هذه الانماط والنماذج الهزيلة بل واكثر من ذلك ، اندس بهذا الرهط او التحق بهم اناس بؤساء ولكنهم معممون , وهم الاخطر والاكثر ضررا ( ان صح التعبير !!!!) انهم يذهبون الى ابناء الشعب بعمائمهم ويـتـمـسحـون بالقاب يعرفها الناس بالطيب والوطنية . وليس كل الناس تعرف انهم عملاء لايران ومطايا للبعث . انـهــم ، لكي يبعثوا القلق والخوف في قلوب البسطاء من الناس نجدهم اخذوا يبالغــون حتـى بحجم العمامة لتكون اكبر من حجم رؤوسهم بصورة مضحكة ، كما رأينا احدهم الذي وقف " خطيبا " ( بلغة سياسية مرتبكة لعدم تعوده عليها ) في المظاهرة التي نظمها التيار الصدري بعد صلاة الجمعة الاولى من رمصان تحت ستار مكافحة قوات التحالف . في حين يدرك الناس ( حتى البسطاء منهم : ان قادة جوقة الصدر مستاؤون من قوات التحالف بسبب مساعدتها للقوات المسلحة العراقية في مطاردة العصابات الارهابية والميليشيات التي تشارك في تهجير العائلات من مساكنها وتنظم المكامن والحاضنات لعملاء ايران وفلول البعث ... ولكن من غير الواضح ، لا من الناحية الشرعية ولا القانونية ارخاء الحبل للصدر و لجوقته الشاذة ممارسة الـجـرائم الجنائيـة والشعوذة باسم الدين الحنيف بينما لا يمسهم حاكم ولا يفرض اي امام عليهم الحـــد الشرعي ولا تنهرهم المرجعية الديـنـية كما يفرض الدين بكل صراحة ووضوح . فهل ان هذا الامر خال من الد سا ئس على وطـنـنـا ؟؟؟ الم تكن هنا ايادي ايرانية لرجال دين ايرانيين يتخذون من العراق ربية استخباراتية لحكومة الفقيه . ثــم اين موقع الاعلام العراقي الوطني من كل هذا ؟؟؟ الا يجب فــضح الـمـؤامــرة الايرانية ـــ الصدرية الها د فة الى اشغال الحكومة الوطنية بالاضطرابات الداخلية ومنعها من البدء ببناء وتعمير البلاد ؟؟ اليس هذه المظاهرات التي تجمعها حثالات البعث تحت غطاء المتهم مقتدى الصدر تستهدف اخافة المستثمرين الاجانب لكي لا يصلوا الى العراق برؤوس اموالهم ومشاريعهم الأ نمائية ؟ . وهل من الديمقراطية في شئ ان تترك الحكومة الجناة من قادة العصابة الصدرية يعبثون بامن البلاد وافشال جهود القوات المسلحة التي تحرز النصر على الارهاب بالتدريج وبصعوبات بالغة وبشق الانفس. ؟ اذن هـل هذا التساهل من جانب وسائل الاعلام هــو المستوى الطلوب للعراق لردع اعداء شعبنا الذين جعلوا من بلادنا ساحة كبيرة للشغب والمعارك اليومية ؟ متى تترك الحكومة هذه السياسة المتساهلة تجاه الميليشيات الدينية ، هذه التي اوغلت بعيدا ً بالجريمة ؟ واخيرا اليس من واجب الاعلام والاعلاميين شرح هذه المظاهر شرحا مفصلا ً للشعب ثم مطالبة الحكومة بحماية المكاسب الامنية الجزئية التي تحققت بثمن باهض تحملته البلاد والقوات المسلحة ؟؟؟ !!! اننا نعتقد ان التاريخ سيحاسب السـياسيين العراقيين باحزابهم وتجمعاتهم اشد الحساب و يعاقبهم افضع العقاب ان هم استمروا بالتفرج على المهازل الصدرية والشعوذات الدينية والمؤامرات الايرانية الحاقدة على العراق . ولا يراد من الحكومة سوى العزم والحســم في هذه الظروف التي تخلقها يوميا ً الحثالات البعثية والعمائم الصدرية وحكومة المرشد الاعلى . وعلى الاحزاب الدينية نفض ايديها من ايران ثــم الرجوع الى حضن العراق اذا كانت صادقة في مع نفسها على الاقل . وعلى هذه الجبهة بالذات يجب ان تتظافر جهود الا علاميين واقلامهم . علينا الدخول الى لب المشكلة وليس الهرولة حولها . ان مشكلتنا تكمن في حلقات عديدة ولكنها مترابطة . ونعتقد من الحق ان نعتبر تلك الحلقات تتألف من : قلة الحزم من جانب الحكومة تجاه الميليشيات وعدم مطالبتها للمرجعية الدينية بردع العناصر المخربة من رجال الدين او المتلبسين برداء الدين خلال هذه الفترة الطويلة التي شهد العراق منهم فسادا ما بعده فساد . ومن بعض فسادهم انهم يغطون بعباءتهم عصابات البعث من جهة و عناصر الرتل الخامس الايراني من جهة اخرى . اما الجهات الاعلامية الوطنية والصحفيين الاحرار في العراق فهذا هو وقتهم . وان مسؤوليتهم كبيرة . انها برأينا تتوزع على مساعدة الحكومة على تلمس الطريق لتوطيد الامن اكثر فاكثر والمساهمة النشيطة في كشف الاحابيل والوسائل الصحفية المظللة التي يعتمدها اعداء العراق . و لا نعدو الواقع اذا ما اعتبرنا ان الشعب ينتظــر من الاعلام الوطني مهمة فضح الاعلام الجاري في الفضائيات العربية وخطابات وشعوذة المرتزقة من ذوي اللبوس الدينية وعمالة بعضهم للعدو الاجنبي . وكذلك المتاهات الايديولوجية التي يبثها الانتهازيون عن طريق الصحافة او المواقف السياسية من خلال منظمات المجتمع المدني .
#عبد_الزهرة_العيفا_ري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأردن.. ماذا نعلم عن مطلق النار في منطقة الرابية بعمّان؟
-
من هو الإسرائيلي الذي عثر عليه ميتا بالإمارات بجريمة؟
-
الجيش الأردني يعلن تصفية متسلل والقبض على 6 آخرين في المنطقة
...
-
إصابة إسرائيلي جراء سقوط صواريخ من جنوب لبنان باتجاه الجليل
...
-
التغير المناخي.. اتفاق كوب 29 بين الإشادة وتحفظ الدول النامي
...
-
هل تناول السمك يحد فعلاً من طنين الأذن؟
-
مقتل مُسلح في إطلاق نار قرب سفارة إسرائيل في الأردن
-
إسرائيل تحذر مواطنيها من السفر إلى الإمارات بعد مقتل الحاخام
...
-
الأمن الأردني يكشف تفاصيل جديدة عن حادث إطلاق النار بالرابية
...
-
الصفدي: حادث الاعتداء على رجال الأمن العام في الرابية عمل إر
...
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|