أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - باقر ابراهيم - نظرة لمستقبل العراق: من توازن الرعب الي توازن الحل العقلاني














المزيد.....

نظرة لمستقبل العراق: من توازن الرعب الي توازن الحل العقلاني


باقر ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 740 - 2004 / 2 / 10 - 06:35
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 وقع شعب العراق، بين فكي رحي تطحنانه وتجهضان طموحه في العيش الآمن الرغيد وفي المستقبل الافضل.
هذان الفكان هما نظام الاستبداد من جهة، ومن الجهة الاخري، معارضوه من الاحزاب التي تواطأت مع العدو المشترك، الاكثر خطرا: امريكا.
قيل الكثير عن الاحتلال وعن نظام الاستبداد، وعن معارضيه الذين القوا راية الكفاح الوطني، واخيرا عن مآسي الاحتلال. والمهم النظر في حصيلة الشهور الاخيرة من عمر الاحتلال القصيرة في الزمن، والكبيرة في الاثر والعبر.
فالاحزاب الستة التي كانت في صف الحركة الوطنية العراقية بالامس، ثم تواطأت مع غزاة الوطن، قامت باكبر سرقة تاريخية، لاعظم مأساة عراقية.
ان تلك الاحزاب المرتدة عن الوطنية، وعن مهمات التحرير والتغيير، سرقت الام شعب العراق جراء اضطهاد الدكتاتورية له، وسرقت امال مناضليه الساعين نحو الافضل. فكان في غزو العراق، مهرجان لعرس اخفت افراحه، صفقة مأساوية يندر مثيلا لنتائجها عن الضحايا وعن اذلال العراقيين، وبيع بلادهم في سوق النخاسة العالمية.
وتمهيدا لهذه الصفقة المذلة، انتعشت التنظيرات الجديدة من جانب المرتدين، التي تلغي الجوهر الاستغلالي للامبريالية، وتسوغ اعتمادها الصديق الاول والاقرب، وتزعم ان مفهوم خيانة الوطن قد تغير.
اذا كان نظام الاستبداد، قد اضعف لدرجة كبيرة، قدرات العراق علي التصدي لهذا الوباء الجديد، فان الاحزاب الستة، التي تعاملت مع المحتل، وخانت قضيتها الوطنية، سعت للاجهاز علي كل ما تبقي من روح المقاومة فيه، ومن ذلك تدمير انتسابه العربي. ورغم الاثر التدميري الهائل، لمسعي المرتدين عن الوطنية ومهمات التغيير، فهم لم يفلحوا في قتل روح المقاومة في شعب العراق.
كان للحقد علي الاستبداد، والفرح بزواله، عن طريق الاحتلال الامريكي ـ البريطاني، تأثيرا مؤقتا بين الناس.
فالاحزاب التي تعاملت مع المحتل، استطاعت ان تضلل بعض الشعب، لبعض الوقت، بما اسمته تحرير العراق. وليس طويلا بعد الاحتلال، بدأ مسلسل الفشل والانهيارات تلاحق مشروعها التحريري التغييري .
اخر ادلة هذا الفشل ما اعلن عنه يوم 15 تشرين الثاني (نوفمبر) في القنوات الفضائية ان معهد غالبو للاحصاء ذكر ان العراقيين الذين يعتبرون ان الاحتلال جاء لصالح العراق قد انخفض الي 5% اما من يعتقدون انه جاء من اجل الديمقراطية فكانوا 1% فقط. ورغم ان جهة الاحصاء، امريكية، فلابد من ملاحظة الواقع الجديد في المزاج العراقي. ولابد من التساؤل: ما الذي بدل ذلك المزاج؟
شيئان بدلاه خلال سبعة شهور من الاحتلال هما، بشاعة جرائمه وسرقاته اولا، والمقاومة والرفض الشعبي له ثانيا.
ان تطور المقاومة، جغرافيا واجتماعيا، افلحت في تحقيق توازن في الرعب اولا، الي جانب التوازن في الاثر السياسي والنفسي، داخل العراق بالاساس، وكذلك في الرأي العام العربي والعالمي، واخيرا داخل بلدان العدوان.
تدلل علي هذا التوازن الجديد، الضربات الاخيرة الفعالة، التي وجهتها المقاومة، لمقرات قيادات الاحتلال واسقاط طائراته وازدياد ضحاياه.
في منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) 2003 كتب الصحافي البريطاني روبرت فيسك مقالة عن العراق، وضع لها العنوان المعبر التالي: رغم الكلمات الكبيرة في واشنطن، الامريكيون يواجهون ثورة شعبية في العراق، وليس مقاومة فقط .
تتستر عدوانية الامبريالية الامريكية المنفلتة في العراق خاصة، بالراية المهترئة التي كتبوا عليها، الاعمار والديمقراطية ومكافحة الارهاب.
لكن الديمقراطية والعلنية، والحلول السلمية للمشاكل الداخلية لكل شعب، او للعلاقات بين الدول، كانت وستظل هي المطلوبة اولا.
وازاء اصرار اليمين الامريكي المتصهين، استغلال هذه الشعارات، لتمرير بطشهم وسرقاتهم، حينذاك ينبغي فضح زيفها وزيف مردديها بيننا.
بعض مرددي تلك الشعارات، يرون ان الرد علي عنف الاحتلال بعنف المقاومة، يزيد من الام الشعب وضحاياه. لكن التسليم لما يريده المحتل الطامع، وهو غير محدود، انما يكلف الشعب تضحيات لا تقدر ولا تحدد. ان مأساة العلماء العراقيين المتمثلة بالملاحقات والاغتيالات والتشريد خارج الوطن، هو نموذج بسيط لمشروعهم الكبير.
بالطبع، ينبغي التمييز بين العدو وعملائه، حين يرفعون تلك الشعارات الخادعة، وبين بعض الوطنيين الذين ينساقون الي تصديقها وترديدها.
من هؤلاء، الوطنيون، الذين يرغبون بالنضال الشفاف او التحاوري مع غزاة الوطن، ويرفضون المقاومة، بل يبشعون فعالياتها. لكن وقائع الحياة الراهنة والمقبلة، هي التي ستقنع المخلصين من هؤلاء، بعدم جدوي حلولهم.
من حق طلائع النضال الوطني، ان تحذر من اكذوبة الديمقراطية والعلنية، بما في ذلك اكذوبة الحرية للمئات من الاحزاب السياسية، ومؤسسات المجتمع المدني والصحف، او ما سمي بوزارة حقوق الانسان، في ظل الاحتلال.
ان مصداقية وعلنية اهداف النضال الوطني، تتطلب الان بالذات، قدرا عاليا من اتقان واحكام اساليبه واشكال تنظيمه.
وتؤكد تجربة نضال الشعب الطويلة، ضرورة تركيز الجهد علي تعبئة شبيبة المستقبل، وخاصة بين الطلبة وشغيلة الفكر والعمل. فهؤلاء كانوا دائما، شعلة الثورات الشعبية في الماضي، وسيكونون كذلك في المستقبل.
ان انضاج البرنامج الوطني، السياسي والاجتماعي والاقتصادي، للقوي المقاومة والمناهضة للاحتلال، ووحدة هذه القوي، ورسوخ قناعاتها باهداف التحرير والتغيير الديمقراطي، ورفض عودة الاستبداد السياسي، كل ذلك، يمكن ان ينتهي بهذه القوي نهاية موفقة، في حال توازن الرعب والضحايا، الي توازن العقل السياسي والحل السياسي.
وحينما يهيمن النضال الشعبي، علي كفه ميزان القوة والرعب، فهو كفيل بان يدفع الي الوراء بالتوازنات التي تلهث وراء الثراء او السلطة.
عند ذلك فقط، يمكن التفكير بخطة واضحة، تستهدف انقاذ العراق واخراجه من مستنقع الدم. وهذا يعني وضع خطة لحلول مستقبلية، تقبلها القوي المناهضة للاحتلال، وتشارك فيها، جهد الامكان، قوي اخري تعيد النظر جديا وباخلاص، بمواقف الماضي والحاضر.
كاتب عراقي يقيم في السويد



#باقر_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفرقة 17 خانت بغداد
- تحت رماد الخذلان يستعر جمر المقاومة
- قيادة الشيوعي العراقي تنكّرت لوطنية حزبها
- آخر صرعات العولمة: شيوعية الاحتلال
- مجلس حكم ام مجلس وطني لمقاومة الاحتلال؟
- مناهضة الاحتلال المعيار الاول للوطنية العراقية
- الاحتلال وثقافة البيعة
- الوحدة الاسلامية والوطنية سلاح العراق لمقاومة الاحتلال
- الطيبون يخلدون وداعا علي كريم
- وداعا شهيد اليمن , شهيد العرب جارالله عمر
- الديمقراطية ودولة القانون رهن بصد العدوان الامريكي
- العراق بعد العفو العام مبادرة إلى الانفتاح الديموقراطي


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - باقر ابراهيم - نظرة لمستقبل العراق: من توازن الرعب الي توازن الحل العقلاني