أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حامد حمودي عباس - من أجل احياء حملة تضامنية عاجله مع سكان حي السعدونية في البصره














المزيد.....

من أجل احياء حملة تضامنية عاجله مع سكان حي السعدونية في البصره


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2397 - 2008 / 9 / 7 - 01:12
المحور: حقوق الانسان
    


مرة اخرى تطل علينا واحدة من ظواهر العسف في بلادنا العراق ضمن سلسلة طويلة من الصور اللاانسانية والتي افرزتها مرحلة تتسم بالاضطراب السياسي والاقتصادي والاجتماعي . انها لوحة تنطق بالمأساة التي يعيشها جمع كبير من المواطنين مع اسرهم واطفالهم في مدينة البصره .
لقد عرضت قناة الفيحاء خلال الاسبوع الحالي تقريرا مصورا عن حي سكني يقع في مقبرة واسعة كانت تعود للجالية اليهودية في االعراق قبل القيام بتهجيرهم وتدعى بمقبرة السعدونيه حيث اصبح الحي السكني الذي اقيم فيها يحمل ذات الاسم . كنت خلال مشاهدتي لحي السعدونيه من خلال الفيحاء اعتصر في داخلي كل ما اتيح للنفس البشرية من قدرة على الاحساس بالحزن ، فالحزن كله كان يخرج من صدور اولئك المساكين ممن قدر لهم ان يكونوا عراقيين وقدر لهم انهم لم يستطيعوا ان يفلتوا من ظلم وطنهم لهم ليهربوا الى اي محيط يحميهم من قسوة ابناء جلدتهم ويلقيهم في احضان اغراب قد يكونوا ارحم واوسع صدرا لرعايتهم .
السعدونيه هي ارض اختارها اليهود العراقيون مقبرة لامواتهم يوما ما ، ولم يدر في خلدهم ان مواطنيهم من المسلمين الاحياء سيكون لهم فيها سكن .. ولا ادري حينما يحدث لاحد منهم ولو عن طريق الصدفة ان يسمع او يرى قبر ابيه او امه او واحد من ذويه وهو يهد بمعاول المشردين من ابناء البصره كي يقيم في مكانه تنورا للخبز او برميل يجمع فيه ما يتيسر له من ماء للشرب قد يحصل عليه من قنوات الماء الاسن للمجاري في منتصف الليل هل سينقم ام يأخذه العطف. كان المواطنون يتحدثون بلغة لا تمت بصلة لطبيعة حياتهم المتدنيه ، فجلهم تحدث بلغة واضحة مرصوفة الكلمات احسنت وصف فصول تلك المسرحية الناطقة بالاسى العراقي المخزون تحت الخوف من شيء مجهول ، احدهم قال وبكل اتزان وانفاسه تتسارع من تعب الكد المضني بانه هرب الى هذه المنطقه لان النظام السابق هد بيته وصادر ما لديه لكونه كان من غير المرغوب فيهم وحينما عاد العراق الى عافيته كما كان يضن اثقله الدهر بمن هو اظلم واعتى واكثر موتا للضمير .
السعدونيه حي للاحياء في سكن الموتى .. وقد اصبح الموتى والاحياء فيها سواء .. بل ان الموتى في السعدونيه هم احسن حال ممن ضيقوا عليهم المكان من المتطفلين الاحياء .. فمهما اوغل الاحياء في غيهم واعتدائهم باحتلال المكان الامن الساكن الموحي بالرهبة وشرح الصدور كما يقول نبي الاسلام ، ومهما بالغ الاحياء في عسفهم بقلب البيئة الى بيئة موحلة اسنة تنبعث منها رائحة القمامة ومياه المجاري بدل البخور وضوء الشموع في بقية مقابر اليهود في العالم .. مهما كان ذلك فلا بأس مادام الاحياء والاموات هم عراقيون وهم بصريون ايضا وهذه من شيم التسامح بين ابناء البلد الوحد .
السعدونيه هي حي كبير اقيم في مقبره .. والمقبرة معروفة لدا اهالي البصرة جميعا من الاحياء ، ونحن نعرف ان المقابر في العراق لا يمكن لاحد ان يتجاهل موقعها حتى الاطفال .. بل ان الناس كثيرا ما يحيكون قصصا عن سكن الجن للمقابر فضلا عن انها دلالات مركزية للاهالي يستدلون بها في اي وصف لمكان معين .. والغريب كل الغرابة ان السيد (الياسري) رئيس لجنة الخدمات وازالة التجاوزات في البصره اجاب مقدم برنامج الفيحاء عن حي السعدونيه وبكل برود انه لا يعرف مقبرة في البصره بهذا الاسم ، واستدرك السيد حفظه الله لنا ذخرا ووتدا من اوتاد الارض تحميها من زلازل الدهر بانه سيبحث عن هذه المقبره وسيزورها في وقت قريب .
ان منظر الاطفال في مقبرة السعدونية بالبصره وهم يجوبون الازقة الضيقه بين القبور باقدامهم الحافيه وملابسهم الرثه وعيونهم مكسورة الخاطر لا تدع لنا مجالا للمناورة ايا كان نوعها الا ان نقر بالحقيقة الواضحة .. الحقيقة التي تقول ان الشعب العراقي بغالبيته يتعرض الى محنة كبيرة لا يمكن السكوت عنها وتركها للايام تفعل بها ما تشاء ، ولا يمكن لاي منصف بحق وطنه وشعبه الا ان يقول كلمته في اولئك الذين اوغلوا في ظلمهم للفقراء من متلبسي عباءة الدين ليستغلوا بها عقول البسطاء من المساكين والفقراء والمشردين رجالا ونساء واطفال . وعلى المنظمات الانسانية في العراق ان تسعى جاهدة لزيارة حي السعدونيه في البصره وعلى عجل للمساهمة في انقاذ عشرات العوائل المحشورة هناك بين القبور والاخذ بيد الاطفال الابرياء نحو حياة افضل وفضح العتاة الذين لا زالوا متربعين على كراسي المسؤلية في المحافظه ، وستبقى السعدونية علامة من علامات الضيم الفادح بحق ابناء شعبنا لابد ان يزول .
وانها دعوة خالصة مني لبقية العراقيين والبصريين منهم على الخصوص ان يساهموا معي لاحياء حملة تضامنية مع اهالي حي السعدونيه من خلال كل المواقع التقدمية والساعيه لخير العرق .



#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألاقتصاد العراقي المتين هو الحل لبناء علاقات دولية متينه
- ألتظاهر اليومي واعلان العصيان المدني هما الحل الوحيد لتحقيق ...
- المجد والخلود لشهداء الحزب الشيوعي العراقي عطا الدباس وعلي ا ...
- الشيوعيون وكافة التقدميين العلمانيين في العراق مدعوون للتحرك ...
- معاناة الطفل في العراق .. ومسؤولية قوى اليسار
- ايها المثقفون العراقيون .. لا تنتظروا ان يقول التاريخ فينا م ...
- أيها العراقيون .. اسحبوا البساط من تحت كراسي المسؤلين عن افق ...
- سهيل احمد بهجت .. ألانسان ألاثمن رأسمال
- الى متى يبقى الشعب العراقي أسيرا للصراع على المناصب وضحية لل ...
- عزيز الحاج بين السياسة والادب ... محاكاة مؤثره
- أحموا الكاتب رضا عبد الرحمن علي من شيخ الازهر
- حرب المياه على العراق .. بين الفعل ورد الفعل
- الى متى تبقى المرأة جدارا للصمت وبؤرة للخطر حينما تتكلم ؟
- منعتم بيع الخمور .. فابشروا بسوق رائجة للحشيش
- بين معاشرة الزوجتين معا ورذيلة زواج المتعه والمسيار - قضية ا ...
- وماتت بهيه .. بعد ان خنقها عرف غسل العار
- مصير النساء الارامل في العراق .. الى اين ؟
- بين سؤال ابنتي .. وضلالة رجال الدين
- قتلوها ورموها في مياه نهر الفرات غسلا للعار .. شهادة اخرى عل ...
- العراقيون قبل غيرهم أولى باعمار بلادهم


المزيد.....




- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وجالانت لأ ...
- كندا تؤكد التزامها بقرار الجنائية الدولية بخصوص اعتقال نتنيا ...
- بايدن يصدر بيانا بشأن مذكرات اعتقال نتانياهو وغالانت
- تغطية ميدانية: قوات الاحتلال تواصل قصف المنازل وارتكاب جرائم ...
- الأمم المتحدة تحذر: توقف شبه كامل لتوصيل الغذاء في غزة
- أوامر اعتقال من الجنائية الدولية بحق نتانياهو
- معتقلا ببذلة السجن البرتقالية: كيف صور مستخدمون نتنياهو معد ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية ...
- البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حامد حمودي عباس - من أجل احياء حملة تضامنية عاجله مع سكان حي السعدونية في البصره