أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي محمود خضير - بعد خراب البصرة














المزيد.....

بعد خراب البصرة


علي محمود خضير

الحوار المتمدن-العدد: 2397 - 2008 / 9 / 7 - 01:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية اجتمع لفيف من فناني وعلماء وأدباء أوربا وتناقشوا وتجادلوا واستفهموا عن الأنساق الاجتماعية والثقافية والسياسية التي قادتهم للدمار الكارثي الذي حل بأوربا جراء الحرب، هذا الدمار الذي خلف ملاييناً من الموتى والمرضى والمعاقين وتحطيم للبنى التحتية والفوقية للقارة العجوز.

هذا اللفيف اعترف بشكل أو بأخر انه كان مسؤولا عن الخراب الذي حل، وليس جنرالات الجيوش ورؤساء الحكومات المتناحرة فقط، مسؤولون بالكلمة، بالفعل، بالصمت أو التأييد للمظاهر السائدة المسيطرة التي قادتهم للاحتراب، وما بيان العالم ( اينشتاين ) بعد الحرب إلا مثال بسيط على ذلك.

والبصرة كانت ولوقت قريب جدا ساحة رحبة ومثالية لقتالات شتى واحترابات متنوعة منذ حرب 1980 والتي أكلت الجسد البصري ولم تبق منه سوى بيض العظام في قفراء الرمال الملتهبة و لثمان سنوات عجاف، مروراً بحرب الخليج فالحرب الأخيرة، قد نقول ان الحروب الغير عادلة التي كانت البصرة ساحة بارة لها جميعا شنت بأوامر الحاكم الدكتاتور ولكنا ننسى إننا كنا وعاءا وأداة تنفيذ، علينا الاعتراف ان النسق العنفي في مجتمعنا لم يأت من فراغ وإننا نحمل جينات عنف داخلية تجعلنا أداة بيد عليا تأمرنا فنتحرك وتنهرنا فنتوقف، دون ان نتأنى لنفكر ونتسائل أو يكون لنا رأي متأمل بما هو مطلوب منا، يجب أن نملك شجاعة الاعتراف بأننا نتحمل جزءا من مسؤولية ما حل في البصرة من خراب على مدار السنوات الماضية ، بطريقة تفكيرنا أو تعبيرنا أو تعاملنا مع السلطات، بشِعرنا وأدبنا، بسكوتنا وصمتنا، وعلينا أن نملك الشجاعة أيضا لنقف نابذين ومحطمين لكل الأسس والقواعد التي آمنا بها وتبنيناها فقادتنا لما نحن عليه، ربما لنضمن عدم تكرر مآسينا مع أجيالنا القادمة.

هذه الفكرة تحتاج الى هدم المسلمات وبناء فكر جديد للتعامل مع القيم الجمالية للحياة القيم، التي تمجد الحياة وتمنح الإنسان قيمته العليا فيها.

لان أي فكر او مشروع يخدم الإنسان ويضعه غاية لا وسيلة سيكون هو الفكر المعوّل عليه في بناء بصرة خضراء جسداً وروحاً بعد ان أنهكتها سنوات الأسى والحروب، ربما على البصري أن يدرك الآن ان تأريخ سيرته وتعامله مع الأحداث المصيرية التي مرت بها المدينة كان سلبياً وهامشياً ورتيباً وانه ورغم مرور خمس سنوات على تغيير 2003 ومنح الحرية (المشروطة) لا زال محافظاً على نفس المبادئ والأسس ومتشبثاً فيها وكأنها كنز ينبغي الاّ يفرط فيه.

الانكي من ذلك من يدعون إلى إبقاء الوضع على ما هو عليه، هذا المسار الذي سيؤدي إلى خلق دكتاتوريات جديدة متفرعة ومتشعبة وبنفس الأساليب السلطوية السابقة، إنساننا بارع في اختراع دكتاتوريته وتكريس عبوديته وفاشل تماما في تشخيص ومواجهة المشاريع التي تريد فرض أنفسها على الساحة من جديد لتمارس أدوارها القديمة بلباس يلائم تغيرات المرحلة.

بناء البصرة يبدأ ببناء إنسان متمرد على ما فات، ثائر عليه، متجاوز له وإلا لن يكون القادم إلا فصلاً مكروراً لما فات.






#علي_محمود_خضير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الالغاء
- رجولة!
- طقوس العطشى
- الموت لا يؤجل مواعيده
- للموت اجنحة لا تحترق
- قرب بيتنا همر


المزيد.....




- مع تقدم القوات الأوكرانية.. روسيا تقدّم آلاف الدولارات لوظائ ...
- فيضانات وأضرار كبيرة في ألمانيا بعد عاصفة عنيفة وأمطار غزيرة ...
- سيرا على الأقدام.. قصة شابين إيرانيين هربا إلى ألمانيا
- بينيت يطالب بتغيير القيادات السياسية والعسكرية
- روسيا تكشف عن ناقلة جنود مطوّرة في منتدى -الجيش-2024-.
- اكتشاف هام قد يساهم في محاربة اضطراب شائع لدى الأطفال
- مارك زوكربيرغ يزيل الستار عن تمثال لزوجته
- الكشف عن طائرة نقل ضخمة روسية مسيرة ذات الإقلاع العمودي في م ...
- موسكو تندد بمحاولات الاستخبارات البريطانية تجنيد الدبلوماسيي ...
- الهند.. العثور على جسيمات بلاستيكية دقيقة في جميع عينات المل ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي محمود خضير - بعد خراب البصرة