أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عاصم بدرالدين - القاتل الشريف وحدود التنسيق ودولتنا














المزيد.....

القاتل الشريف وحدود التنسيق ودولتنا


عاصم بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 2397 - 2008 / 9 / 7 - 01:11
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


منذ الآن فصاعداً، نستطيع أن نعتبر "سوء تنسيق" عبارة ناجعة لتسويغ كل الجرائم، وربما تدخل في المناهج القانونية قريباً، وخاصة أن السيد نصرالله، يتمادى في استخدامها، وكأنها المفتاح السحري الذي، من خلاله، يقفل كل الأبواب أمام امتعاض البعض-الكثير من حادثة قتل الضابط في الجيش اللبناني سامر حنا في تلال سجد جنوبي لبنان، من قبل مسلحي حزب الله. كذلك الأمر، يمكن للقضاء أن يعدل في آليات عمله، بحيث يتعاطى مع أي جماعة مارست العنف فقتلت بطريقة جد أخلاقية بوصفها بطلة، وأن يترك لها أن تختار من بين أفرادها شخصاً واحداً- وإذا رغبت في ذلك- ينوب عنها في المحاكمات وينفذ العقوبة، إن لم ينل البراءة.. تظلماً!

يستطيع حزب الله أن يفرض من الأسس والأفعال والأعراف ما يشاء، فنحن الآن ما عدنا نتعاطى معه كحزب عادي مشارك في الحياة السياسية، بل كمحرك أول للسياسة اللبنانية بشقيها الداخلي والخارجي. فبعد أحداث السابع من أيار المجيدة، وتأديب الناس، صار حزب الله حاكماً مكرساً للدولة اللبنانية العاجزة والمكسرة، وبإعتراف من الجميع. لأنه وحده يملك القدرة على الاجتياح دون أدنى مساءلة أو مواجهة، ولأنه وحده يملك المبررات لأي فعل، ففي أيار كان يدافع عن نفسه وعن مقاومته، كما ادعى، فلقد وشيا إليه أن عناصر مسلحة "خطيرة جداً ومدمرة وفتاكة" سوف تغدر بالمقاومة لتنال من قدسيتها، وقدراتها في مواجهة العدو الصهيوني.

من يملك من اللبنانيين، أفراداً وجماعات، هكذا تبريرات صارمة صارخة، من منهم يقاتل العدو الأول؟ وبإسمه يستبيح مدننا وأجسادنا وأرواحنا؟

الأخ الشريف، الذي أطلق النار، ليس قاتلاً، لكنه قتل. وهنا تكمن المعجزة! مع أن قانون العقوبات يخلو من الإشارة إلى "سوء التنسيق" بإعتباره عذراً مخففاً أو لاغياً للتهمة أو الجريمة. إلا وحسبي هذا، إن اعتبرنا هذه الجريمة في نطاق جرائم الشرف، فالطائرة التابعة للعسكرية اللبنانية الرسمية، انتهكت شرف أجواء حزب الله الإلهية!

ومن غير السيد حسن نصرالله، يستطيع أن يفرض ألقاباً على القتلة؟ هو لا يقبل أن يوصف، رجله المقاوم، بالقاتل أو المجرم، هذا حقه، وما علينا إلا أن نخرس. فما هو ذنبه بربكم؟ هذا ذنب الجيش ورجاله لانعدام روح التنسيق المقاومة لديهم!

ثم يستغبينا حزب الله كالعادة، فيضحك علينا بتقديم رجل واحد كفدية، وكأن لا شيء في العسكر اسمه التراتبية العسكرية، والآمر والمنفذ! لنتذكر حادثة الشياح، ولنتأكد تماماً أن الذين عقبوا لم يكونوا سوى ضباطاً، مما يعني أنهم رأس الهرم في الحدث. أما هذا المسكين الشريف المفترى عليه، الذي طلب بنفسه تسليمه إلى القضاء اللبناني منعاً للاستغلال والالتباس وتعكير العلاقة بين الجيش الهزيل والحزب القوي (السمات الإلهية الموجودة في رجال المقاومة)، فليس إلا مقاوماً صغيراً. وهذا يدفعنا بديهياً لنسأل: أين، ومن هو، آمره؟

لا معنى للتحقيق ومن بعده العقاب، إن لم يغيير الحالة السائدة، وينهي مسألة التنسيق البلهاء هذه، بين الجيش وعناصر حزب الله المسلحة. فمن الغريب حقاً، أن يدعو البعض إلى التنسيق وكأنه أمر عادي وطبيعي. أيعقل أن تنسق الدولة اللبنانية ذات "السيادة" مع عناصر حزبية، أياً كانت صفتها أو مهمتها، لكي تمر أو تتدرب في منطقة ضمن مناطق نفوذها المعترف بها دولياً؟

لا نعني بكلامنا هذا، أن حزب الله قصد قتل الضابط، وهذا ليس بأمر هام-على أهميته في المحاكمة، مقارنة مع جسارة الإشكالية المطروحة حول سيادة الدولة وفعاليتها وحدود وأماكن نفوذها، وحتى حول حدود التنسيق ومداه ومجالاته.. لأن غياب الإجابة عن هذه الأطروحات، يعني مزيداً من القتل والقتلى والقتلة الشرفاء..

حزب الله عائق لقيام الدولة، مثله مثل الدويلات الأخرى المفرودة على مساحة هذا الوطن بنسب متفاوتة طبعاً. والمشكلة ليست فيه وحده، المشكلة الأصل، في أسس الدولة اللبنانية العاجزة.. فبدلاً من التهجم عليه وعلى رجاله وإن كنا تقريباً –برأينا- على حق، يجب علينا أولاً مساءلة الدولة اللبنانية برئيس جمهوريتها ووزرائها ونوابها وجيشها.. للإنصاف فقط!




#عاصم_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في تسييس السنة على الطريقة اللبنانية!
- المواجهة مع حزب الله
- إلى محمود درويش: سيأتي الموت ويأخذنا معك
- بعض مفارقات التعامل اللبناني مع الذاكرة
- في نهرها: فلسطين حقاً عربية!
- العبارة المصرية كنموذج للغرق العربي
- إشكالية العلاقة بين العلماني والطائفي في لبنان
- الإنتخابات في لبنان:أبعد من السلاح، وأكثر من هيئة رقابية
- فؤاد شهاب يعظكم
- الهيئة العربية للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
- لا لعقوبة الإعدام في قضية الزيادين
- حينما يتمادى القمع
- علمانية الخميني بين الولاية المطلقة والغيب المقدس!
- ذلك السلاح.. في إنتظار التسوية
- ليس بئس العلمانية التركية، على بؤسها، إنما بئس الإسلام العرب ...
- الطائف ليس المشكلة الأساس
- إستفحال الإستغباء بالتصفيق
- العلماني خارج دائرة الإنغلاق
- وماذا عن الجيش؟
- صراع أبدي


المزيد.....




- لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء ...
- خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت ...
- # اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
- بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
- لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
- واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك ...
- البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد ...
- ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
- الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
- المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5 ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عاصم بدرالدين - القاتل الشريف وحدود التنسيق ودولتنا