أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - -ميزانية الحرب المقدسة-














المزيد.....

-ميزانية الحرب المقدسة-


برهوم جرايسي

الحوار المتمدن-العدد: 2396 - 2008 / 9 / 6 - 07:30
المحور: القضية الفلسطينية
    


أقرت الحكومة الإسرائيلية، قبل ايام الإطار العام لميزانية الدولة للعام القادم 2009، وسط خلافات شديدة وواضحة في داخل الحكومة وخارجها، إذ عارضها بالأساس حزبان كبيران من أصل أربعة أحزاب تشكل الحكومة، وهما "العمل" و"شاس"، مما يؤكد أن هيكلية الميزانية التي تم إقرارها بتفاصيلها الدقيقة لن تكون نفس الميزانية التي سيتم إقرارها في الهيئة العامة للكنيست، مع نهاية العام الجاري.
ويبلغ إجمالي حجم الموازنة العامة الجديدة قرابة 90 بليون دولار، وفق سعر الصرف الحالي للدولار أمام العملة المحلية "الشيكل"، ولكن من باب المقارنة مع ميزانية العام الجاري، فإن حجم الميزانية الجديدة يبلغ 80 بليون دولار، وفق سعر صرف الدولار الذي كان في مطلع العام الجاري، أي بزيادة 4 بلايين دولار عن ميزانية العام الجاري 2008.
ويدور الخلاف داخل الحكومة حول تقليصات في الميزانية، وإجراءات إدارية مرتبطة بها، تشكل ضربات للشرائح الفقيرة والضعيفة، ستحرج الأحزاب في الحكومة في حال جرت انتخابات مبكرة خلال العام القادم، وبما أن رئيس الحكومة الحالي، إيهود أولمرت، يقترب من تنفيذ تعهده بالاستقالة خلال الشهرين القادمين، واحتمال قيام حكومة بديلة برئاسة شخصية من الحزب الحاكم "كديما"، فمن شبه المؤكد أن الحكومة القادمة ستجري تغييرات كثيرة في الحكومة تنهي الخلافات القائمة.
ولكن الخلاف ليس على كل شيء، بل هناك اتفاق وإجماع على بند واحد من الميزانية، وهو كل ما يصرف على الحرب والاحتلال والاستيطان، فهذا بند "البقرة المقدسة" التي لا يلمسها أحد، وهي الميزانية التي تبلغ حصتها الإجمالية، المباشرة وغير المباشرة، من مجمل الميزانية العامة، ما بين 30% إلى 33%، وتشهد زيادة دائمة سنويا، على الرغم من التقليصات التي تشهدها الموازنة العامة من حين إلى آخر.
فالصرف على آلة الحرب وكل ما يتعلق بالاحتلال والاستيطان تجده في وزارة الحرب، أو "وزارة الأمن" حسب التسمية الرسمية، ولكن أيضا في ميزانيات جميع الوزارات والمؤسسات الرسمية، إن كان من خلال الصرف على الأمن العيني لهذا القطاع أو ذاك، أو من خلال الصرف على المستوطنات من جوانب مختلفة.
وقبل الحديث عن خطورة هذا الصرف على المستوى السياسي العام والإقليمي، تجدر الإشارة إلى أن هذا الصرف الهائل هو أحد الأسباب الأساسية للأزمة الاقتصادية الاجتماعية المتفاقمة في داخل إسرائيل، لأنه يأتي على حساب الخدمات الأساسية، من صحة وتعليم ورفاه ومشاريع بنى تحتية، وهي قطاعات تشهد ميزانياتها تقليصات شبه سنوية، إلى جانب ضرب جهاز الضمان الاجتماعي باستمرار، مما ينعكس على دائرة الفقر واتساعها الدائم سنويا.
ولكن المؤسسة الرسمية عرفت كيف تخرس الرأي العام الإسرائيلي ومنعه من أن يفتح ملف الصرف الهائل على آلة الحرب، لأنها أقنعت الجمهور بأنه يعيش تحت تهديد دائم بالزوال، وأن هذا الصرف ضروري لاستمرار وجود اسرائيل ككيان.
كذلك من الضروري الإشارة إلى أن صناعة الحرب في اسرائيل لم تعد تخدم الأهداف السياسية الإسرائيلية فقط، بل باتت تتداخل فيها مصالح اقتصادية لكبرى شركات الصناعات الحربية الإسرائيلية، وهو أيضا جانب لا أقل خطورة على المستوى الاستراتيجي، فمثلا في حروب إسرائيل الأخيرة جرى الحديث دائما عن أن جيش الاحتلال استغل معاركه لإجراء تجارب على أسلحة ومعدات حربية متعددة.
أما على المستوى الاستراتيجي العام، فإن اسرائيل لا تكف عن تضخيم آلتها العسكرية، ونذكر أنه من استنتاجات الحرب على لبنان، تقرر قبل عامين صرف ميزانية تتراوح ما بين 7 بلايين إلى 10 بلايين دولار خلال أربع أو خمس سنوات، إضافة إلى الميزانية السنوية القائمة، على شراء أسلحة متطورة وتجديد مخزون الأسلحة، الضخم أصلا.
وفي هذا العام بالذات قبلت الإدارة الأميركية ببيع إسرائيل طائرات متطورة جدا، من بينها طائرات يقتصر استخدامها على الجيش الأميركي فقط، إضافة إلى شمل اسرائيل ضمن منظومة الشبكة الصاروخية "الدفاعية" المنتشرة في الشرق الأوسط.
وفي المقابل فإن اسرائيل تتدخل في كل صفقة أسلحة تحاول أي دولة شرق أوسطية إبرامها، حتى وإن كانت دفاعية، وباعتراف إسرائيلي بأنها دفاعية، بزعم أن هذه الأسلحة من شأنها أن "تهدد اسرائيل"، والمقلق أن التدخل الإسرائيلي المدعوم أميركيا ينجح في الغالبية الساحقة من الحالات.
إن واقع الأمر يؤكد أنه إذا كان هناك تهديد على أمن الشرق الأوسط على مستوى الدول، فإنه تهديد إسرائيلي دون منازع، مستفيدا من اختلال موازين القوى العالمي.



#برهوم_جرايسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معضلة القيادة الإسرائيلية
- القادة الفلسطينيون الأسرى
- يستثمرون الفرية الإسرائيلية
- الشاذ والعام في جيش الاحتلال
- الانتخابات البرلمانية ليست بالضرورة في العام القادم
- -جرافة القدس-: عملية أم حادث وتصفية؟
- إسرائيل وإيران والنفط
- إسرائيل ومسامير جحا
- العنصرية والقضاء الإسرائيلي
- الشارع الإسرائيلي -يتخلى- عن الجولان
- التبعثر السياسي الإسرائيلي يستفحل
- إسرائيل و-ديمقراطية الفساد-
- الحراك التفاوضي وشلل أولمرت
- حكومة أولمرت -بسبع أرواح-!
- مصير أولمرت ومصير المفاوضات
- باراك وسياسة الأرض المحروقة
- أولمرت وسورية
- الجائع يناضل من أجل الخبز فقط
- بيرس من النووي إلى النانوية
- القدس ويافا وأخواتهما


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - -ميزانية الحرب المقدسة-