سلاح الاعلام

ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2396 - 2008 / 9 / 6 - 04:13
المحور: الصحافة والاعلام
    

مع حب الظهور على شاشات التلفزة والادلاء بالتصريحات الذي يسيطر على كثير من الساسة والمسؤولين تظهر حالات الاعتداء على الصحفيين والعاملين في وسائل الاعلام المتكررة من قبل حمايات بعض المسؤولين والساسة لتكون الصورة متناقضة، بين إنتفاع المسؤولين من عمل هولاء الصحفيين وعدم إحترامهم في الوقت نفسه، بل إن الدوائر والمؤسسات الرسمية تدعو الاعلام الى نقل الجوانب الايجابية في عملها بينما هي تعامل الصحفيين بصورة غير لائقة، لتكون هذه المعاملة جزءا من معاناة العاملين بالاعلام في العراق الى جوار قوى الظلام والتطرف والقتل العشوائي نتيجة حلقات العنف التي شهدتها البلاد طوال السنوات الماضية، ويزداد المشهد غرابة عندما يصرح مسؤولون كثر مؤكدين على أهمية دور الاعلام في تجاوز الازمة.
الطريقة التي تعامل بها الصحفيون مع حالات الاساءة لهم يبدو إنها لم تكن فعالة فهم غالبا ما يعرضون أنفسهم كضحايا لاحول لهم ولا قوة وتفشل المنظمات التي تتحدث بإسمهم في رد الاعتبار لهم، وغالبا ما ينفي المسؤولون الاعتداءات التي يقوم بها حراسهم حتى لو كانت موثقة تلفزيونيا أو صوريا، وفي أفضل الاحوال يصدرون بيانا توضيحيا أو يفتحون تحقيقا في الحادث لا ينتهي الى شيء دائما.
صحيح إن الوضع الامني وإختراقات جماعات العنف تدفع حمايات الساسة والمسؤولين والدوائر الرسمية الى حالة من التوجس والاستنفار وهو ما يؤدي الى ظهور السلوكيات الخشنة هذا فضلا عن عدم الاعتياد على التعامل الايجابي مع وسائل الاعلام وحقها في الحصول المعلومات، إلا إن ذلك لا يبرر تكرار الاساءات وعدم الاهتمام بمحاولة تلافي تكرارها وتحسين التعامل مع العاملين في وسائل الاعلام.
على الصحفيين أن يطوروا وسائل الدفاع عن أنفسهم وعن مهنتهم بتفعيل شعورهم الجمعي الموحد في التصدي لأية إساءة يتعرض لها أي فرد منهم، وكذلك بعزل المسيئين من العاملين في حقل الاعلام حتى لا يكونوا سببا في الاساءة الى المجموع وتشويه صورتهم، وكذلك تجاوز المنظمات الوهمية التي تدعي الدفاع عن الصحفيين والصحافة بينما هي تستغل أوضاعهم وما يتعرضون له للحصول على منافع للقائمين عليها.
إنه طريق طويل ذلك الذي سيؤدي الى التعامل بإحترام كامل وثقة مع وسائل الاعلام، لكن لامفر من سلوكه بدل الاعتماد على الحلول الفردية والآنية مع ظاهرة الاساءة للعاملين في الاعلام.

#ساطع_راجي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات