أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - سبارتاكوس المغربي - حزب النهج الديمقراطي من المأساة إلى الملهاة (مرة أخرى)















المزيد.....


حزب النهج الديمقراطي من المأساة إلى الملهاة (مرة أخرى)


سبارتاكوس المغربي

الحوار المتمدن-العدد: 2396 - 2008 / 9 / 6 - 07:24
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


"الماركسي هو الشخص الذي يوسع اعترافه بالصراع
الطبقي إلى الإعتراف بديكتاتورية البروليتاريا... هذا هو المحك
الذي يجرب عليه الفهم الحقيقي والإعتراف بالماركسية".
ـ لينين ـ

من حق سيد عزيز عقاوي أن ينبري مدافعا عن "نهجه" البرجوازي الصغير، وأن ينافح عن شعاراته السياسية الكسيحة، كما لن نغبطه حقه في الإعتراض على مقالنا من زاوية نظره وبالأسلوب الذي يرتاح له. لكن من واجب احترامه للقارئ ـإن أرادـ أن يتسم بالحد الأدنى من الموضوعية، وأن يناقش المعطيات الواردة في النص ككل، وأن يجيب عن الأسئلة والملاحظات التي أبديتها. عوض أن يتحايل على نفسه قبل غيره بالتغاضي عن جوهر الموضوع، واللف والدوران، كقط يدور حول صحن من الحساء الساخن، ليصل بعد الجهد الجهيد من "التحليل" إلى أرض الميعاد: "النهج الديمقراطي فضاء لكل اليساريين المغاربة..." كيف ذلك؟ وبأي معنى؟ ومن خوله أن يكون ناطقا باسم كل هؤلاء "اليساريين المغاربة"؟ وكيف توصل بقدرة قادر أن القدر المقدور الذي لا فكاك منه أن يحوم "اليساريون المغاربة" بخيمة النهج؟ أسئلة وغيرها تبقى طليقة وبدون أجوبة، "فالناقد" مدفوع برغبة جامحة لتسفيه مقالنا والدعاية لحزبه. لكن ما يهمنا هو كيف "فكر" موضوعه وخلص إلى أحكامه؟

1- في الشكل:
آخذ علينا "الناقد" استعمالنا للإسم الرمزي سبارتاكوس وألحقه بعبارة موقع الرشيدية، حيث تواجدي وانتظامي نضاليا مع رفاقي تمييزا لها عن مواقع -التي تقابلها فروع- مناضلة كفاس، وجدة، مراكش... وعلى العموم هي إشارة مهرنا بها مقالنا، ومادامت في ذيل النص وليست في متنه تبقى شكلية. بيد أن سيد عقاوي لعجز منه عن مناقشة ملاحظاتنا، حول هذه العبارة إلى موضوع رئيسي وأراد بها لمزا في جميع فقراته، فكررها ولاكها أكثر من ثماني مرات!! فإذا به كالفارس الذي يسيب الحمار ويتشطر على البردعة!.

2 - في المنهج:
عندما استهل صاحب الإعتراض مقاله بعبارات من قبيل: "النقد الرفاقي " و"المقارعة الفكرية"...، استشرفت خيرا وتوسمت نقاشا فكريا مثمرا. غير ان افتقاده لمرشد في الرؤية ولبناء نظري يحتكم إليه، بدد الرصانة التي أرادها لمفرداته المتنافرة وكشف زيفها وخداعها. فلم تفلح مسوح "الماركسية" التي إدثر بها في الشكل أن تلحم هذا الحشو من المواقف العائمة وغير المتناسقة، ولا أن تخفي ارتباك الموضوع وتفكك أوصاله. ناهيك عن التصدي بالإجابة عن الأسئلة التي ظلت حائرة بالرغم من الحذلقة اللغوية، والتي عرت عن هزالة فكره وتخبطه المنهجي. وبديهي عندما تكون المقدمات خاطئة في منطلقها وغير مؤطرة نظريا كما هو الحال مع صاحبنا، فإن بناءه الفكري سرعان ما يتصدع وينهار مهما رصعه وزخرفه بمفردات ثوروية، مادامت تفتقد لأي نسق كما سنرى لاحقا.

3 - في المضمون:
سأحاول في هذه المناقشة أن أتتبع النقط التي أثارها سيد عقاوي دون مجاراته في منطقه الشكلي والإنتقائي، بل من خارج أرضيته. وأعترف له ابتداء بفضيلة الإقرار بخروج تنظيمه عن الإطار النظري للماركسية اللينينية: "التي لم يتبناها النهج الديمقراطي يوما في أطروحاته- أي مند تأسيسه سنة 95 ". غير أن نفيه عن حزبه "تهمة" الماركسية اللينينية -التي أصبحت كذلك على ما يبدو- فهذا استنتاج نشاطره إياه، لكن التضليل البرجوازي هو في محاولة إظهار هذه النظرية العلمية في وضع التعارض مع "التحليل الملموس للواققع الملموس" بل وخارجة عن منطق "التاريخ والعلم"، يقول بالحرف: "في أفق تغليب التحليل الملموس للواقع الملموس على أي تحليل تحريفي لمنطق التاريخ والعلم وليس للماركسية اللينينية...". هنا ندفع بمدماك النقد إلى مداه الأقصى فنتساءل: كيف يستقيم الخروج عن المرجعية النظرية للطبقة العاملة –الماركسية اللينينية، وفي نفس الوقت ادعاء الوفاء لقضيتها وأنه من "المؤمنين بفكر الطبقة العاملة"؟ بل كيف يمكن أصلا تجريدها من سلاحها الذي هو هو علم الثورة والإدعاء بعد ذلك استشراف "آفاق التحرر / الاشتراكية/ الشيوعية"!. كتب ستالين يقول: "إن اللينينية هي ماركسية عصر الإستعمار والثورة البروليتارية. وبتعبير أدق، اللينينية هي نظرية وتاكتيك الثورة البروليتارية بوجه عام، ونظرية وتاكتيك دكتاتورية البروليتاريا بوجه خاص". (أسس اللينينية، الصفحة:7 –التأكيد في المصدر).

إذا نحينا جانبا هذا الإمتعاض من اللينينية الذي يزخر به مقال سيد عقاوي، أوقفنا حديثه المكرر عن "الجوهر الحي للماركسية"، لكن دون أن يوضح لنا ملامح هذا "الجوهر الحي" ولا كيف انتقاه وبأية أدواة معرفية حدده؟ وما إذا كان هناك في المقابل، وانسجاما مع هذا المنطق الصوري، غشاء أو قشرة ميتة في "الماركسية"؟ أو بتعبير اخف جانبها "المتجاوز" الخارج عن دائرة "الجوهر الحي". على العموم أصبحت هذه العبارة ذريعة مبتذلة ورخيصة للإنقضاض على أسس الفكر الماركسي اللينيني، ومن ثم تطويعه جسرا لتمرير جراثيم الفكر البرجوازي وتبرير الإصلاحية في أشد تعبيراتها استسلاما للواقع السلطوي المسيطر. ولعل عدم الحسم في الخط الإديولوجي وممارسته يجعل النهج في حالة من اللزاجة والميوعة، يقول صاحب الإعتراض: "لكن على المستوى الاديولوجي فالنقاش لازال مفتوحا وقابلا للاغناء والتطوير على أرضية " الجوهر الحي للماركسية"..." إن عدم التدقيق الإديولوجي هو انتهازية تجعلهم في حل من أي التزام بخط بعينه، وبالتالي التكيف ومجارات أي وضع وموقع، مادامت الضوابط منتفية. غريب أن يتباها النهجويون أنهم بدون هوية اديولوجية ثم يزعمون بعدها أنهم ماركسيون!

تشاطر صاحب الإعتراض لنفي صفة حزب عن إطاره السياسي، ورآى بأنه "حركة وليس حزبا سياسيا"، مستشهدا بما تكتبه "صفحات الجرائد اليومية منها والأسبوعية" كما أشار. فصحت، بالتالي، لديه الرواية، وماعلينا إلا تصديق هذه "الحجة الدامغة" لولى أننا مشكاكون لا نسلم بهذه البساطة، وإن تواتر عليها إجماع أهل الصحف والأقلام البرجوازية ومن يتخذهما مصدرا للحقيقة مهما داور بأنها نسبية. مع العلم أن "الحقيقة -وفق تعبير ماركس- هي دائما ثورية". نغلق هذا الهلال لنسجل: أن نفي سيد عقاوي صفة الحزب عن نهجه ليس سوى ازدواجية انفصامية، بين واقع التنظيم القائم كحزب سياسي، بغض النظر عن حجمه المحدود وامتداده المحصور، المتواجد في إطار من الملكية الدستورية والمحكوم بقانون الأحزاب؛ وبين خطاب يصر على طمس حقيقته بالمراوغة اللفظية، كمن يفسر الماء بعد الجهد بالماء تعبيرا عن إفلاس سياسي.

بهت (بضم الباء) "الناقد" وارتاع من اعتبار "النهج الديمقراطي" حزبا إصلاحيا يعمم أزمته الذاتية على الإطارات الجماهيرية التي يسيطر على قيادتها، وتحديدا (ج.م.ح.إ) و(ج.و.ح.ش.م.م)، فلم يجد إلا أن يشهر في وجوهنا اعتقال مناضلين من الإطارين. وتصحيحا لمرافعته القائمة على استنتاج مغلوط، لم أكن بصدد التشغيب على (ج.م.ح.إ) ولا (ج.و.ح.ش.م.م) كإطارين تقدميين لهما تاريخهما الزاخر بالتضحية ماضيا وحاضرا، بل المقصود هو إدانة انتظارية القيادتين اللتان هما دون مستوى حركية ودينامية عدد من الفروع المناضلة للإطارين. وهذا بسبب خضوعهما وتغليبهما للمصالح الفئوية للنهج على حساب مواكبة الفعل النضالي لجماهير شعبنا. وإلا ماذا قدمت قيادة (ج.م.ح.إ) على سبيل المثال لدعم والحفاظ على وهج انتفاصة آيت باعمران؟ ماهو الدور الذي قامت به الجمعية في التشهير باعتقال أبطال انتفاضة طلبة (ا.و.ط.م) بمراكش خارج إنشاء البيانات؟ ماهو الأثر الملموس لتعزيز صمود المعطلين والطلبة المعتقلين والعمل لإطلاق سراحهم وانتزاع حريتهم؟ هذا بالرغم من الإمكانيات الهائلة المتاحة ل(ج.م.ح.إ). على العموم فشلل قيادة الإطارين راجعة إلى ذيليتها وتبعيتها للنهج كحزب إصلاحي. أما التضايق من التوصيف السياسي بالإصلاحية فأحيلك إلى لينين عندما كتب: "إن التغييرالإصلاحي هو الذي لا يقوض أسس سلطة الطبقة السائدة، لأنه ليس سوى تنازل من جانب الطبقة السائدة ولأنه يحافظ على سيادتها. أما التغيير الثوري فهو يقوض أساس السلطة". (من مقال: خلاصة مناقشة حق الأمم في تقرير مصيرها، ضمن كتاب "لينين" الصفحة: 401).

4- على سبيل الختم:
أعتقد أنني أجبت على أهم الملاحظات التي أثارها سيد عقاوي، وهناك نقط لم أر دافعا لإعادة إثارتها خاصة أني تناولتها في مقالي السابقين، مع العلم أن هناك بعض المواقف الشكلية أوردها "الناقد" والتي تجاوزناها رحمة بالقارئ حتى لا نثقل عليه، ويمكن أن نعود إلى معالجتها إن رأينا ضرورة لذلك. والخلاصة العامة أنني لم أتوقع أن يكون المنطق الفكري لصاحب الإعتراض بهذا المستوى من الرخاوة والهشاشة. كما لم يفلح هو في ضحض ولو فكرة أو ملاحظة مما أبديناه، وأنى له ذلك.



#سبارتاكوس_المغربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب النهج الديمقراطي:مأزق وجود وأزمة هوية


المزيد.....




- السيد الحوثي: العدو اعتدى على متظاهرين بسوريا واطلق عليهم ال ...
- سلطات مدينة إيربيت الروسية تقرر نزع ملابس -ديد ماروز- عن تمث ...
- صحيفة تركية: أنقرة ستسمح لحزب مؤيد للأكراد بزيارة أوجلان في ...
- صحيفة: تركيا ستسمح لحزب مؤيد للأكراد بزيارة أوجلان في سجنه
- ترامب يخاطب -اليساريين المجانين- ويريد ضم كندا وغرينلاند وقن ...
- من الحوز إلى تازة: دخان مدونة الأسرة وانعكاسات تمرير قانون ا ...
- الجبهة الديمقراطية تندد باعتقال السلطة أحد قادتها خلال مسيرة ...
- الجبهة الديمقراطية تندد باعتقال السلطة أحد قادتها خلال مسيرة ...
- الحزب الشيوعي ودكتاتورية الأسد
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 584


المزيد.....

- محاضرة عن الحزب الماركسي / الحزب الشيوعي السوداني
- نَقْد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2 / عبد الرحمان النوضة
- اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض ... / سعيد العليمى
- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - سبارتاكوس المغربي - حزب النهج الديمقراطي من المأساة إلى الملهاة (مرة أخرى)