ومتي يعتذر القذافي للشعب الليبي ؟!

صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein‏)

الحوار المتمدن-العدد: 2396 - 2008 / 9 / 6 - 04:12
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    

اعتذر رئيس الوزراء الايطالي للشعب الليبي عما ارتكبه الاستعمار الايطالي في حق الليبيين. وقبل دفع تعويضات - .
حصلت ليبيا علي استقلالها من ايطاليا منذ أكثر من ستين سنة .
حسنا فعل رئيس الوزراء الايطالي . ولكن متي يعتذر القذافي للشعب الليبي عما ارتكبه في حقه ويعيد له ثرواته ولو بدون تعويضات ؟!

فهل سيجد القذافي عنده شجاعة ادبية ويطلب من اساتذة التاريخ والمثقفين الليبيين الامناء الشرفاء أن يوافونه بحقيقة الجرائم البالغة البشاعة التي ارتكبها العرب المسلمون الأوائل عندما احتلوا ليبيا ونهبوا وسلبوا واغتصبوا وحرقوا . وفرضوا عقيدتهم بالسيف والجزبة .. و فرضوا لغتهم العربية ايضا علي الليبيين ونبذ لغتهم الأم التي محاها العرب ولا يزال القذافي يحرم عودة تلك اللغة الليبية الاصيلة للشعب الليبي! ..

هل سوف يتجاسر القذافي ويطالب السعودية بالاعتذار عن جرائم العرب الاسلاميين الأوائل في حق شعب ليبيا ودفع التعويضات ؟!
أم أنه يجبن ويخشي ان فعل اتهموه بالردة وحكموا بجواز قتله أو يتوب . وتويخشي ان يتطوع ليبي متعصب لقتله ! ؟
بينما ايطاليا تجاوزت مثل تلك الهمجية وتحضرت ولديها اشجاعة الاعتذار ودفع التعويضات لأجل مصالحة تاريخية . ودون اتهام بكفر ولا اهدار لدم احد ...!

وهل من الممكن أن يتجاسر القذافي ويطلب الاعتذار والتعويض من تركيا عن مئات السنين من العسف الاستعماري العثمانلي لما سمي خلافة اسلامية . والخراج- الاتاوة - الذي نهب من دم وقوت شعب ليبيا لصالح تركيا طوال مئات من السنين ؟!

وهل سيجد القذافي لديه الشجاعة للاعتذار للبنان عن اختفاء الامام موسي الصدر ودفع التعويضات المطلوبة ؟

وهل سيجد القذافي الشجاعة عنده . ومراجعة احصائيات منظمات حقول الانسان والعفو الدولية الليبية والعالمية باعداد واسماء الليبيين الذين صفاهم القذافي جسديا بالداخل وبالخارج . ومن ماتوا بسجونه من شدة التعذيب . والاعتذار للشعب الليبي عنها ودفع التعويضات من امواله الخاصة ..!
وكذلك اعتذار القذافي للشعب الليبي عن ثروته التي بددها علي الارهاب بكافة انحاء العالم من الفلبين ، لطائرة لوكيربي وغيرها وغيرها ؟

وهل يعتذر القذافي للشعب المصري عن العمليات الارهابية التي جرت بمصر في زمن خلافه مع السادات . وما يقال عن تفجير قطار أبوقير بالاسكندرية والأرواح التي راحت ضحايا ولا تجد من يطالب بتعويض اهاليهم كما أهالي ضحايا طائرة لوكيربي ؟؟!

وهل سيعتذر القذافي ويدفع تعويضات للمصريين الذين كانوا يعملون في ليبيا . و غرر بهم جهاز امنه – زمن السادات - ومنهم من لم يكونوا قد بلغوا سن الرشد . وقتها ! وقبض عليهم في مصر بتهمة الجاسوسية لصالح القذافي وحكم عليهم بأحكام 25 سنة. ونفذ الحكم فعلا ! – وقابلتهم بنفسي في السجن السياسي عام 2001 حيث كانوا لا يزالون يكملون مدة الحكم . – كما ذكرت بمقال سابق - .

وهل سيعتذر القذفي للشعب السويسري بسبب اعتدائه علي قوانين البلاد وتعطيل سير العدالة بسيل من الاجراءات الانتقامية والتعسفية الكيدية والضغوط المختلفة لوقف مواصلة العدالة اجراءاتها ضد ابنه المعتدي علي القانون السويسري ؟! - التفاصيل علي هذا الرابط : http://www.swissinfo.ch/ara/front.html?siteSect=105&sid=9650937&cKey=1220532547000&ty=st&ref=nl
كل تلك اعتذارات وتعويضات مطلوبة من القذافي .. فهل سيوفيها ؟!

أم انه يطالب بحقوق قديمة لشعب ليبيا لدي ايطاليا . 7 مليارات – ليأخذها هو ويبددها كما بدد غير من ثروات شعب ليبيا . علي ارهابه ولهوه وأحلامه الغريبة في افريقيا تارة ومع مشاريع وهم الوحدة العربية تارة ومشاريع وهم وحدة مغاربية تارة . ومشاريع تحرير مسلمي الفلبين تارة . ومشاريع تحرير الهنود الحمر وتثوريهم ضد امريكا تارة ، ومشاريع محاربة الشيوعية في أفغانستان تارة ...!!!!؟
وكم عدد المليارات التي بددها القذافي علي الدعاية لكتابه القرمزي – نقصد : الأخضر – وما أسماه نظرية ثالثة ! وعالمية . يضحك من جهلها حتي : أشباه المثقفين وأنصاف المعلمين !

كم عدد المليارات . بل البلايين التي بددها القذافي علي تلك المشاريع من ثروات الشعب الليبي ؟!
ومتي سيعتذر القذافي لشعب ليبيا عن تبديد تلك البلايين من ثرواته وكيف سيعوضه عنها ومن اين سيعوضه ؟!
حتي الآن شعب ليبيا غير قادر علي انتزاع حقوقه من القذافي ، والمجتمع الدولي متهاون ..
ولكن اليوم خمر . وقد يكون للغد القريب : أمر ..

#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات