أجهزة الإعلام الكردية الرسمية غياب المهنية في ظل ميزانيات خيالية

هفال زاخويي

الحوار المتمدن-العدد: 2395 - 2008 / 9 / 5 - 09:58
المحور: الصحافة والاعلام
    

منذ ربيع عام 1991 بعد هزيمة صدام في عاصفة الصحراء واقليم كردستان يعيش حالة من الانفتاح على العالم فقد كان هذا الأقليم اول رقعة جغرافية من العراق يتزاحم بأجهزة الستلايت والهواتف الدولية النقالة وشبكة الأنترنيت ، ومن ضمن التطور الحاصل في الأقليم هو جانب الصحافة والإعلام ، فهناك عشرات الصحف والمجلات الى جانب مؤسسات اعلامية كبيرة من ضمنها ما يقارب من ست قنوات فضائية وعشرات القنوات المرئية والمسموعة المحلية ، بالطبع أغلبها حزبية تابعة للأحزاب الكبيرة ... تطور كمي هائل الى جانب فشل نوعي ملحوظ ، فلا زالت ثقافة الإعلام واستراتيجيتها شمولية رسمية مؤدلجة تعيش خارج دائرة القرن الحادي والعشرين .
يشهد أقليم كردستان دعماً منقطع النظير لأجهزة الإعلام الرسمية ( حزبية حكومية) مقابل صحافة ليبرالية خجولة غير مدعومة تواجهها الكثير من العقبات اغلبها قانونية ... لا ينكر دور الإعلام الرسمي في اقليم كردستان كنواة اولية ساهمت في اطلاق ثورة اعلامية ، لكن بالمقابل لا أحد بمقدوره ( ان كان يريد قول كلمة حق) ان ينكر مدى الضعف بل وحتى الفشل ( مع ان الفشل كلمة قد تكون جارحة) الذي يمتاز به الإعلام الرسمي الكردي حيث غياب المهنية وتهميش دور المبدعين من الإعلاميين والصحفيين الى جانب اهمال كل الدعوات المخلصة المنادية بإجراء اصلاحات حقيقية في الجهاز الإعلامي الرسمي الذي يستنزف أموال طائلة دون أن يكون لذلك مردود ايجابي .
لقد فشل هذا الجهاز الاعلامي الرسمي بما في ذلك الصحف الكردية الرسمية التي تصدر في بغداد في ايجاد خطاب اعلامي ليبرالي معقول يكون بمقدوره ايجاد حالة من التفاهم بين المواطن في الوسط والجنوب وبين نظيره في الأقليم بل لم تستطع هذه الأجهزة الإعلامية حتى من ايجاد لغة الحوار الثقافي بين مثقفي كردستان ومثقفي الوسط والجنوب فأين يكمن الخلل وماذا يفعل كبار مسؤولي الإعلام في الحزبين الرئيسيين الحاكمين في مكتبي (الإعلام المركزي)...؟! أين هي استراتيجيتهم الإعلامية ، وأين دور المبدعين في هذه المؤسسات الإعلامية ، والى متى يبقى كبار القادة الكرد يصرحون ( بأن هناك ضعفاً وغياباً للمهنية في الإعلام دون أن يكون لهم اجراء اصلاحي من خلال دراسة الحالة وبموضوعية وبعيداً عن املاءات اقطاب الاعلام الكردي الرسمي ...؟!)
في أكثر من مناسبة يؤكد السيد مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان ان هناك ضعفاً واضحاً يدب في جسد الإعلام الكردي الرسمي ، وهذه حقيقة وواقع حال ... لكن أين الإجراء الكفيل بإصلاح هذا الخلل مع بقاء القرار الإعلامي بيد نفس الوجوه الإعلامية التي تتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية في ما آل اليه الوضع الإعلامي الكردي الرسمي.
في الأزمة الأخيرة التي بدأت من كركوك ومرت بخانقين ولن تقف عندهما لم يستطع الإعلام الرسمي الكردي تحريك ساكن وافهام الجانب الآخر في الوسط والجنوب حقائق الأمور وحتى القسم العربي من برامج هذه الفضائيات والاذاعات والصحف اخفقت في ايجاد خطاب اعلامي وطني عراقي بمقدوره اقناع الطرف الآخر وايصال الحقيقة اليه بأن كل ما يحدث هو شأن وطني عراقي بحت وانه من المفترض التصدي وبهدوء وموضوعية لتلك الحملات المشبوهة في بعض أجهزة الاعلام المتطرفة التي حاولت تشويه صورة القضية الكردية ونعتهم بالانفصال والسعي لتقسيم العراق..
أجهزة الإعلام الرسمية الكردية بحاجة الى اصلاح حقيقي يبدأ من النظر في استراتيجيتها وخطابها الإعلامي وينتهي بجرأتها كي تتبنى النهج الليبرالي وتبتعد عن الأدلجة الحزبية كي يكون بمقدورها الإصطفاف في صف الإعلام العصري المنتمي الى القرن الحادي والعشرين.
( الأداء الإعلامي الكردي غير موفق وهذا أيضاً مؤسف) جواب للسيد مسعود بارزاني على سؤال لصحيفة الشرق الأوسط في 30/8/2008

#هفال_زاخويي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات