أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - إبتهال بليبل - حجاب الطفلة جريمة وعدواناً على طفولتها















المزيد.....

حجاب الطفلة جريمة وعدواناً على طفولتها


إبتهال بليبل

الحوار المتمدن-العدد: 2395 - 2008 / 9 / 5 - 03:02
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


يقال أن الحياد مستحيل ، ولا مفر للإنسان في هذا العالم ألا أن يكون طرفاً فيه ، العاصفة تلتهم أطفالنا وعمر أحلامهم ، والكل من حوله يصرون على محاولة تخديرهم لكي يسقطوا دون وجع ..إلى كل من ينجب طفل على أرض عربية أو إسلامية ، إلى كل أب مجرم في حق أطفاله ، لأنه يحاول تربيتهم على أرض الإسلام ، إلى كل أم تحاول ولادة طفلة ، هي مجرمة ومسؤولة عن حياتها لتعرضها للوأد في كنف الدين الإسلامي الجديد ..
اليوم استغربت عندما حاولت مناقشة موضوع حجاب الطفلة ، في مقر عملي مع مجموعة من الإعلاميين والكتاب ، حيث أشتد الحديث إلى درجة بات كل من دخل إلى حلقة نقاشنا أن ينفر من هذه الطريقة الجديدة في عملية وأد لبناتنا ، واستغربت أكثر عندما أكدت لي إعلامية وكاتبة معروفة ، أنها شاهدت طفلة ترتدي حجاب وعمرها لا يتجاوز أربع سنوات تلعب مع الأطفال خلعت جزء من بنطا لها وبقيت عارية ، فقالت لها لا يجوز ذلك ، حاولي ارتداء ملابسكِ فأنت محجبة أو اخلعي الحجاب ، فقالت الطفلة وهي تحاول ترتيب حجابها لا استطيع أبي يقول لي حرام ، الله يرميكِ في جهنم أن حاولتي خلعهُ ..
حقيقة لم أشعر بالشماتة ولكني شعرت بأنه قد يصير في وسع الفرد العربي الإسلامي أن يفهم حقيقة الوضع الذي زج بنفسهُ فيه والذي لم يكن ، يعي تماما مدى مخاطرهُ ، لقد تحالف الجهل مع بروتوكالات صهيونية لرسم صورة خاطئة لحقيقة الدين الإسلامي وصورة أخرى على أن الشعب العربي شعب متخلف وهذه هي طريقته في العيش ..
أن محاولة غصب الطفلة على ارتداء الحجاب وهي في عمر ثلاث سنوات ، وسيلة الأحياء الباقين لفهم المآزق الذي زجوا بأنفسهم فيه ، لعلهم يدركون أن لمغامراتهم هذه مخاطر حقيقية ، وإنها أسطورة تنعش أفكارهم لرؤية الأمور بغير منظارها الحقيقي ..
طفلة ترتدي الحجاب لأنه أنقضى ثلاث أعوام على ولادتها ، وتشبك ذراعها في ذراع والدتها لا لكي لا تفقدها في وسط الزحام ، وإنما خوفاُ يبرز من داخل أعماق هذه الطفلة بأن مصيرها مفقود ، لو رأيتموها وهي تسير كما لو أنها تسير في موكب يفجع براءتها وطفولتها ..
ولكن لماذا ؟؟؟
ونحن المسلمون الذين عرفنا بمدى صدق نبوءة نبينا ومدى سماحتهُ وأمانتهُ ومدى حبهُ للطفولة والأطفال ، لماذا تُسمون هذه الطريقة في تربية بناتنا طريقة صحيحة ، وكيف تبيحون لأنفسكم تشويه الدين الإسلامي بذلك ، ولو وعيتم لمدلول طريقتكم هذه لرفضتم العيش في إطاراتها الذليلة ، بناتنا أموات بلا نعش ، كل منهن طفلة ونعشها جسدها ، وموت طفولتها استمرار في ذلها ، ولن تنفع دموعها للتكفير عن معايشة العار إليكم مستقبلاً ، والصلوات أتلوها على أرواحكم مادامت حياتكم موتاُ مستمراً مخجلاً ..وعندما نقرأ عن تصرح وزير الثقافة المصري فاروق حسني بأنه ضد الحجاب القهري وأعتبر حجاب الطفلة جريمة وعدواناً على طفولتها وتأليب للطفلة علي جسدها وجاءت تصريحاته خلال حواره المباشر مع كتاب وإعلاميين عرب من مختلف أنحاء العالم في موقع جريدة العرب اليوم الأردنية . فقد أضاف لم أكن يوماً ضد الحجاب أو ضد أي نمط تختاره المرأة لمظهرها .. وإنما كنت وما زلت ضد الحجاب الذي يتم توظيفه لأهداف يأتي الدين والأخلاق في ذيل قائمتها .. وضد ذلك الحجاب القهري الذي تلبسه المرأة بعد تعرضها لحالة من الإرهاب الفكري والسلوكي لجماعات يعنيها صبغة المجتمع بأصباغ تتماثل وتوجهاتهم .. كذلك ضد ما يسمي النقاب الذي قد يخفي تحته الإرهاب والجريمة الجنائية فضلاً عن أنى أعتبر حجاب الطفلة جريمة وعدواناً على طفولتها وتأليب للطفلة علي جسدها ، إنها أفكار فيها استعباد واستبعاد للمرأة التي كرمها الله وجعل من الدين وأوامره ما يؤكد حريتها ودورها بينما يريد لها المتأسلمون غيابهما .
أجد نفسي اليوم أقول أن من السهل إصدار مثل هذه التصريحات ، ولكن ماهو الحل ؟ وكيف يكون ؟ وكيف نكف عن التصرف في كل مجال وفقاً لبعض المناهج التي تكرس سلبيتنا وتخاذلنا وتشجعنا على الانتهازية وإيجاد خطط للهرب من الحقائق .
ماذا يجدي الموقف ( الأنثوي ) من القضية ؟ وماذا يجدي الرثاء ؟ وماذا يجدي التنديد ؟ أجل ماذا تجدي أحبارنا وأقلامنا الغاضبة والمنكوبة والحزينة ؟ كل الكلمات في وقت كهذا أحسها كشفرة الحلاقة الحادة المغروسة في فمي ، لا استطيع التخلص منها بأي طريقة فهي في كل الحالات تمزقني وتجرحني ..
ليسقط القلب الذي لايتفق مع العقل في التخطيط ، ليسكت ، وليترك العقل يتكلم بعيداً عن رائحة جسد الطفلة الطاهرة المحروقة وشظاياها التي تلطخ وجوهكم جميعاً ..
أن هذه القضية ماهي إلا فتنة لأسطورة متحضرة لقلب الرجل العربي المتخلف ، والعالم يرمز إليكم بالوحشية ، والإعلام العالمي يكرس هذه الأسطورة لنواياهم الخبيثة المدفونة ضد الإسلام ، أنه يكرسها لفضح المزيد من النماذج الإرهابية باسم التخلف العربي .
وقليلاً من الكلام عن هذه القضية الكبيرة ، والتي هي ليست بديهيات بقدر ماهي حقائق ونحن نعرفها جيداً ..لقد شاهدت صور لكثير من النساء والتي تقوم أحداهن بالصراخ على طفلتها المتوشحة بغطاء الرأس وعمرها لا يتجاوز ثلاث سنوات ، لأنها تحاول إزاحته عن رأسها ، غير آبهة بالتشويش النفسي الذي تحدثهُ في نفسية هذه الطفلة البريئة الغضة ، أنها ترتكب خطا لا أنساني فادح ، وأذكر مرة أني قرأت في كتاب عن تظاهر عدد كبير من الأطفال احتجاجاً على ماسموه ( كراهية الكبار لنا ) وقد حمل كل طفل وطفلة لافته مكتوب عليها ( أنكم ايها الكبار تحبون الكلاب أكثر من الأطفال ) حيث طالب كل طفل وطفلة بالسماح لهم باللعب في الحدائق العامة ، أسوة بالكلاب ..
ولو نحاول الولوج في هذا الاحتجاج الذي حصل في ألمانيا الغربية ، ومحاولة التفكير ، بأنه لو حاول أطفالنا في العالم العربي ، الاحتجاج والتظاهر ماذا سيطلبون منا نحن الكبار ، وكيف سيكون الحال ، وماذا سيكتبون ؟
ربما ستطالب الطفلة ( الأنثى ) بالعيش كطفلة ولو لساعات ، وربما ستكتب على لافتتها ( ما هو ذنبي لكي أرتدي الحجاب وأنا لم أفطم بعد من ثدي أمي ؟ ) وربما أخرى ستكتب ( مامعنى الحجاب ؟ ) وغيرها ..
أن قضية لبس الطفلة للحجاب تحتاج العودة إلى أبجدياتها ، وفي حاجة إلى غرسها في نفوس أطفال الإسلام بشكل معرفة موضوعية ، يجب أن نعلم أطفالنا كل مانريد لا عن طريق الضغط الهمجي والقمع النفسي بصيغ العنف الإرهابي ، بل عن طريق مخطط واعي مدروس وخاضع تحت أشراف أساتذة علم نفس ..
أن الجيل الحالي نربيهم بطريقة بشعة متخلفة معتمة لتجهيلهم بكل معالم الدين الحقيقية وتوصلهم إلى غربة النفس قبل الانتماء ، لنخلق منه مهاجراً عن كل تراث وتاريخ وقيم ، عن وطنهُ ..
كما وكل السلبيات التي نمت في بيوت الدعارة ، وهروب الفتيات ، وكثرة أخطائهن ، وممارساتهن الغير أخلاقية ، يرجع إلى الضغط المسلط عليهن وهن أطفال ، وهذا يكثر في المجتمعات المتخلفة والتي تفتقد الكثير من المقاييس الصحيحة لتربية أطفالهم ..
ونتيجة لتلك التصرفات الهمجية من الآباء نبرهن للجميع كم نحن نكره أطفالنا ، أنكم أيها الآباء تلعبون أبشع دور بحق بناتكم ، هذه الأفكار البغيضة تُولد ضياع من نوع آخر يزيد حاجتنا إلى التنقية ، لقد استوردنا عيوب حضارات لا دخل لها بالإسلام ، ولم ننعم بشي من مزاياها ، وأصابنا وباء العنف واللا رحمة ، وليس لدينا بديل عن سقوط إسلاميتنا القديمة ولا نشهد نمو لصيغ جديدة له تتلاءم وطفرة مجتمعنا المرجوة وتقدمهُ وظروفهُ السياسية الحرجة التي لا مفر من مواجهتها ، وما نشهده اليوم ماهو إلا تعبير جديد وعصري عن صيغة من صيغ تخلفنا الإنساني ..
ولأنه لا حرية مع الجهل ولا أسلام مع العنف والقسوة والتخلف ، فقد مللنا من غرس سكاكينهم في أجساد بناتنا ، ليقتل الشر ، ويدعون أنهم بغرسها ماهو إلا طريقة لقتل ذلك الشر ، هذه المرة أقول ليغرس كل أب سكينهُ في أعماقه ، ولكي يبتعد عن الشبهات كما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) فلا يضاجع زوجتهُ ليلاً كي لا تحمل أنثى في أحشاءها ، فهذا تطبيق دقيق لقول رسولنا عن الابتعاد عن الشبهات ، والأنثى هي المقصودة هنا ...



#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى الرجال عذراُ هذه معاناتي كأنثى
- أيها الكُتاب كفاكم عبثاً بأحلامنا
- مأساة الوطن والذات
- شيزوفرانيا
- محراب جنونكَ ..
- أحاول الآن ، أن أترك لكم الاختيار ؟؟؟
- وزيرة المرأة الدكتورة نوال السامرائي ترفض التطرف المقيت لمفه ...
- أسطورة وثنية لرجل قديس ..
- برلمانية تهدي للعراقية..اكاليل من الأمل ينسكب بمنحنى الودق و ...
- رسامو الجدران .... فنانون أم مخربون ...
- من أنا؟! ماذا أريد أن أكون؟! وكيف؟!
- هموم أمراة ( الليلة الثانية )
- العدالة المطلقة
- أرهاب سحري ...
- من المسؤول .....عن جرائم القتل والخطف
- هموم أمراة ..( اليوم الاول )
- عبث أمراة ...
- حذار من أحتراق أوراقنا مرة أخرى
- الديمقراطية سمكة غربية استحالت حوتاً
- عربة مجهولة الملامح


المزيد.....




- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...
- صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي ...
- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...
- مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا ...
- اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات ...
- اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
- ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - إبتهال بليبل - حجاب الطفلة جريمة وعدواناً على طفولتها