أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - علاء اللامي - ثقافة الذبح العشائرية : و نقتل الأكراد مجانا..!!















المزيد.....

ثقافة الذبح العشائرية : و نقتل الأكراد مجانا..!!


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 142 - 2002 / 5 / 26 - 20:47
المحور: القضية الكردية
    


  نشرت جريدة عربية واسعة الانتشار هي " الحياة "  في عددها 12/5/2002 تحقيقا صحافيا مطولا خصصت له صفحة كاملة تضمن ما قالت الجريدة إنها ذكريات واعترافات  وردت على لسان أحد الضباط العراقيين المنتسبين الى عشيرة الرئيس  صدام حسين وهو مقيم الآن  في مدينة عمان بعد هربه من العراق . والغريب أن الجريدة لم تذكر اسم هذا الضابط ولم تنشر له صورة . ومع ذلك فقد آثرنا التعليق على هذا الموضوع  دفاعا عن شعب بكامله تريد البعض الشطب على منظومته الأخلاقية وتراثه الإنساني بحجة وجود هذا الجلاد أو ذاك من هذه العشيرة أو تلك  :                                                                                                   

   بعد أن خاض طويلا في دماء الناس ، وسرق الأبيض والأصفر من ثروة العراق  . بعد أن داس على رقاب  الشرفاء ،ونفذ أوامر أسياده ومربيه، فصار بطلا  جسورا على معتقل أعزل هده التعذيب ، وأسدا هصورا على فتاة مسكينة أخرسها الجوع ورعب  الاغتصاب . بعد أن كذب " مناضلنا الهارب " ونافق وقتل وشرد وتجسس ووشى وأذل واغتصب وخان وغدر،  بعد أن مارس جميع الأفعال الشيطانية والذئبية والبشرية  وحانت له فرصة لا يجود الدهر بمثلها مرتين ، قفز من سفينة الدكتاتورية السوداء الموشكة على الغرق في لجج العار والدم واعتقد أنه نجا  . وبعد أن حطت به الرحال في إحدى محطات " المنفى " و هي مقهى واسع على هيئة مدينة أو مدينة صغيرة تعتاش على مصائب الآخرين على هيئة مقهى  للدجالين والطفيليين تدعى عمان ،  وقد وصل " المحاضر المنفي " في ربع الساعة الأخير  قبل  يوم القيامة ، فهرع إليه  الصحافيون والباحثون يسألونه عن تفاصيل الحياة في مملكة العذاب والأسرار فماذا قال الضابط القادم توا من قلب عشيرة السلطة :

 حدثهم  عن دروسه الأولى في فن الدماء والذبح وكيف طلب من عمه أن يذبح دجاجة  وهو مازال طفلا في الرابعة ، وحدثهم عن  تدريباته وهو في السادسة  على  إطلاق الرصاص من بندقية "البرنو" الطويلة الثقيلة ذات الارتجاع العنيف مشيرا الى إنها نفس البندقية التي يحملها رئيسه في احتفالات ذكرى " تدمير أمريكا" و"تحرير فلسطين" و" استرجاع عربستان والاسكندرونة وسبتة و مليلة "!! حدثهم عن عشيرته في تكريت وعن دار جده الكبيرة والمضافة المهيبة التي علقت على (  جدرانها سيوف ودروع الأجداد) وأُفعم هواؤها بذكريات المجد و ( قصص الفروسية واحتراف سرقة  القوافل)  والتفاخر ( باغتصاب زوجات الأغيار )وذبح ماشيتهم وتحريق بيوتهم وحقولهم وصولا الى عصر الأحزاب الحديثة القشرة و  المنقلبة عن العشيرة الدموية والمناضلة تحت شعار يقول ( الانتقام هو التقنية الفعالة للاستمرار ) .

حدثهم مفصلا عن فدية القتيل من العشيرة الأخرى وعن درجات آدمية هذا القتيل أو ذاك ، وكيف أن القتيل إذا كان كرديا أو كلدانيا فلا فدية له (فقد كنا نقتل الأكراد بالمجان ) ! نعم إنهم يتسلون بقتل الأكراد في الشمال والعرب في الجنوب لأن هذه المخلوقات  لم تتناسل  مثلهم  من مجمع الآلهة المقدس والذي نقل بقرار من القيادة القومية من عاصمة الإغريق " أثينا" الى تكريت ، ناسيا أن سيده الأكبر وحامل البرنو الأمهر اعترف أن عشيرتهم ذاتها هربت باتجاه الشمال ذات مرة بعد هزمت هزيمة قاسية واحتمت بعشيرة الطالبانيين الأكراد فقام الأكراد بواجبهم  الإنساني  خير قيام   .  

 و حدثهم الضابط المغوار عن ( تقبيل أطفال العشيرة  ليد الميت  قبل الدفن  لتجفيف العواطف )  وعن احتقار المرأة ( الحرمة التي مهمتها نسج الحصران ) من الخوص وطهي الطعام  حيث ( البيت  حياتها وقبرها ) . حدثهم عن كل هذا وغيره ، ولكنه لم يحدثهم عن  مدن أخرى في الوطن الذي جاء منه هذا الرجل الطاعون . عن مدن أعطت للتاريخ شعراء  عظماء كالسياب والجواهري والبياتي وسعدي يوسف والرصافي وصفي الدين الحلي  وعن عشائر أخرى  لم تحترف سرقة القوافل والاغتصاب والتحريق بل احترفت القتال ضد الغزاة البريطانيين  في الدغارة والعارضيات وتل أعفر والزيبار  والرارنجية والشعيبة والعمارة والكوت. ولم يحدثهم عن رجال آخرين من تكريت ذاتها خرجوا على ثقافة ذبح الأخ في الدين  أو النظير في الخلقة  فانحازوا الى الآدمية وتمردوا على الحزبية البهيمية ..

  حدثهم  عن " ثقافته " هذا الذباح القادم من عتمة القرون الخوالي ، حين كان  الفرق الوحيد  بين الآدمي والبهيمة هو الوقوف عموديا  ونسي المحدث  أن الفأر الهارب من سفينة القراصنة الموشكة على الغرق سيظل فأرا حتى لو بلغ أبعد مرفأ في القطب الشمالي وسيأتي اليوم الذي ينقرض فيه نسله نسل الذباحين كما انقرض من قبل نسل الديناصورات مع الاعتذار لجميع الديناصورات المنقرضة لأنها تظل في ميزان الأخلاق  أشرف من أي فأر بشري قاتل.

 

ملحوظة : العبارات الموضوعة بين قوسين مأخوذة حرفيا من تصريحات الضابط الهارب في التحقيق الصحافي المشار إليه في مقدمة المقالة .

 



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لتكن "كركوك" أنموذجا لعراق المستقبل والسلام والمواطنة الحقة
- بعد السماح للعراق باستيراد الفؤوس والرماح : هل سينتهي العراق ...
- الإسلامي "عبد الله نمر درويش " والتنازل عن حق العودة :لمصلحة ...
- حول دعوة وفيق السامرائي لتوطين الفلسطينيين في العراق: الهاجس ...
- هل يبحث صدام عن الشهرة حقا؟
- أخلاقيات العمل المقاوم واستهداف المدنيين الأبرياء .
- جلاد مقاديشو هل يصنع السلام في فلسطين ؟
- هوامش على دفتر المذبحة
- الحوار الكردي الفلسطيني
- لم يبقَ إلا مطالبة شارون بقطع العلاقات مع الدول العربية !
- الهاتف الرئاسي العربي بمواجهة دبابة مركافاه الصهيونية
- مغامرة التأسيس والريادة في رواية السيرة العراقية : في مواجهة ...
- من "ورقة الأمير فهد " الى " تصريحات الأمير عبد الله "
- خطاب العقيد القذافي الأخير :لا جديد تحت شمس العقيد !
- مناقشة لآراء " غراهام فولر" حول نهاية النظام العراقي
- الإسلام السياسي وإشكاليات الديموقراطية السياسية المعاصرة
- - بغدادُ ترتقي الجُلجُلة- فصلان من مسرحية عراقية جديدة عن ال ...
- لغة التعميمات سلاح ذو حدين
- قراءة في نداء حركة المجتمع المدني العراقي
- التوازن الهشّ بين اليسار الجذري واليمين الليبرالي


المزيد.....




- إسرائيل تقصر الاعتقال الإداري على الفلسطينيين دون المستوطنين ...
- بين فرح وصدمة.. شاهد ما قاله فلسطينيون وإسرائيليون عن مذكرات ...
- عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بحرب الإبادة في غزة ولبن ...
- 2024 يشهد أكبر خسارة في تاريخ الإغاثة الإنسانية: 281 قتيلا و ...
- خبراء: الجنائية الدولية لديها مذكرة اعتقال سرية لشخصيات إسرا ...
- القيادي في حماس خليل الحية: لماذا يجب علينا إعادة الأسرى في ...
- شاهد.. حصيلة قتلى موظفي الإغاثة بعام 2024 وأغلبهم بغزة
- السفير عمرو حلمي يكتب: المحكمة الجنائية الدولية وتحديات اعتق ...
- -بحوادث متفرقة-.. الداخلية السعودية تعلن اعتقال 7 أشخاص من 4 ...
- فنلندا تعيد استقبال اللاجئين لعام 2025 بعد اتهامات بالتمييز ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - علاء اللامي - ثقافة الذبح العشائرية : و نقتل الأكراد مجانا..!!