طويل جدا ذلك التاريخ المفجع مابين ( الشباطين ) ، 8 شباط 1963 يوم ترجل القتلة من سقط المتاع من حثالة البشر، وأراذل الناس الدبابة الأمريكية ، و( برشاشات بورسعيد ) ، ليغتالوا ثورة 14 تموز وقائدها الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم وخيرة أبناء الشعب العراقي من الشيوعيين والوطنيين العراقيين ، ليسنوا منذ ذلك الحين شريعة الغاب في العراق ، وبين يومنا الحالي حيث قبر البعث إلى الأبد ، وعلى يد أسياده ، وأصبحت الفاشية في خبر كان .
والدرس المهم الذي يجب الأخذ به ، هو تجنب كل الإخفاقات في العلاقات الوطنية التي كانت المسبب الحقيقي لإغتيال ثورة 14 تموز ، بالتهاون مع العدو المشترك لكل القوى الوطنية العراقية ، وترك المجال أمامه واسعا للحركة والمناورة . كذلك غياب مقولة الثواب والعقاب ، التي كانت سببا رئيسيا مهما ، بسبب من اعتناق الزعيم بطريقة خاطئة مقولة (الرحمة فوق القانون ) ، وتطبيقها ضمن مقولة ( عفا الله عما سلف ) .
لذا فالدروس المستقاة من سقوط الحكم الوطني في 8 شباط 1963 ، يجب أن تكون كجرس إنذار لجميع القوى الوطنية والدينية العراقية ، لعدم تكرار ما حصل في ظرفنا الراهن ، وذلك بالعمل على تمتين العلاقات الأخوية بين جميع الفصائل العراقية المتحالفة ، وحل كل الإشكالات في جو من الحوار الأخوي البناء ، ووضع مصلحة العراق في مقدمة المصالح الحزبية والفئوية ، وحث المواطنين على ملاحقة كل الخارجين على القانون ، وبقايا البعثيين ، والعرب الوافدين من مجرمي القاعدة ، وتقديمهم للعدالة العراقية ، وعدم التهاون مع المقصرين ، والإنتهازيين ، والنفعيين .
وقد تحققت مقولة ( البقاء للأصلح ) ، وذهب البعث بجرائمه ، وقتلته ، وتاريخهم المشين ، وبقي الشعب العراقي ، صانعا للتاريخ الذي زوره البعثيين ، ورادعا للقتلة ومصاصي دماء الشعب .
وها هي رايات العراقيين ترتفع عاليا ، بينما يقبع القتلة والجواسيس في المعتقلات انتظارا ليوم الحساب العظيم ، وسقطت راية حزبهم في مزابل التاريخ .
* كاتب وصحفي - النمسا