|
حذاري من المعاهده العراقية الامريكيه
زكي فرحان الخميسي
الحوار المتمدن-العدد: 2394 - 2008 / 9 / 4 - 02:08
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
أبتلى العراق و منذ تاسيس الحكومه الوطنيه الملكيه( 1921) و ما قبلها بعدة معاهدات و أتفاقيات جائره ، تطرقت لها مجموعه كبيرة من المؤرخين و السياسين والباحثين (حنا بطاطو ، عزيز سباهي ، قيس الياسري وكل الاحزاب الوطنيه) و تناقلتها الصحافه، بدءا من معاهدة ( 1930) الأسترقاقيه الجائرة التي سمحت بموجبها لبريطانيه تواجداً عسكريا دائما وبناء قواعد جويه، كما تضمنت اشراف بريطانيا على الشئون السياسيه ، و الزام العراق بقيام الجيش العراقي بمعاونة بريطانيا في اية حرب تشنها ، بالاضافه الى الهيمنه على تنظيم و التسليح وتدريب القطعات العسكريه ، وكان قد وقعها عن الحكومه العراقيه نوري السعيد رئيس مجلس الوزراء ، و صادق عليها مجلس نواب مزيف معين ، و عن الحكومه البريطانيه المفاوض فرنسيس هنري المعتمد السامى في العراق .
جوبهت هذة المعاهدة في حينه بالرفض الشعبي الواسع والمظاهرات ، و من المعارضه السياسيه و الاحزاب الوطنيه ،قادها الزعيم الوطني جعفر ابو التمن ، وفي عام( 1946) وقع صالح جبر رئيس وزراء العراق حينذاك ، معاهدة مجحفه مع تركيا عميلة امريكا يسمح للاولى بالتدخل في شئون العراق العسكريه و التجاريه و الاقتصاديه والمائيه ،وبناء خزانات ماء في الاراضي التركيه على نفقه الحكومه العراقيه وغيرها من البنود المجحفه ،
تصدى الحزب الشيوعي العراق لهذة الاتفاقيه المهينه بالمظاهرات و الاحتجاجات، ونشر في جريدته( ألقاعدة ) بنودها الاستعماريه المشينه و التي تمس كرامه الوطن وسيادته ، و في عام (1947) وقع العراق معاهدة (الاتحاد الهاشمي) مع الاردن والاخير كان آنذاك محميه بريطانيا، و في عام( 1948 ) بدلت الحكومه العراقيه معاهدة(1930) مع بريطانيا بمعاهدة بورتسموث الاستعماريه ،و قعها صالح جبر رئيس الوزراء، و أرنست بيفن وزير الخارجيه البريطانيه حينذاك حيث قال (أننا -- أي الانكليز – لا نرغب في السيطرة عليكم و لكن نرغب في البقاء للدفاع عنكم و عن انفسنا في وقت واحد ، ولو كان بامكاننا الخروج لخرجنا الان ، وان المصلحه الدوليه تتطلب بقاء القواعد هنا – أي في العراق) . انتهى قول الوزير البريطاني بيفن .
كانت المفاوضات تجري سرا بدون علم الشعب العراقي ، وعندما نشرت نصوص المعاهدة الاستعماريه، قامت الاحتجاجات العنيفه و المظاهرات الصاخبه، و عطلت الكليات و المدارس و اغلقت المحال التجاريه احتجاجا على سقوط قتلى و جرحى ،وشكل الشيوعيون لجنه من ، حزب الشعب، عزيز شريف، و الجناح التقدمى من الوطني الديمقراطي، كامل قزانجي، و حزب الاتحاد الكردستاني ، جلال الطالباني ، لقيادة المظاهرات التي عمت جميع المدن العراقيه ، و اعلن العمال الاضراب السياسي و قد تحولت الوثبه الى ما يشبه الثورة ، الغيت المعاهدة وسقطت وزارة صالح جبر بفعل جماهير الشعب الغاضبه في وثبه كانون الثاني المجيدة ، وحل المجلس النيابي، و في عام(1955 ) وقع نوري السعيد معاهدة حلف عسكري مع تركيا سمي حلف بغداد ومن الجانب التركي وقعها عدنان مندرس ثم انضمت اليها لاحقا كل من ايران و باكستان وبريطانيا و امريكا ، و في خضم الاحتقان السياسي انطلقت المظاهرات الصاخبه في عموم العراق ، قالت جريدة الحزب الشيوعي العراقي، (القاعدة)، الصادرة في أيار(1955 ) (لقد تم رسميا عقد اكبر صفقه واخطر مؤامرة على العرب و على العراق،،، والتي تقضي بنودها صراحه بتسخير اراضي العراق لأغراض العدوان ،،،و اخضعت مرة اخرى سياسه العراق الخارجيه والداخليه الى سياسه المستعمرين الانكليز ،،، وان المعاهدة تبقي في الجوهر نفس العلاقات الرجعيه القائمه على اساس ضمان مصالح الاحتكارات النفطيه و فتح الباب امام اعداد اخرى من الشركات لنهب ثروات البلاد وقمع مقاومه الشعب بالقوة ) انتهت مقولة جريدة الحزب الشيوعي العراقي ( القاعده ) .
واليوم تدور تجاذبات و نقاشات و تصريحات من هذا المسئول او ذاك عن عزم الحكومه أبرام معاهدة مع الامريكان طويله ألأمد، للخروج من البند السابع، حتى ترفع عن العراق وصايه الاحتلال، و اطلاق حريه الاموال العراقيه المقيدة في البنوك الامريكيه، ورفع الحصانه عن المخالفات التي يرتكبها الجيش الامريكي و افراد شركات الحمايه ، و بسط كامل السيادة على الارض والجو،
تشير الناشطه السياسيه ، مريم الريس،( هناك بنداً موقعا من قبل الحاكم المدني،بريمر، نصه ان القوات الامريكيه تتمتع بالحصانه الكامله حتى خروج آخر جندي امريكي من العراق أو تسلم السيادة الى حكومه منتخبه والعجيب ان الحكومه و البرلمان لم يشرعا بنقض القرار رغم انه انتفى مفعوله منذ اكثر من عامين و هذا البند يعتبر اخطر من البند السابع) ومع هذا فان حكومه المالكى ، لم تنشر بنود المعاهدة لكي يناقشها البرلمان و يطلع عليها الشعب ، رغم ان هناك من السياسين المقربين من الحكومه لديهم تحفظ عليها لمساسها بالسيادة الوطنيه وانها غير متكافئه منها على سبيل المثال بقاء النفوذ الامريكي و التدخل في شئون العراق السياسيه، وبناء قواعد عسكريه دائمه ، واستحواذها على الامتيازات و الصادرات النفطيه وتاجيج الطائفيه و تقليص التوجهات الديمقراطيه والمناكفه مع دول الجوار وعدم الاستقرار و غيرها من الاحاديث ، ومع ذلك فقد صرح وزير الخارجيه،هوشيار الزيباري ،ان المعاهدة ستوقع قريبا ، خلاف ما صرح به المالكي اثناء وجودة في دوله ألأمارات اذ قال اننا نرفض المعاهدة اذا كانت تمس السيادة ونحاول تعديل الاتفاقيه و جدوله أنسحاب القوات و هو يهدأ من توجس و خوف المواطنين منها .
لقد أبتلى الشعب العراقي بالمعاهدات الاستعماريه الاستبداديه الجائرة و التي أفقرته عقودا من الزمن، وهدرت من اجل الفائها دماءً غزيرة و طاهرة في سبيل نيل حريته وضمان سيادة اراضيه و استقلاله و الحفاظ على ثراوته من النهب و السرقه و هناك من يجمل صورة المعاهدة، وربما من مصلحه ذاتيه مع الامريكان ،فالمراجع الدينيه ترفضها كما تدعي ،وكذلك القوى الديمقراطيه والوطنيه اللبراليه وقد وصفتها بالمهينه. كما صرحت من خلال صحفها ، وفي ذات الوقت نرى ان المفاوض الامريكي يلوح مرة بالترهيب ومرة اخرى بالترغيب ،وأذا فشلت المفاوضات، ستجمد جميع اموال العراق في الخارج و سيطالٍٍِِب بجميع الديون المترتبه عليه، ويقول (مكين) مرشح الجمهورين ،أذا فزت في الانتخابات سيبقى الجيش الامريكي مدة تصل الى مئه عام، بمعنى ان العراق و شعبه و نفطه و ارضه سيبقى مرتهن( بفتح الهاء) بيد الامريكان الى اجل غير محدد .
المطلوب من الحكومه الان ان تطلع الشعب و مجلس النواب على كامل مواد وفصول الاتفاقيه و ملحقاتها ، و سؤالي التالي هل من الممكن التريث لحين آخر ؟؟. وبكلمة اخرى عندما تصبح ظروف البلد طبيعيه ومتوازنه !! ؟؟( و يا دار ما دخلج شر)
يقول ماركس ( أن التاريخ لا يعيد نفسه، أن فعل ،فسيكون في الاولى مأساة ،و في الثانيه ملهاة ) و يقول، مارتن لوثر ( لا يستطيع احد ركوب ظهرك،،الا اذا كنت منحنيا ) ،، حذاري ،!!
#زكي_فرحان_الخميسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ثورة 14 تموز كما شاهدتها
المزيد.....
-
أشرف عبدالباقي وابنته زينة من العرض الخاص لفيلمها -مين يصدق-
...
-
لبنان.. ما هو القرار 1701 ودوره بوقف إطلاق النار بين الجيش ا
...
-
ملابسات انتحار أسطول والملجأ الأخير إلى أكبر قاعدة بحرية عرب
...
-
شي: سنواصل العمل مع المجتمع الدولي لوقف القتال في غزة
-
لبنان.. بدء إزالة آثار القصف الإسرائيلي وعودة الأهالي إلى أم
...
-
السعودية تحذر مواطنيها من -أمطار وسيول- وتدعو للبقاء في -أما
...
-
الحكومة الألمانية توافق على مبيعات أسلحة لإسرائيل بـ131 مليو
...
-
بعد التهديدات الإسرائيلية.. مقتدى الصدر يصدر 4 أوامر لـ-سراي
...
-
ماسك يعلق على طلب بايدن تخصيص أموال إضافية لكييف
-
لافروف: التصعيد المستمر في الشرق الأوسط ناجم عن نهج إسرائيل
...
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|