تاج السر عثمان
الحوار المتمدن-العدد: 2399 - 2008 / 9 / 9 - 07:33
المحور:
الادارة و الاقتصاد
وفي ختام هذه الحلقات عن الجذور التاريخية للتهميش ، نلاحظ إتساع مفهوم التهميش الذي أصبح يشمل كل المناطق الطرفية بالبلاد والتي تحيط بالمركز إحاطة السوار بالمعصم ، إن التهميش هو نتاج تطور تاريخي ترجع جذوره إلي حضارات سودان النيل القديمة والممالك النوبية المسيحية وسلطنة سنار ، كما تم تعميق هذه التهميش في فترة الحكم التركي وفترة الاستعمار البريطاني والذي خلق تنمية غير متوازنة وعزل المناطق المهمشة بإدخالها في قانون المناطق المقفولة وبعد الاستقلال لم تحل قضايا التهميش ، كما نلاحظ وحدة قبائل السودان رغم تنوعها في مقاومة القهر والظلم ضد الأنظمة الاستعمارية والأنظمة الديكتاتورية بعد الاستقلال .
أن الانفجار النوعي الحالي في أطراف البلاد هو نتاج تراكم كمي من المظالم والقهر وإهمال تنمية تلك المناطق والإحساس بضرورة الحكم الذاتي وإحداث التنمية في ظروف تحول ديمقراطي تشارك فيه جماهير تلك المناطق، واقتسام السلطة والثروة.
علي أن مفهوم التهميش اتسع بعد سياسة الإنقاذ التي شردت الآلاف من أعمالهم وانهارت المشاريع الصناعية والزراعية التي أدت إلي الهجرة داخل وخارج البلاد . وتركزت السلطة والثروة في يد قلة، وتعمق الفقر في البلاد حتى أصبح يشمل 94% من سكان البلاد.
كما أن سياسة الإنقاذ الأحادية عمقت التهميش الثقافي واللغوي والديني والأثني ، مما أدي إلى انفجار الحركات المسلحة في الجنوب ودارفور والشرق ، حتى تم توقيع اتفاق السلام في نيفاشا في 26/5/2004م والذي أكد علي ضرورة الاعتراف بالتنوع الثقافي والديني واللغوي والثقافي الأثني .
كما أصبح مفهوم التهميش يشمل الاضطهاد الطبقي والقومي والأثني والديني واضطهاد المرأة كجنس ... الخ.
وأن الصراع ضد التهميش يعني القضاء علي كل أشكال الاستغلال والاضطهاد والاستبداد والتمييز الجنسي والأثني والديني وإقامة ديمقراطية حقيقية بإبعادها الشاملة : الاقتصادية والسياسية والثقافية واحترام الإنسان بوصفه اكرم الكائنات.
#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟