أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبدالمنعم الاعسم - كامل شياع وحموضة المثقفين العرب














المزيد.....

كامل شياع وحموضة المثقفين العرب


عبدالمنعم الاعسم

الحوار المتمدن-العدد: 2394 - 2008 / 9 / 4 - 09:11
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


من غير المعقول ان لا يثير اغتيال مثقف وباحث عراقي مرموق مثل، كامل شياع، احتجاج ادباء ومثقفي العالم العربي ومنظماتهم واعلامهم، وان لا نشاهد رفة عين، او نسمع اسفا او رثاء، وحتى "مجاملة" تقتضيها اداب المواساة حيال حدث هز وجدان مثقفي العالم فوقعوا على بركة دمه الساخنة، باسم منظمة الثقافة والتربية الدولية (اليونسكو) التابعة للامم المتحدة احتجاجا مدويا.
في مجلس عزاء الكاتب الراحل في لندن هذا الاسبوع شارك كتاب وصحفيون عرب شجعان لا يزيدون على عدد اصابع اليد الواحدة، وفي صفحات ثقافية لعدد من الصحف العربية (لا تزيد عن ست صحف حسب تنقيبي) نُشرت تعليقات خجولة، بعضها من دون توقيع، وبعضها الاخر باسماء غير معروفة، والبعض الثالث كأنه لم يقل شيئا، وحين سألت صديقا فلسطينيا، باحتجاج، عن هذه الحموضة الثقافية العربية المخزية قال لي: هذه ثقافة هزمت نفسها منذ ان راهنت على السلاح والشعارات، وتوزعت على موائد الانظمة وتيارات الاسلام التكفيري والمتطرف، وقد ذكرني بهجاء محمود درويش لاولئك المثقفين "الصوتيين" العرب في مرثيته الى ممدوح عدوان، بالقول انهم "يتقنون تسمية الآلهة، ولا يقوون على تسمية الضحايا.. يأنفون من الانتباه الى دم مسفوك على طريق المعراج، ويسرفون في التحديق الى غيمة عابرة في سماء طروادة، لأن الدم قد يلطخ نقاء الحداثة المتخيلة".
وفي اتصال بكاتب سوداني نزيه لفت نظري الى ان الكثير من الادباء العرب قد يشعرون بالامتعاض والغضب حيال مقتل كاتب عراقي كبير مثل كامل شياع، لكنهم ينأون عن التعبير عن هذا الشعور، اولا، خشية تيار الهمجية الجارف في الساحة العربية، وثانيا، امتناع الاقنية والصحافة العربيةعن نشر وجهات نظر منصفة بالنسبة للعراق، وثالثا، ما له علاقة بالموقف من "النوع" المعرفي الذي يمثله كامل شياع مما يطرح بديلا عن السائد الثقافي العربي المتواطئ والضائع.
على ان هذا ليس سوى فاصلة واحدة، على سطح الحال الثقافي العربي المنزلق الى خيانة المسؤولية، فان فصول الحصار العربي للعراق، في المجال الثقافي، وبخاصة ما تعلق بفضيحة تعليق عضوية اتحاد الادباء العراقيين في اتحاد الادباء العرب، والتأويلات الجاهلية لهذا الموقف، كشف عن انحطاط مريع في مكانة المثقفين والثقافة العربية، وأشّر الى صورة محبطة لمستقبل هذه الثقافة.
وليس من دون مغزى ان يلاحظ كاتب عربي هو جورج قرم تحوّل المثقفين العرب الى "رموز سياسية محضة، كتاباتهم في غالبيتها صحفية الطابع، تهتم فقط بالحدث اليومي وتؤوله حسب اهوائها". اما الباحث التونسي المعروف هشام جعيط فقد قرر القول ان "الوضع العام في الدولة وفي المجتمع لا يشجع إطلاقا على المعرفة والبحث والتفكير، وأذهب إلى ما هو أبعد من ذلك وأقول إنه لا وجود لمثقف عربي باستثناء قلة قليلة جدا، ولا وجود لمفكرين، وذلك لان همهم الأول هو ادعاء التفكير فيما هو سياسي".
ان دم كامل شياع، هو الاخر، سجل شهادة بوفاة المثقف العربي الطليعي الذي لا يخاف.

ـــــــــــــــــ
كلام مفيد
"أنعي لكم.. أنعي لكم
نهايةَ الفكرِ الذي قادَ إلى الهزيمة".

نزار قباني



#عبدالمنعم_الاعسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوميديا.. .. هذا ما يجري بالضبط
- كركوك.. شهادة في الازمة والخلفيات
- في جدلية التوافق السياسي
- ما لم يقله رواندوزي .. في الاخطاء السياسية الكردية
- قطيع بلحى.. ودشاديش قصيرة
- الايزيديون.. رسالة الى العالم
- سياسة.. وراء طبول الحرب الدينية
- آخر القوميين الوحوش
- حركة- في مهب الريح
- 11سبتمبر.. نعي العقل
- العَلم والسيادة.. بهدوء
- بشرى الخليل..رواية رثة
- الزعيق لا يصنع سياسة
- اليسار العالمي.. مأزق خيار رد الفعل
- دموع السنيورة
- المندائيون والسلام الاهلي
- الخطاب الطائفي..من اين؟ الى اين؟
- حذار..انها وليمة مسمومة
- مرثية الى عمال فرن الكاظمية
- ثلاث جولات دردشة مع شوفيني


المزيد.....




- مصر: الدولار يسجل أعلى مستوى أمام الجنيه منذ التعويم.. ومصرف ...
- مدينة أمريكية تستقبل 2025 بنسف فندق.. ما علاقة صدام حسين وإي ...
- الطيران الروسي يشن غارة قوية على تجمع للقوات الأوكرانية في ز ...
- استراتيجية جديدة لتكوين عادات جيدة والتخلص من السيئة
- كتائب القسام تعلن عن إيقاع جنود إسرائيليين بين قتيل وجريح به ...
- الجيشان المصري والسعودي يختتمان تدريبات -السهم الثاقب- برماي ...
- -التلغراف-: طلب لزيلينسكي يثير غضب البريطانيين وسخريتهم
- أنور قرقاش: ستبقى الإمارات دار الأمان وواحة الاستقرار
- سابقة تاريخية.. الشيوخ المصري يرفع الحصانة عن رئيس رابطة الأ ...
- منذ الصباح.. -حزب الله- يشن هجمات صاروخية متواصلة وغير مسبوق ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبدالمنعم الاعسم - كامل شياع وحموضة المثقفين العرب