أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حامد الحمداني - في الذكرى الحادية والأربعين لأغتيال ثورة 14 تموز وقائدها الشهيد عبد الكريم قاسم والشهداء الوطنيين الأبرار















المزيد.....

في الذكرى الحادية والأربعين لأغتيال ثورة 14 تموز وقائدها الشهيد عبد الكريم قاسم والشهداء الوطنيين الأبرار


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 739 - 2004 / 2 / 9 - 07:03
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


  تمر هذا اليوم الذكرى الحادية والأربعين لوقوع انقلاب 8 شباط 1963، ذلك الانقلاب الدموي الذي لا تزال أحداثه المؤلمة ماثلة أمام ناظري في ذلك اليوم المشؤوم ،وخلال الأشهر التسعة التي حكم حزب الفاشيين البعثيين العراق مارس هؤلاء الانقلابيون وحلفائهم مدعي القومية العربية أبشع المذابح الدموية التي ذهب ضحيتها خيرة أبناء شعبنا الوطنيين وفي المقدمة منهم قائد ثورة الرابع عشر من تموز الشهيد عبد الكريم قاسم وصحبه الأبرار ، وسائر الوطنيين الذين دعموا وساندوا ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة عام 1958 ،وفي المقدمة منهم الحزب الشيوعي العراقي الذي نكل الفاشت بقياداته وكوادره وقواعده وحتى أصدقائه أبشع تنكيل ، حيث قضى الآلاف منهم تحت التعذيب البشع على أيدي تلك الزمرة المجرمة وهيئتها التحقيقية التي كان يقودها كل من المجرمين[ ناظم كزار] و[عمار علوش] و[خالد طبرة] و[عباس الخفاجي] من المدنيين ،و[طه الشكرجي ] و[حازم الصباغ ] و[طه حمو] من العسكريين .
هؤلاء القتلة الذين كانوا يمارسون عمليات القتل والتعذيب بحق الوطنيين عسكريين ومدنيين ليل نهار في مقر محكمة الشعب السابقة ،وفي سجن رقم واحد العسكري في معسكر الرشيد .
ولقد أفلح قادة الانقلاب في خداع أبناء شعبنا عند تنفيذ انقلابهم المدعوم من الإمبريالية برفع صور الزعيم عبد الكريم قاسم على دباباتهم المتوجهة إلى مقره في وزارة الدفاع إدراكاً منهم بتعلق الشعب العراقي بثورة 14 تموز وقائدها الأمين .
وما أن تمكنت تلك العصابة الآثمة من الوصول بدباباتها إلى محيط وزارة الدفاع حتى قامت بفتح نيران رشاشاتها ومدافعها على الوطنيين المتجمعين أمام وزارة الدفاع تأييداً لعبد الكريم قاسم وثورة 14 تموز ،ثم التفتوا إلى إمطار وزارة الدفاع بوابل من مدافع دباباتهم ، وقامت طائرات يقودها ضباطاً بعثيون بقصفها بهدف السيطرة عليها والقضاء على القوات المتواجدة فيها والزعيم عبد الكريم قاسم ورفاقه الضباط الأحرار وفي مقدمتهم كل من الشهداء الزعيم [وصفي طاهر] والزعيم [فاضل عباس المهداوي] والزعيم [طه الشيخ أحمد] والزعيم [عبد الكريم الجدة] ، وكان اغتيال الزعيم الطيار الشهيد [جلال الأوقاتي] قائد القوة الجوية في مقدمة أهداف الإنقلابيين حيث جرى اغتياله صبيحة ذلك اليوم المشؤوم.
واستطاع الانقلابيون خدع الزعيم عبد الكريم قاسم لغرض استسلامه ، ولعب الصحفي الانتهازي والخائن [ يونس الطائي ]صاحب جريدة الثورة الذي قربه منه عبد الكريم قاسم ،والذي لعبت صحيفته تلك دوراً تخريبياً واسع النطاق للإيقاع بين الزعيم قاسم والحزب الشيوعي تمهيداً لعزله عن حلفائه الحقيقيين الذين دافعوا عن ثورة 14 تموز وقائدها ،ودفعوا غالياً من دماء عشرات الألوف من رفاقهم وأصدقائهم ،وكان البيان السيء الصيت رقم 13 الذي أصدره الانقلابيون قد دعا صراحة إلى ملاحقة الشيوعيين وقتلهم دون رحمة .
لقد تمكن هذا الخائن يونس الطائي من إقناع عبد الكريم قاسم بتسليم نفسه للانقلابيين بعد تنقلاته المكوكية بين دار الإذاعة التي اتخذها الإنقلابيون مقراً لهم وبين عبد الكريم قاسم الذي انتقل مع رفاقه المهداوي وطه الشيخ أحمد ومرافقه كنعان حداد إلى قاعة الشعب الملاصقة لوزارة الدفاع التي دمرها الانقلابيون بعد أن نقل له وعداً من الانقلابيين بأن يسفروه إلى خارج العراق ، أو يوفروا له محاكمة عادلة وعلنية كما فعل هو مع الخائن عبد السلام عارف ، وكان تصور الزعيم عبد الكريم قاسم الخاطئ بأن عبد السلام سيحافظ على حياته كما حافظ هو على حياة عارف بعد الحكم عليه بالإعدام لمحاولته اغتياله في مقره بوزارة الدفاع على مشهد من الزعيم فؤآد عارف والشهيد وصفي طاهر والشهيد عبد الكريم الجدة حيث شهر مسدسه لقتل عبد الكريم لولا أن هجم عليه فؤآد عارف ومسك يده وسيطر على المسدس وأفرغه من الطلقات ، وعند ذلك انهار عبد السلام وتظاهر بانه كان ينوي الانتحار ، وأنكر محاولته لاغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم ، ثم عاد بعد انقلاب شباط الفاشي إلى الاعتراف بأنه حاول قتله .

وهكذا استسلم عبد الكريم قاسم ورفاقه للانقلابيين وتم نقلهم إلى دار الإذاعة حيث جرى قتلهم على عجل دون محاكمة تذكر بعد أن تعرض الزعيم وصحبه للاعتداءات النفسية والجسدية .
لقد كنت أتمنى في ذلك الوقت أن لا يقع الزعيم عبد الكريم قاسم ورفاقه في أيدي الانقلابيين ، وأن يقضي في ساحة المعركة كما قضى الشهيد[سلفادور ألندي ] الرئيس الشرعي المنتخب للشعب الشيلي الذي أطاح بحكمه الجلاد [ بينوشيت ] وكنت واثقاً أن الانقلابيون لن يتركوهم أحياء لشعورهم بضعفهم واحتقار الشعب لهم وخوفاً من انهيار وفشل انقلابهم المشؤوم .
وعلى كل حال فقد ذهب الزعيم عبد الكريم قاسم وصحبه الكرام شهداء أعزاء وكراماً في قلوب كل الوطنيين العراقيين حتى يومنا هذا ، ولقد  استيقض ضمير العديد ممن ناصبوا الزعيم العداء وحاولوا تشويه سمعته ، ووصموه بالدكتاتورية والشعوبية وغيرها من الأوصاف التي لا تليق به ، وعادوا بعد سنوات عديدة من اغتياله إلى ضمائرهم التي داسوا عليها يوم ذاك وبدأوا ينصفون ذلك الرجل الإنسان الذي لم يسعَ لأي مصلحة أو مكاسب ذاتية طيلة سنوات حكمه .
لم أجد الزعيم يوماً بملابس مدنية ، ولم يركب يوماً سيارة مصفحة خوفاً من الشعب كما كان يفعل جلاد العراق صدام حسين وأحمد حسن البكر وعبد السلام عارف ،ولم تكن له حماية عندما انفرد المجرمون به في رأس القرية وأمطروه بوابل من الرصاص بغية قتله ، ولم يسكن الزعيم قصراً ولم يتخذ له مقراً فخماً ،ولقد تسنى لي مع عدد من رفاقي أعضاء المؤتمر الأول لنقابة المعلمين لمقابلته في مقره بوزارة الدفاع في الأول من شباط عام 1959 واطلعت بنفسي على تلك الحياة البسيطة والمتواضعة  التي كان فيها الزعيم ، ويكفيه شرفاً نظافة يده التي يقرُّ بها أعداءه قبل محبيه ، فقد رحل الزعيم وفي حسابه الشخصي مبلغاً لا يتجاوز الأربعة عشر ديناراً لا غير .
أين ذلك الزعيم من سارق ثروات العراق صدام حسين وزمرته التي أثرت على حساب جوع أبناء شعبنا خلال أربعة عقود من حكم البعث الفاشي الذي سطا على الحكم بدعم إمبريالي مكشوف !!!!
لقد أخطأ الزعيم عبد الكريم قاسم في تعامله مع أعداء شعبنا ، وأخطأ في شعاراته [ عفا الله عما سلف ] و[ فوق الميول وفوق الاتجاهات ] وغيرها من الشعارات الأخرى التي استغلها الإنقلابيون وتمكنوا من تنفيذ مآربهم الإجرامية ، ومحاولاتهم الانقلابية المتكررة والتي تكللت بالنجاح مع الأسف الشديد ،في الثامن من شباط 1963.
لقد أخطأ الزعيم في طريقة تعامله مع القوى السياسية التي وقفت بثبات إلى جانبه ،وذادت عن ثورة 14 تموز حتى النهاية ،وقدمت التضحيات الجسام دفاعاً عنها .
وفي الوقت نفسه فقد أخطأت القوى السياسية الوطنية في أسلوب التعامل مع بعضها من جهة ، ومع الزعيم من جهة أخرى مما أضعف إلى حد بعيد اليقظة والحذر من ألاعيب الإمبرياليين وأدواتهم المنفذة لانقلاب 8 شباط .
أما البعثيون وحلفائهم مدعي القومية فقد كان ديدنهم التآمر على ثورة 14 تموز وقيادتها الوطنية منذ الأيام الأولى للثورة ،واستطاعوا أن يضموا إلى صفوفهم عبد السلام عارف الذي تملكته رغبة جامحة في الوثوب إلى قمة السلطة وإزاحة عبد الكريم قاسم ، واتخذ من الوحدة العربية وعبد الناصر سلماً لتحقيق أهدافه الدنيئة ، ولما تسنى له الوثوب إلى السلطة بعد انقلابه على شركائه البعثيين في 17 تشرين الثاني 1963 تنكر للوحدة وتنكر لعبد الناصر بل وأزاح كل الناصريين من السلطة ، وهذا هو دائماً سلوك الانتهازيين الوصوليين المؤمنين بأن الهدف يبرر كل الوسائل التآمرية الخبيثة .
أننا اليوم ونحن نستعيد ذكرى تلك الجريمة البشعة لانقلابيي 8 شباط ، واستشهاد عبر الكريم قاسم وصحبه الوطنيين الأبرار لآول مرة بعد زوال الكابوس البعثفاشي الذي كان يحلوا له أن يسميها [ عروسة الثورات ] !!!والتي كان يحتفل بها كل عام ويستفز مشاعر شعبنا ويذكرنا بتلك الجرائم البشعة ،لهي اليوم ينبغي أن تكون لنا المناسبة التي نمجد فيها شهدائنا الكرام وفي المقدمة منهم الزعيم عبد الكريم قاسم لنستذكر مآثرهم وبطولاتهم وسعيهم الحثيث لرفع مستوى حياة شعبهم وتحقيق الاستقلال الحقيقي الناجز لعراقنا العزيز حيث شهدنا لأول مرة تشكيل وزارة الثورة دون إرادة السفير البريطاني حيث كانت كل الوزارات العراقية في العهد الملكي تشكل هناك .
أن الشهيد عبد الكريم قاسم يستحق منا في هذه المناسبة أن نتذكّر إنجازاته الوطنية وخدمته لأبناء شعبه ،ويتطلب منا أن نمجده من خلال أقامة مجالس الفاتحة على روحه الطاهرة وأرواح سائر الوطنيين الأبرار ،ولنشيد له التماثيل ولنطلق اسمه على أهم مرافقنا ولنعيد اسم مدينة الثورة إلى مدينة الشهيد عبد الكريم قاسم بانيها ومنقذ أهلها من حزام الفقر البائس الذي كان يحيط بمدينة بغداد فهو أحق بها من أي إنسان .
المجد والخلود للشهيد عبد الكريم قاسم وصحبه الأبرار .
المجد لثورة الرابع عشر من تموز 58 الخالدة .
المجد والخلود لكل من ضحى  من أجل أن تبقى راية 14 تموز خالدة .



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رئيس مستقل وحكومة تنكوقراط في المرحلة الانتقالية السبيل لتجن ...
- تفجيرات أربيل اعتداء غاشم وجريمة خطيرة
- ألا يستحق شهدائنا وسجناء النظام الصدامي التكريم !!
- عقد مؤتمر وطني ووضع برنامج مستقبلي للعراق ضرورة ملحة العراق ...
- جريمة الاعتداء على أحد مقرات الحزب الشيوعي ناقوس خطر يهدد ال ...
- حذار من الطغيان الطائفي بعد الطغيان البعثي
- مجلس الحكم ينتهك حقوق المرأة أول الغيث قطر ثم ينهمر!!
- أوقفوا تجاوزات أدعياء الدين على حقوق وحريات المواطنين!
- دعونا نداوي جراحنا أولاً
- إقامة الجبهة الوطنية الديمقراطية خطوة في الاتجاه الصحيح
- المشهد العراقي الحالي وآفاق المستقبل
- حذار فالعدو ما زال يشكل خطراً كبيراً
- دولة ديمقراطية ودستور علماني هذا ما يريده الشعب
- إلى أنظار مجلس الحكم الموقرأسئلة تنتظر الجواب ؟
- إلى أنظار وزارة التربية من أجل إعادة النظر جذرياً بجهاز الاش ...
- اقتراح لنشيد وطني
- مسؤولية الولايات المتحدة عن التدهور الأمني في العراق
- إرفعوا أيديكم عن العراق وشعبه
- من أجل قطع دابر القتلة المجرمين
- من شهداء الحزب الشيوعي الشهيد إبراهيم محمد علي الديزئي


المزيد.....




- -جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال ...
- مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش ...
- ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف ...
- ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
- حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر ...
- البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
- -أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك ...
- ملكة و-زير رجال-!


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حامد الحمداني - في الذكرى الحادية والأربعين لأغتيال ثورة 14 تموز وقائدها الشهيد عبد الكريم قاسم والشهداء الوطنيين الأبرار