أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - سُرُج نورها واحد














المزيد.....

سُرُج نورها واحد


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 2393 - 2008 / 9 / 3 - 04:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تحتل قضية التوحيد مكاناً بارزاً بين الموضوعات التي يتباحث فيها أهل الأديان المختلفة، ولا خلاف بينهم بخصوص وحدانية الله، ولكن يدور النقاش حول مفهومها‮. فكل من اليهود والنصارى والمسلمين يؤكدون اعتقادهم بوحدانية الله مع بعض التفاوت فيما يعنون‮. وحتى الأمم القديمة - مثل البراهمة والصابئة والوثنيين - سلّمت هي الأخرى بوجود إله واحد‮. ولم تكن عبادتهم للأوثان لذاتها ولكن بوصفها وسائط للاستفاضة من الفيوضات الإلهية ووسيلة للتقرب والتوسل إلى فاطر البرية‮. وحقيقة الأوثان أنها صور ورسوم لأشخاص قاموا بخدمات جليلة لأقوامهم، وكانوا أداة لتقدمهم فوضعت تماثيلهم وصورهم في المعابد إجلالاً لخدماتهم، وتعظيماً لأشخاصهم، وإكراماً لذكراهم‮. وبمرور الزمن تحول الإجلال والإكرام بين العوام إلى تكبير وتقديس فنسبوا إليهم الكرامات وخوارق العادات، وتلمّسوا منهم البركة وقضاء الحاجات، وتشفعوا وتقربوا بهم إلى الله‮. فتوجُّه الوثنيين إلى أوثان متعددة لا يناقض اعتقادهم بإله واحد، كما أن تقديس بني إسرائيل لأنبياء متعددة لم يزعزع إيمانهم بإله واحد، ولا نفت الأقانيم عند المسيحيين والأولياء عند المسلمين وحدانية الله‮.
ومن المتفق عليه بين أهل الأديان أن الذات الإلهية غيب لا تدركه العقول ولا يبلغ إلى حماه المنيع فكر البشر، وكل ما يتصوره الإنسان في هذا المجال هو من قبيل الوهم والخيال‮. ولا سبيل للإنسان أن يعرف عن الله لا صفاته ولا مراده إلاّ بواسطة من اصطفاهم الله لهذا الغرض واختارهم وسطاء يحدثون عن صفاته ويبلّغون مشيئته ويعدّدون أفضاله ويذكّرون خَلقَهُ بواجب ثنائه ولزوم التسليم لأوامره، وينبئونهم بما ستؤول إليه آخرتهم‮. فأهل الأديان والمؤمنون بهؤلاء الصفوة لا يعبدون هؤلاء المرسلين، واحترامهم وتقديسهم وتعظيمهم لهؤلاء الأنبياء والمرسلين موجّه في الحقيقة لمن بعثهم فهم مظاهره وحملة نوره والحاكي عن صفاته والمعرب عن إرادته والمتحدث باسمه وقد فنت ذواتهم وانمحت إرادتهم بحيث لا يُرى فيهم سوى ما أفاض الله عليهم، فأصبح الإيمان بهم عين الإيمان بالله، وطاعتهم طاعة لله، والخشوع لهم خشوع لله، وحبّهم حب الله ومع ذلك فذواتهم غير ذات الله، والعبادة ليست لهم بل لله الذي لا يوصف بأوصاف البشر، وتعالى سبحانه عن مماثلة خَلقِهِ أو مشابهة الموجودات‮.
فالتوحيد بكل بساطة يعني أن يكون توجه المؤمنين - أياً كان دينهم - إلى الله، وأن تكون عبادتهم - مهما اختلفت مناسكها - لله من دون رسله وأنبيائه وأوليائه وقدّيسيه‮. وفي هذه القِبلَةِ عند أعتاب الذات الإلهية يلتقي جميع البشر بحبهم وابتهالهم ومناجاتهم وتتجلّى وحدة مبدئهم ومقصدهم ومآبهم.
ومباحث الفصل الثاني تتناول مواضيع تدور حول وحدانية الله فتحاول أن توضح أن المظاهر الإلهية - التي اعتدنا أن نسميها رسل الله - أهل لكل إجلال واحترام وتعظيم وحبّ، ولكن بدون أن تصرف العباد عن ذات الحق الذي حدثوا عنه، وجاءوا بأمره ودعوا إلى طاعته والعبودية له، فهذا هو القصد الدائم من وراء كل مبعوثيه وكتبه وشرائعه‮. فإرادة الحق ذاته - أينما وكيفما تظهر - يجب أن تكون هي بؤرة الانتباه، والتسليم والانقياد لها ينبغي أن يكون منتهى أمنية المؤمن‮. لأن في ذلك وحده وسيلة البقاء في رحاب رضوانه تعالى‮.
فتتفرع المناقشة من هذا الأصل إلى ثلاثة مباحث:
• أولاً: وحدانية الله ووحدة مظاهره ورسله الأكرمين
• ثانياً: شهادة كل رسول لمن سبقه وتبشيره بمن يتبعه
• ثالثاً: حقيقة الإسلام الذي لا يقبل الله عنه بديلاً




#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا يا شيخ الأزهر-تحروا....تسلموا
- المهدي وعيسى
- تأويل المتشابهات
- بشارات الكتب السماوية
- وقت الميعاد
- نهاية العالم ولقاء الله
- يوم القيامة-يوم الحساب-والبعث من القبور
- حسن ومرقص- فلنكن جميعنا حسن ومرقص ولكن يكون ظاهرنا هو عين با ...
- مبدأ حقانية الأديان الإلهية
- لماذا كانت هذه الرموز والاستعارات التي يحيطها الغموض موجودة ...
- لماذا كانت هذه الرموز والاستعارات التي يحيطها الغموض موجودة ...
- لماذا كانت هذه الرموز والاستعارات التي يحيطها الغموض موجودة ...
- لماذا كانت هذه الرموز والاستعارات التي يحيطها الغموض موجودة ...
- ما هو معنى يوم القيامة فى البهائية ومفهومها وما معنى الجنة و ...
- قد قامت القيامة- فأخلعوا عنكم أثواب الغفلة وأصنام الظنون وال ...
- هدف الأمر الإلهى-2
- هدف الأمر الإلهى-1
- القصاص الإلهي
- تبيّنوا كى لا تصيبوا ولا تُصَابوا
- انتهت اليهودية والمسيحية والإسلام وحل أجل الله


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - سُرُج نورها واحد