ستار موزان
الحوار المتمدن-العدد: 2393 - 2008 / 9 / 3 - 07:55
المحور:
الادب والفن
أما آنَ للريحِ أن تهبَ بي
أما آنَ للريحِ أن تفرَ بي
أنا القشةُ التي نبتتْ على ظهرِ ناقة
الناقةُ التي ضاعتْ في صحراءِ إنتهاء
الصحراءُ التي ضيّعتْ مدىً وتخومَ ماء
الماءُ الذي عبرَ نوافذَ الحُلمِ فضاعَ نجمٌ ودليل
النجمُ الذي هوى تحتَ رملٍ فرحلَ دربٌ وخليل
أنا القشةُ التي تدلتْ بصمتٍ من سنامِ الخوفِ والاثر
وغدتْ على بساطِ الوقتِ تأريخاً و رغاءً وحلمَ مطر
أنا القشةُ المشعةُ في أكوامِ طين وجلودٍ وطريقِ سفر
أما آنَ للريحِ أن تهبَ بي
أما آنَ للريحِ أن تفرَ بي
لمْ أحسبْ الوقتَ مكانَ شغل
ولا طيفَ الماءِ قوسَ سراب
ولذلك غدوتُ في حقلِ القمح
بصورةِ مآتة وتمثال غراب
أنا الصورةُ التي هُشمتْ في الزمن المتبقي
انا الصورةُ التي جُسمتْ في المكان المتشظي
انا اغنيةُ الريح التي تُصفرُ قربَ نهرٍ خفي ......
: أيّها النهرُ المنسي قلْ ماتشاء ،
منذُ اعوامٍ جفَ جذرٌ وغابَ في ذاكرةِ الرمل
منذ اعوامٍ خفَ ظلٌ ومشى على ظهرِ الريح
قل ما تشاء فمنذ اعوامٍ نبتتْ ظلالٌ فوقَ غرائب
وغابتْ نفوسٌ في جبهاتِ مواقد وتحتَ خرائب
لقد غمرتني ريحٌ في لحظة وهج
لقد سوّرتني ريحٌ في تاريخ نزح .
آما أنَ للريح أنْ تفرَ بي!
وتنقلني الى ضفافٍ كانتْ النُظُمُ قد غيّرَتها
وقد سوّرَتها بمياهٍ ثقيلة وطيور اساطير
أنا المتبقي من سائل اسود
انا المتبقي من معدن فضي
ولاني لا منتميٌ وقدريٌ ايضاً
سامضي محتملاً في الطبيعة
سامضي نابضَ القلبِ بنبضِ قلبها
متمرداً على عناصرها وخفاياها
ومنتشراً في شرايينها وزواياها
هكذا سامضي ماسكاً خيوطها السرية
ونسيجَها الوجودي الذي يُوقظُ رمادَها
وخفافيشَ ليلِها ونهارَها ودورةَ دمِها
سامضي ماسكاً بيدي العنكبوتية ....
طولَها وعرضَها شرقَها وغربَها جوفَها
وسطحَها البنيوي ضارباً في دورتها اللامكتملة
نكوصَ الليل والنهار وما خرجَ منهما من اسرار،
الليلُ والنهار دورة صماء والليلُ والنهار روحُ ريح
وشتاءٌ يخرجُ من فم شجرة ،
آه كانت أنثى على هيئة شجرة
وكانت الريحُ تهزهزُ أرجوحة الدورة ،
كان شتاء أخضراً وكانت الروحُ مشيئة
آه و كانتْ نبوءةَ ساحر ، ماكان بيد الساحر الذي ينامُ
في ظلِها سوى انهُ يحلِمُ بالنبيذ الاحمرِ سيّالاً على جسدها
ماكان بيد الساحر سوى ان يلعقَ لونَ النبيذ الذي كان بياضَ
الروح وكان .........
نبيذ احمر يسيلُ على جسد انثى
نبيذ احمر يسيل على جسد كلام
كلامٌ لا ينتهي وسرٌ لا يجد ارضا .
#ستار_موزان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟