يؤكد القرار الأميركي الأخير بضرورة أخذ بصمات الأصابع وبعض أنواع التفتيش الأخرى المهينة في المطارات الأميركية ضد الكثير من الجنسيات في العالم وخاصة الدول العربية أن الولايات المتحدة بدأت فعلا بالتعامل مع كل العرب والمسلمين على اساس تمييزي عنصري.
على الصعيد الشخصي أنا سعيد جدا بهذا القرار الأميركي وأتمنى أن يطبق على كل الدول العربية والإسلامية حتى يفهم أخيرا من لا يريد أن يفهم أن الولايات المتحدة تحت الإدارة الصهيونية النفطية الجديدة ليست دولة حضارية ولا مجتمعا تعدديا بل دولة بوليسية في المقام الأول مسكونة بالهاجس الأمني وعنصرية ضد العرب ولا تستحق الزيارة إليها ولا العمل والحياة فيها.
أتمنى أن يساهم القرار الأميركي الجديد في إلغاء هذه الطوابير الغريبة المهينة من العرب على ابواب السفارات الأميركية في العالم لحصول على الفيزا وأن يؤمن العرب بأن لا مكان لهم في الولايات المتحدة وهم غير مرحب بهم وينظر إليهم بشكل عنصري واستعلائي. والواقع أنه باستثناء الطلبة الراغبين في الدراسة في الولايات المتحدة فإنه من الأفضل لكرامة العرب جميعا أن يتوقفوا عن زيارة هذه الدولة العنصرية ومقاطعتها تماما. فلا يوجد منطق يبرر الإهانة التي يتعرض لها العرب والمسلمين الذين يرغبون في العمل في مطابخ الأميركيين وشوارعهم ومحطات البنزين في مدنهم، ولا مبرر يجعل العرب يقيمون استثمارات في دولة لا تحترمهم.
أفضل استجابة عربية للإجراءات العنصرية الأميركية ليست الشكوى والنحيب بل سحب كل الأموال والاستثمارات ونقلها إلى دول تحترم العرب أو على الأقل لا تطبق إجراءات عنصرية تجاههم وخاصة في أوروبا وآسيا وهي اقتصادات وأسواق واعدة يمكن نجاح الاستثمارات فيها بكل سهولة طالما أن القوانين المتخلفة وفساد المسؤولين في العالم العربي لا زالت لا تمنح الثقة للاستثمار، كما أنه بات على جميع الشبان العرب أن يعرفوا أن الولايات المتحدة قد اصبحت دولة قبيحة لا تقدم أية إغراءات لترك الأوطان والعيش والعمل فيها.
20 دولة عربية وإسلامية في اللائحة الأميركية السوداء، والعربي لو كان يحمل شهادة الدكتوراة ولم يقم في حياته بارتكاب أية جريمة أو كان في غاية الاستقامة فإنه أصبح إرهابيا محتملا وتطبق عليه كل ممارسات الذل والإهانة الأميركية، وتطبق عليه العنصرية والتمييز بشتى أنواعها في المطارات الأميركية والمراكز الأمنية، وينظر إليه دائما على أنه غير مرغوب فيه من قبل المجتمع الأميركي الذي تصنع آرائه وسائل الإعلام المتصهينة، ولهذا فلا مبرر كما أسلفنا لكل هذا الارتماء في الأحضان الأميركية وقد حان الوقت لأن نعيد النظر بكل مواقفنا الشخصية والمهنية من الولايات المتحدة.
أتمنى مزيدا من التضييق الأميركي ضد العرب والمسلمين حتى يقتنعوا نهائيا أن لا مكان لهم في دولة العنصرية الكونية الجديدة في واشنطن، وأن يكون عدد العائدين من الولايات المتحدة أكثر من الذاهبين إليها وأن نحترم أنفسنا ونتوقف عن الأحلام المريضة بزيارة الولايات المتحدة والعيش والعمل فيها، وأن نحافظ على كرامتنا بعدم التعرض أصلا للإجراءات الأميركية المهينة، أما من لا يزال يحمل الوهم الأميركي ويلهث راكضا وراء أية زيارة لها فيستحق كل ما سيتعرض لها من مهانة.