أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سامر خير احمد - الهروب الى الحكم الاسرائيلي














المزيد.....

الهروب الى الحكم الاسرائيلي


سامر خير احمد

الحوار المتمدن-العدد: 739 - 2004 / 2 / 9 - 07:25
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


يناضل العرب في الدولة الاسرائيلية منذ نحو خمسين سنة ضد العنصرية الصهيونية، غير انهم اليوم يرفضون باصرار فكرة فصلهم عن تلك الدولة والحاقهم بالدولة الفلسطينية، حسب افكار شارون الاخيرة التي تتضمن مبادلة المناطق ذات الكثافة السكانية العربية داخل اسرائيل، بالتجمعات الاستيطانية الكثيفة في الضفة الغربية. وقد نقلت وسائل الاعلام ردود فعل رافضة للفكرة سواء من أهالي بلدة ام الفحم التي تدور حولها فكرة المبادلة، او من اعضاء الكنيست العرب مثل عزمي بشارة واحمد الطيبي، الذين اعتبروا الفكرة بمثابة تشكيك في شرعية وجودهم على ارضهم.
غير ان المسألة ـ للحقيقة ـ تحتاج بحثها بما هو ابعد من نظرية شرعية وجود العرب في وطنهم، اذ كيف يعقل ان العرب يرفضون الانفكاك من حكم الدولة الصهيونية المحتلة والالتحاق بالحكم «الوطني» الفلسطيني في دولة عربية فلسطينية خالصة؟ وكيف يمكن فهم اصرار قادتهم السياسيين على أنهم جزء من دولة اسرائيل وانهم ليسوا قطع شطرنج تتحرك وفق رغبات الزعماء اليهود؟
الواضح ان العرب في الاراضي المحتلة عام 1948 يرون ان بقاءهم تحت حكم اسرائيل خير لهم من الانتقال الى دولة الضفة الغربية وقطاع غزة الفلسطينية، وهذه القناعة متأتية بالضرورة من مقارنة واقعهم الراهن ـ اقتصاديا وسياسيا ـ بواقع الفلسطينيين في ظل السلطة الفلسطينية المرشحة للتحول الى دولة وكذلك بواقع العرب الآخرين في باقي الدول العربية، انها مفاضلة بين مكتسبات في ظل الاحتلال من جهة، وظروف صعبة في ظل ما يفترض انه الاستقلال من جهة أخرى.
لكن لماذا رجحت ـ وللأسف الشديد ـ كفة حكم اسرائيل عند اولئك العرب؟ هل الوضع الاقتصادي المريح أهم واولى من الاستقلال الوطني والحرية؟
بالطبع لا، لكن من قال ان الدولة الفلسطينية الممكنة تمثل الحرية؟ انها بالضرورة تمثل القمع والاستبداد على الطريقة العربية المعمول بها في الدول العربية القائمة، ولا فرق في المحصلة بين قمع العنصرية وقمع الدكتاتورية، وهكذا فلا يعقل التنازل عن تنمية اقتصادية معقولة وحرية ديمقراطية ملموسة ـ في ظل الدولة الاسرائيلية ـ مقابل الحصول على ازمة اقتصادية خانقة واستبداد وتكميم افواه وارهاب نفسي ـ في ظل دولة الزعيم الملهم الفلسطينية.
ان الدولة الفلسطينية ذات المواصفات العربية التقليدية لا تمثل حلما الا للمكرهين عليها، وهذا ليس غريبا فالشعوب العربية في مجملها ليست راضية عن دولها وعن الحكم فيها. ان الدولة الحلم بالنسبة لكافة الشعوب العربية بما فيها الشعب الفلسطيني ـ وحتى الجزء الموجود في الدولة الاسرائيلية ـ هي دولة الحرية والديمقراطية وكرامة الانسان والتنمية الحقيقية والمساواة وتوظيف الثروات لتحقيق الازدهار الاقتصادي. وهذه هي الدولة التي يهرع العربي ليكون مواطنا فيها، وهي مواصفات لا يمكن ان تكون متحققة في دولة الضفة والقطاع المنقلبة من سلطة الفصائل والكتائب.
لا نلوم العرب في ما احتل عام 1948 على هروبهم من حكم أنصاف الآلهة العرب، فمعهم في ذلك كل الحق.



#سامر_خير_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حفرة صدام
- أما الشعوب المأزومة ...
- العمل السياسي في الجامعات (ورقة بحث) - الأردن
- .. وخطباء المساجد ايضا!
- حزب الايادي البيضاء
- الاستسلام للعولمة!
- كتاب - سباق العصبية والمصلحة الصراع على الثقافة الوطنية لحسم ...
- المدنية في مواجهة الغرائزية
- عقلية اقصاء الاخر الفلسطيني
- محاكمة العصر!
- ضد التضليل وضد معالجة الخطأ بالخطأ
- سلوك حزبي غريب


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سامر خير احمد - الهروب الى الحكم الاسرائيلي