أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جوزيف بشارة - صلوات المسيحيين من أجل المسلمين في رمضان














المزيد.....

صلوات المسيحيين من أجل المسلمين في رمضان


جوزيف بشارة

الحوار المتمدن-العدد: 2391 - 2008 / 9 / 1 - 08:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أثارت فضولي واهتمامي رسالة أخبرتني بقيام هيئة مسيحية إنجيلية غربية بدعوة المسيحيين حول العالم بتنظيم صلوات خاصة من أجل المسلمين خلال شهر رمضان. وجدت في مضمون الدعوة جهد غير تقليدي لترميم الجسور المتهالكة بين المسيحيين والمسلمين، ومن ثم قررت متابعة الدعوة بغرض معرفة أبعادها وحيثياتها وأهدافها. وبالبحث علمت أن منظمي الدعوة هم مجموعة من المسيحيين يتبعون منظمة "شباب ذو رسالة" التي أسسها الأمريكيان لورين ودارلين كاننجهام عام 1960، وهي منظمة تؤمن برسالة الإخاء والمحبة والسلام التي حملها السيد المسيح، وتهتم بالمقام الأول بمساعدة الفقراء والمحتاجين عبر برامج التعليم والتدريب والمساعدات.

يقول منظمو الصلوات المقامة من أجل المسلمين خلال شهر رمضان أن دعوتهم هذا العام هي الدعوة رقم 17، حيث سبق لهم تنظيم مثل هذه الصلوات بصفة سنوية منذ عام 1993. ويشير المنظمون إلى أن هدف صلواتهم هو التواصل مع المسلمين بعدما لمسوا من خلال تعمقهم في الكتاب المقدس محبة الله للمسلمين التي تأتي في إطار محبته لجميع خلائقه على اختلاف دياناتهم ومللهم وانتماءاتهم وتوجهاتهم. ويوضح المنظمون أن سبب اختيارهم لشهر رمضان للصلاة من أجل المسلمين هو رغبتهم في إظهار تفهمهم واحترامهم للمسلمين في خلال فترة تعد من أهم فترات السنة بالنسبة لكل من يدين بالإسلام. ويؤكد المنظمون على أن الدعوة إلى الصلاة من أجل المسلمين في شهر رمضان تحمل في طياتها كل معاني التقدير والاحترام الذي يكنه المسيحيون للمسلمين.

ويذكر منظمو الصلوات في كتيب صغير بعنوان "30 يوماً من الصلاة للمسلمين" أصدروه بمناسبة دعوتهم هذه أن وسائل الإعلام قد تتسبب في كثير من الأحيان، وبخاصة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، في إظهار المسلمين بصورة سلبية، وهو ما قد تترتب عليه بعض مظاهر الظلم والخوف والسلوك السلبي تجاه المسلمين. ويدعو المنظمون المسيحيين للتوبة والندم عن أية أعمال من شأنها الإساءة للمسلمين ولا تتفق مع رسالة المحبة التي بشر بها السيد المسيح والتي تدعو المسيحيين لحب الأخرين من دون شروط. ويشير منظمو الصلوات إلى أن المسلمين هم أصدقاء وجيران وأحبة وزملاء للمسيحيين، مشددين على أنه رغم انخراط بعض المسلمين، وليس كلهم، في أعمال عنف واضطهاد ضد المسيحيين في الكثير من البلدان الإسلامية، إلا أن رسالة السيد المسيح تدعو إلى التسامح والصلاة من أجل المضطهِدين والظالمين.

لا يساوروني الشك في أن دعوة المنظمة الإنجيلية المسيحيين للصلاة من أجل المسلمين في شهر رمضان هي دعوة نبيلة تعكس بحق رسالة المحبة الحية والعظيمة التي جاء بها السيد المسيح والتي يسعى أحباؤه الحقيقيون لنشرها في ربوع العالم. فصلاة المسيحيين للمسلمين خلال شهر رمضان إذا نظر إليها بإيجابية ومن دون حساسية هي عمل رائع من شأنه أن يقرب بين الطرفين وأن يغرس أسس المحبة بينهما في هذه المرحلة العصيبة من التاريخ الإنساني التي يسيطر فيها التطرف على العقول ويفزع فيها الإرهاب الأبرياء. قد يكون التعريف برسالة السيد المسيح أحد أهداف المنظمة، وما أروعها وسيلة للتعريف بالرسالة السامية، فاستخدام الصلاة والمحبة والسلام للتعريف بالرسالة خير من استخدام السيف والإكراة والكراهية.

لست أدري كيف سيستقبل المسلمون في البلدان العربية والإسلامية دعوة عدد من المسيحيين الغربيين للصلاة من أجلهم في شهر رمضان. من المؤكد أن هناك عدد لا بأس به من المعتدلين من المسلمين الذين لن يعترضوا على مثل هذه الدعوة السلمية التي تؤكد على روح المحبة التي يكنها المسيحيون لإخوتهم المسلمين. ولكن من المؤكد أيضاً أن هناك من سيستقبلون الدعوة بالكثير من الشك والمزيد من الكراهية. بل وفي ظل التطرف والاحتقان الموجود في صفوف المسلمين لن يدهشني ظهور أصوات تهاجم الدعوة وتعتبرها مؤامرة تبشيرية تحيكها منظمات مسيحية متصهينة ضد الإسلام والمسلمين.

وإنني إذ أهنيء كل المسلمين بمناسبة حلول شهر رمضان، شهر الصوم عن الطعام والشراب، فإنني أتمنى أيضاً لهم جميعاً صوماً ونبذاً دائماً لسلبيات كالكراهية والحقد والتطرف والإرهاب. وكم أتمنى أن تتأصل خلال هذا الشهر المحبة والأخوة والصداقة بين المسيحيين والمسلمين، ليس على طريقة موائد الإفطار الرسمية التليفزيونية التي تنظمها الهيئات والمنظمات والتي تثمن ولا تغني من جوع ولكن على طريقة التواصل مع الأخر واحترامه وتقدير حقوقه. ودعونا مسيحيين ومسلمين ننتهز بحق حلول شهر رمضان في التقارب والتغلب على مظاهر التفرق وكل عام ونحن جميعاً في محبة وسلام.



#جوزيف_بشارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رصد كوميدي ساخر لواقع تراجيدي مؤلم في حسن ومرقص!
- تحول نجل قيادي حمساوي إلى المسيحية بين الدين والسياسة
- إسرائيل ملجأ المضطهدين الفلسطينيين!
- العدالة الدولية: ضروراتها وتحدياتها
- مزحة عربية سودانية
- 46664
- انتصار حزب الله وهزيمة لبنان وإسرائيل والثمن الباهظ لصفقة ال ...
- حول المؤتمر السعودي للحوار بين الأديان والحضارات والثقافات
- نحو معيار دولي واحد للتعامل مع الأنظمة الدكتاتورية
- عندما يفسد التطرف الديني المنافسات الرياضية
- حول المطالبة بمقاطعة المسلمين لعادل إمام
- هل يقود أوباما الولايات المتحدة إلى المجهول؟
- مسيحيو بلاد المسلمين بين خيارين أحلاهما بطعم العلقم
- عبد المعطي حجازي ومقارنة أنصاف المواهب بين فيروز وأم كلثوم
- رغم سلبياته: إتفاق الدوحة خير من دولة حزب الله
- بعد ستين سنة من الرفض والعنف: هلموا نمنح السلام فرصة
- مرارة الهزيمة السياسية لحكومة السنيورة أمام سلاح حزب الله
- هل ينقذ المجتمع الدولي لبنان من براثن حزب الله؟
- الإضراب وكعكة عيد ميلاد الرئيس مبارك
- قبو الرعب يسلط الضوء على جريمة كل العصور


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جوزيف بشارة - صلوات المسيحيين من أجل المسلمين في رمضان