أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - صلاح نيوف - المعارضة السورية بين التخوين والتشكيك














المزيد.....

المعارضة السورية بين التخوين والتشكيك


صلاح نيوف

الحوار المتمدن-العدد: 739 - 2004 / 2 / 9 - 06:35
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


رد على مقالة  محمد عجلاني
خلال الأيام  أو الأسابيع الأخيرة ازداد الحديث والنقاش عن المعارضة السورية وكثرت التخوينات لها ممن يعرف أو لا يعرف . فقد كتب الدكتور محمد عجلاني في القدس العربي بتاريخ 3-2-2004 مقالة عن العلاقة المتبادلة بين السلطة والمعارضة في سورية ، يكيل بها الاتهامات للجانبين ، ليحدث بذلك مغالطة كبيرة يمكن أن يعرفها كل صغير وكبير يعيش في سورية ، أو من نام يوما واحدا في زنازين البعث السوري وسمع آهات وصرخات سكان العالم السفلي في سوريا من معتقلين سياسيين وغيرهم. وحتى لا نصيب الناس بالملل نورد التعقيبات التالية على مقال السيد عجلاني :
1- في بداية مقاله ، يقوم السيد عجلاني بإسقاط العلاقة بين السلطة والمعارضة في بلد عرف البرلمانية منذ أكثر من مائتي عام مثل فرنسا ، على بلد سجن فيه كل من نطق بكلمة " لا "  ومنهم من أعدم بالخطأ للبوح بهذه الكلمة. وبالمعني السياسي الأكاديمي والعملي تنم هذه المقارنة عن فقر كبير بمعرفة العلاقة بين الحاكم والمحكوم، أو السلطة والمعارضة ، أو الجلاد والضحية ، في تاريخ سورية المعاصر.حيث يختصر الكاتب هذه العلاقة بين الجلاد والضحية إلى علاقة تشكيك وتخوين ، والمفارقة أن المعارضة السورية ، إذا سلمنا أنها تشكك وتخون " وهي تشكك لا تخون " ، فانه لا يمكن قبول رأي الكاتب بان السلطة السورية تشكك في المعارضة ، بل لو كان الأمر كذلك لكانت السلطة بكل بساطة هي سلطة ديمقراطية .لان هذه الأخيرة لم تكتف بالتشكيك ، ولو كان الأمر فإننا نسأل الكاتب عن مقتل الأستاذ صلاح البيطار في باريس التي يقيم فيها الأستاذ عجلاني ، ومن ثم الآلاف ممن لقوا مصيرا فاجعا في السجون السورية. وبالتالي التشكيك لم يكن في لحظة واحدة من أدوات السلطة بل كان القتل والسجن والتعذيب والتجويع. لكن الأكثر إيلاما في قول الكاتب  "العلاقة بين الطرفين وصلت إلى حد العنف والاغتيالات " . بالطبع هذا ظلم ما بعه ظلم للمعارضة السورية .
فمتى كان نهج المعارضة السورية الديمقراطية  والمؤمنة بالحوار في الداخل والخارج يعتمد على القتل والعنف ؟؟!!  وكيف يقوم بالمقارنة بين من يمتلك كل أدوات العنف ، من سجون و أسلحة وزنازين ومخابرات وجيش ، مع من كان يمنع الخبز والماء عن عائلته لكتابة منشور !!! بالتأكيد إن القهوة التي تقدمها المقاهي الباريسية وصالوناتها لا بد أن تختلف بشكل كبير عن كأس الماء الذي كان السجين السياسي يجبر على شربه بعد أن يتبول به رجل أمن قذر في سجن تدمر أو غيره من معتقلات البعث . ولو أن أي مثقف سوري قتل أهله أو شردوا أو عذبوا ، فان تعابيره وكتاباته وحياته و أحلامه ستختلف عن الدكتور العجلاني.
2- يقول الكاتب " المعارضة لا تفرق بين نظام تكرهه و ترغب بإزالته وبين المصلحة العليا للوطن ".
حيث يختصر العلاقة بين السلطة والمعارضة إلى علاقة غرام تمتد بين الحب والكراهية . إن أقل الناس اهتماما بالشان السوري يعرفون أن المعارضة السورية التي انتهى فيها الحال إلى السجن أو القبر أو المنفى ، في معظمها مدت اليد إلى السلطة التي جلدتها ، وذلك في سبيل بناء وطن منيع من الداخل والخارج ، لكن النظام بصق في يد المعارضة وفضل الحوار مع شارون على الحوار معها " وهنا على الكاتب أن يبين لنا من هو المؤمن أكثر بالمصلحة الوطنية العليا " . لقد كان الكاتب في هذا بريئا من الحقيقة ومعاديا لها بالمطلق.
3- يرى السيد عجلاني أن المعارضة السورية " يسيطر عليها الحقد والكراهية لأنها تطلب من أوربا وقف المساعدات إلى سوريا " . طبعا من يعرف أين تذهب المساعدات الأوربية وغيرها التي تعطى لسوريا ، وكان يمتلك أي إحساس بالمسؤولية عليه أن يطالب بوقفها مباشرة . ولكن لماذا ؟
إن الآلاف من السجناء السياسيين ممن أصابهم الشلل والتشوهات  تحت التعذيب ،كان بأدوات أوربية ، أو بأموال أوربية . فبدلا من أن تذهب هذه المساعدات لبناء المدارس في مجتمع تصل فيه الأمية إلى 20 بالمائة
، فإنها تأخذ طريقها لتحسين أدوات التعذيب ، ولبناء القصور وزيادة عدد الجواري . إذا الأهل والأصدقاء غير مهتمين بهذه المساعدات كما يدعي الكاتب ، كونها لا تصل إليهم ولا حتى على شكل فتات من الخبز ،
بل قتلت أبناءهم في الكثير من الحالات . وكل هذا يشير إلى أن الكاتب السوري المقيم في باريس ليس لديه الحد الأدنى من المعلومات عن السلطة التي يدافع عنها بخطابه الوطني كما يقول .
في النهاية نقول أن مقالة الدكتور عجلاني لم تكن سوى مقالة دبلوماسية تدغدغ السلطة تارة وبعض تيارات المعارضة تارة أخرى . ونشكره لتفضله بطلب الشفقة والرحمة  من الأنظمة الحاكمة تجاه المعارضين والمشاغبين السوريين . 



#صلاح_نيوف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رد على مقال رجاء الناصر- معارضة للمعارضة وللوطن -معارضة سوري ...
- المشاركة السياسية بين الديمقراطية والمواطنة والحوار - بمناسب ...


المزيد.....




- إيطاليا: اجتماع لمجموعة السبع يخيم عليه الصراع بالشرق الأوسط ...
- إيران ترد على ادعاءات ضلوعها بمقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- بغداد.. إحباط بيع طفلة من قبل والدتها مقابل 80 ألف دولار
- حريق ضخم يلتهم مجمعاً سكنياً في مانيلا ويشرد أكثر من 2000 عا ...
- جروح حواف الورق أكثر ألمًا من السكين.. والسبب؟
- الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 250 صاروخا على إسرائيل يوم ...
- اللحظات الأولى بعد تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL قرب مطار ا ...
- الشرطة الجورجية تغلق الشوارع المؤدية إلى البرلمان في تبليسي ...
- مسؤول طبي شمال غزة: مستشفى -كمال عدوان- محاصر منذ 40 يوم ونن ...
- إسرائيل تستولي على 52 ألف دونم بالضفة منذ بدء حرب غزة


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - صلاح نيوف - المعارضة السورية بين التخوين والتشكيك