أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مالوم ابو رغيف - اغتيال الثقافة في جسد الشهيد كامل شياع.














المزيد.....

اغتيال الثقافة في جسد الشهيد كامل شياع.


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 2391 - 2008 / 9 / 1 - 08:28
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ان الذين اغتالوا الشهيد كامل شياع، فردا كان مجموعة او جهة، لا يحملون له عدواة ولا ضغنا شخصيا ، فهو كشخص كانسان، لم يكن عدو لاحد ولا منافس لاحد ولا ندا لاحد، مغتالوه ربما لم يعرفوه ولم يخالطوه، فهو لا يهمهم كشخص، كانسان، ولا حتى كسياسي، لم يكن في قوائم الاغتيالات للاحزاب السياسية كمناوؤ او طامع بكرسي او منصب، فهذا لم يكن شانه ولم تكن غايته، لكنه كان مدرجا في قوائم الاغتيالات السوداء، كثقافة، كمنهج، كرمز لتفكير جديد، كطريق لمشروع اخر تضئ حروفه وتسطع كلماته فتهدي نحو مستقبل مشرق يبتعد بالانسان عن كور العتمة والظلمة والتخلف.
وان كان المغتالون لا يحملون عداوة ولا ضغنا شخصيا ضد الشهيد، الا انهم يحملون ثقافة مغايرة، ثقافة الموت والفناء ، ثقافة تعشش بين براثنها جراثيم المرض والتفسخ والانحلال ، ثقافة ظلامية ظالمة متوحشة دموية رعناء، لا يهمها الانسان ولا سعادته، ولا مستقبله ولا مستقبل اطفاله، ما يهمها هو ان يعيش الانسان في جهل الاوهام الغيبية، في الخضوع لفتاوى واحكام وايات واساطير واحاديث يناقض بعضها البعض الاخر يتحول الانسان في ظلها الى مسخرة. ثقافة لا تترك حيزا شخصيا اوخاصا للانسان الا ودست انفها الكريه فيه، فعكرته وافسدته وسلبت منه كافة جماليات الحياة وجعلته مشروعا للموت.
في ثقافة العتمة والظلام لا يوجد معتدل او متطرف، فكلهم سواء، لا فرق بينهم، فمن يموت في سبيل الله، والاله عندهم متناقض بذاته غير منسجم بصفاته، له وجوه متعددة ، لكننا ابدا لا نرى الا وجه المنتقم الجبار ولم يرينا يوما وجه ارحم الرحمين ، من يموت في سبيل هذا الاله المتناقض حتى وان قتل الاف الابرياء وليس الشهيد كامل شياع فقط، فهو عندهم خالد في الفراديس العليا من جنات مشبعة بروائح الجنس والشذوذ.
لن يتطوع احد لقتل انسان مثل الشهيد كامل شياع ، فشخص مثله يذهب بكل طمانينية الى شارع الكتب ليشتري حاجته منها وليس كما يفعل الزاهدون الاسلاميون الذين يشترون حتى ملابسهم الداخلية من الخارج، لا تحيط به وجوه حرس متجهمة لعتاة قساة غلاظ القلوب والافعال ولا فرق امنية مدججة بالسلاح مثل تلك التي تحيط بالجابري وكيل الوزارة واصناف الجابري فتضرب الصحفيين والمارة ، مثل الشهيد كامل شياع يتردد حتى القاتل المحترف عن قتله، لا يقتله الا اسلامي عصرته ثقافتة الظلامية فلم تبقي فيه ولو قطرة واحدة من رحمة او انسانية، جعلته متوحشا ساديا انانيا عبدا لشهوات وعدوه انه سيشبعها ويسعد بها في الجنة.
انه صراع لا ينتهي بين ثقافتين، ثقافة الموت مقابل ثقافة الحياة ، ثقافة التخلف والتاخر مقابل ثقافة التحضر ، ثقافة الخضوع والخنوع مقابل ثقافة التقدم والتحرر. لذلك اقتسم الاتجاهان الاسلاميان الشيعي والسني في ما بينهما وزارة التربية ووزارة الثقافة، ليستوز الاولى ملا خضير الخزاعي دكتواره بالغناء القرآني او ما يسمى مجازا التجويد!! والثانية لمؤذن ارهابي قاتل كل مزاياه انه ابن اخت الملا طارق المشهداني نائب رئيس الجمهورية. ولا عجب ايضا ان عجت هاتان الوزارتان بالاسلاميين المؤمنين، ليحولوها مرة الى جامع ومرة الى حسينية، مرة تقام بها الماتم ومرة المولد النبوي وتمجيد ابن تيمية.
لقد اغتالوا الثقافة في شخص الشهيد كامل شياع، فلو كان في موقع اخر، غير ذلك الذي لا بد ان يكون فيه، لما اغتالوه.
سلسلة الاغتيالات للثقافة العراقية، للثقافة الانسانية، للثقافة العلمية ستبقى منقوشة في ادعيتهم وخطب جمعتهم وفتاويهم واقاويل سلفهم وخلفهم، وما على المغسولة ادمغتهم دينيا الا البحث عن رمز يحمل شعلة النور في صدره وفي قلبه كما حملها الشهيد كامل شياع لكي يطفئوا نور العلم والمعرفة بكواتم الصوت من مسدساتهم القذرة، الا خاب ما كانو يعملون.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عوانس الجنة
- الحجاب بين المظهر والجوهر
- من ربط القنبلة في عمامة محمد
- هلالويا حلت بأرضنا الديمقراطية
- هل حقا ان الارهاب لا دين له.؟
- هذا ما رزقني ربي
- اين السيد هوشيار زيباري ..اوقضوه لعله نائم!!
- الشرف الشرقي وحادثة الافك.
- الحوار المتمدن طريق نحو الشمس
- الشيطان على صورة الشيخ عبد المحسن العبيكان
- عن محمد بن عبد الله القرشي وطارق الهاشمي والناكح والمنكوح
- المتاجرة بجسد النساء تحت غطاء ديني.
- ما صح لعائشة يصح لغير عائشة
- ماذا يعني ان تكون سنيا او ان تكون شيعيا.؟
- جيه مالي والي
- اتق شر المؤمنين
- الانظمة العربية، الدين والمقاومة
- ما هي شرعية رجال الدين
- مع العروبة والعرب في مقال للدكتور سيار الجميل
- حسن العلوي وكتابه عمر والتشيع


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مالوم ابو رغيف - اغتيال الثقافة في جسد الشهيد كامل شياع.