أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - مصطفى لمودن - التعليم إلى أين في المغرب؟ 2– وضعية المدرسة بالعالم القروي














المزيد.....

التعليم إلى أين في المغرب؟ 2– وضعية المدرسة بالعالم القروي


مصطفى لمودن

الحوار المتمدن-العدد: 2390 - 2008 / 8 / 31 - 05:31
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


بمناسبة الدخول المدرسي الجديد، للموسم الدراسي 2008/09، نشرع في إشراك القراء معنا حول هموم التربية والتعليم، أولا لنبسط أهم المشاكل، وبعد ذلك يمكن أن نقترح حلولا لها، في ظل وضع تعليمي متأزم باعتراف الجميع، سنسعى حسب المستطاع الوقوف على بعض التفاصيل الصغيرة، والتي قلما يتم الانتباه لها، ونخص بالأساس التعليم الابتدائي، قاطرة السلسلة وركنها الأساسي، كل ما له علاقة بهذا المستوى التعليمي، علما أننا راكمنا تجربة ميدانية وعملية في مهنة التربية والتعليم لما يقرب من ربع قرن من الزمن، وقد عايشنا بعض التجارب والتحولات، وشاهدنا نجاحات وإخفاقات، غير أن ملاحظات القراء عموما وانتقاداتهم وتوجيهاتهم تدعم كلما سنأتي على ذكره.

المؤسسة المدرسية كبناية بمرافقها المتعددة تعتبر الحجر الأساس في تحقيق المبتغى من التدريس عموما، لكن هل كل مدارس العالم القروي تتوفر على حد أدنى من المواصفات المطلوبة؟ أكيد الجواب بالسلب، فرغم المجهودات الكبيرة التي بدلت من أجل نشر التعليم بالعالم القروي، خاصة منذ بداية ثمانينات القرن الماضي، وبما أن الحاجيات كانت ملحة وآنية اقتضت نوعا من الاستعجال في وضع «بنايات» مدرسية كيفما اتفق، فكان الاعتماد أساسا على البناء المفكك، والذي استفادت منه مقاولة مغربية معروفة، فعلا حلت المشكل بشكل مؤقت، لكنه على المدى المتوسط والبعيد خلق إشكالات لم يتم حلها إلى الآن.
اللجوء إلى استعمال البناء المفكك كان مؤقتا، لكن استمر العمل به، من إيجابياته توفير حجرات دراسية في سرعة قياسية، خفة المكونات وسهولة نقلها عبر مختلف المسالك حتى الصعبة منها لحملها حتى إلى القرى النائية، وقد ساهم ذلك في انتشار نسبي لعدد من الوحدات المدرسية بالقرى المغربية، وهو ما اعتبر حينها قفزة نوعية نحو تحقيق مبتغى التعميم، خاصة في العالم القروي الذي بقي مهمشا منذ نيل الاستقلال سنة 1956.
لكن ما هي سلبيات البناء المفكك؟
أول شيء هشاشته وعدم متانته، ومن المفترض أن يعمر لعشر سنوات فقط، لكن استمر العمل في حجراته لأكثر من ذلك بكثير، وذلك ليس فيه تأكيد لقوته، بل على العكس فأغلب الأقسام أصبحت مهترئة وغير صالحة لاستعمال، لكن الخطر الذي يمثله هذا النوع من البناء لا يتم الحديث عنه إلا لماما، وهو بثه لسموم قاتلة تتسرب إلى أجهزة تنفس المدرسين والمدرسات والتلاميذ على السواء، ذلك أن مكوناته تقذف مادة لاميانت السامة (Amiante) ، وعندما اكتشفت هذه المادة الخطرة في فرنسا خلال العقد السادس من القرن الماضي، أعلنت السلطات حالة استنفار في البلد، وقامت بكساء وتغطية عدد من جدران العمارات السكنية، وهدمت عددا من المباني، وأحرقت كل الأحجار التي تتضمن المادة القاتلة في درجة حرارة جد عالية، واستعملت تلك المخلفات في الطرق العمومية أو ألقت بها في مطارح، بينما نحن نتفرج على استمرار تواجد الخطر الذي يحدق بأبنائنا في صمت غير مبرر ، وعند سكن مدرس مع أسرته في مسكن وظيفي من البناء المفكك، غالبا ما يصاب الرضع بمرض مزمن في جهازهم التنفسي (أعرف حالات وابني ضحية ذلك). من هفوات هذا البناء كذلك سكن الطيور( الجوْش) بين سقفيه، حيث تترك فجوة على أساس أن يمر منها الهواء ولا تسخن الحجرات بحرارة الشمس، لكن العشرات من العصافير تفضل حمل كيلوات من القش كل سنة وبناء أعشاشها هناك، مما ينتج عنه روائح كريهة نتيجة تبرز العصافير، كما تنتشر بسبب ذلك حشرات صغيرة مصاصة للدماء (القميلة أو الفاش)، تصل إلى أجساد مستعملي الحجرات.
المطلوب التوقف التام عن استعمال البناء المفكك بالمواصفات الجاري العمل بها حالا، وعدم اللجوء إلى ذلك في المستقبل، وبناء حجرات حقيقية من المتانة والجودة الكافية، واستغلال الإمكانيات الذاتية لكل منطقة في وسائل البناء من حجارة وغيرها، ومراعاة الظروف المناخية لكل منطقة على حدة، فلا يمكن بناء نفس الحجرات في السهل والجبل والصحراء، وحضر استعمال الحجرات القديمة المتهالكة النافثة لسموم لاميانت السالف ذكرها، وتهديم الخرب منها ونقلها بعيدا عن فضاء المؤسسات التعليمية، ليتكفل المختصون بالتخلص منها، واختيار الأماكن المناسبة لبناء مدرسة أو وضع حجرات جديدة تراعي القرب والاندماج في فضاء القرية، وليس بعيدا عنها في مكان معزول، أو جبرا لخاطر بعض الأعيان المحليين على حساب غالبية السكان ومصلحة الأطفال.
ملحوظة: - للحديث بقية حول وضعية المدرسة بالعالم القروي.
-قد لا يصدق البعض حقيقة وضعية التعليم بالعالم القروي، وقد لا يعجبهم الكشف عن الحقائق، وهو أمر لا يمكن أن نكرسه من جانبنا بالسكوت عنه، وعلى من يشكك أن يركب سيارته ويكمل المشوار على قدميه ليطلع بعينيه، وأعني بهولاء أساسا من وضعوا نقاطا متدنية على الموضوع رقم 1 الذي نشر يوم الجمعة، وهم فعلا لم يكتووا بنار الغربة والمعاناة التي عشناها وما نزال، وكثير من مدرسي ومدرسات العالم القروي يضحون في صمت... كمما أن النقاط المتدنية لن تثنينا عن نشر الحقائق ولو كلفنا ذلك غاليا، لقد قضيت نصف عمري بالبادية وأعرف ما لا تعرفون، وأنا مستعد لأطلع كل متشكك على الحقيقة في عين المكان، والتنقل سيكون على حسابي، هيا إن عنواني الإلكتروني في أعلى الصفحة.



#مصطفى_لمودن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعليم إلى أين في المغرب؟
- انتهاء الألعاب الأولمبية ببكين 2008، تأكيد المعجزة الصينية و ...
- بؤس الديمقراطية وعزلتها في الوطن العربي، على ضوء الانقلاب ال ...
- بعد انعقاد ثلاث هيئات لمؤتمراتها في وقت واحد (المغرب) دلالات ...
- تجدد شبه كامل لمسؤولي النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي بعد ...
- فريد أعديشن كاتبا وطنيا جديدا للنقابة المستقلة للتعليم الابت ...
- النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي تجد صعوبة في عقد مؤتمرها ...
- القناة الثانية خالفت وعدها ولم تذع حلقة من «مباشرة معكم» حول ...
- كيف أصبحت بعض الجرائد تعيش على ما يكتب في المدونات(المغرب)
- الفنون التشكيلية أثناء اليوم الوطني للماء - معرض للوحات وورش ...
- مسرح الأطفال من أجل البيئة والماء والحياة، مسرحية-عالم الخيا ...
- مجموعة -الغصن الأخضر- للإنشاد الملتزم (المغرب)
- بنصميم من قرية منسية إلى رمز للصمود(المغرب)تفويت جزء من ماء ...
- جمعية التعاقد العالمي للماء بالمغرب تحتفل باليوم الوطني للما ...
- هل فعلا طويت صفحة انتهاكات حقوق الإنسان في المغرب؟
- قصة: لماذا تلوّح فقط؟
- في عيد العمال الطبقة العاملة في المغرب تقدم شهاداءها
- تعيين مساعد المدير بالفرعيات المدرسية بالمغرب
- ضعف آليات حماية المستهلك في المغرب
- الإغلاق المرتقب لمصفاة النفط بسيدي قاسم(المغرب)


المزيد.....




- ماذا نعرف عن صاروخ -أوريشنيك- الذي استخدمته روسيا لأول مرة ف ...
- زنازين في الطريق إلى القصر الرئاسي بالسنغال
- -خطوة مهمة-.. بايدن يشيد باتفاق كوب29
- الأمن الأردني يعلن مقتل مطلق النار في منطقة الرابية بعمان
- ارتفاع ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان وإطلاق مسيّرة بات ...
- إغلاق الطرق المؤدية للسفارة الإسرائيلية بعمّان بعد إطلاق نار ...
- قمة المناخ -كوب29-.. اتفاق بـ 300 مليار دولار وسط انتقادات
- دوي طلقات قرب سفارة إسرائيل في عمان.. والأمن الأردني يطوق مح ...
- كوب 29.. التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداع ...
- -كوب 29-.. تخصيص 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة لمواجهة ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - مصطفى لمودن - التعليم إلى أين في المغرب؟ 2– وضعية المدرسة بالعالم القروي