أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محيي هادي - اللــون الأحمــــر














المزيد.....

اللــون الأحمــــر


محيي هادي

الحوار المتمدن-العدد: 738 - 2004 / 2 / 8 - 04:35
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


بين يدي كتاب يتحدث عن الاعتقادات الشعبية الموجودة في بعض المجتمعات الاوروبية ، و الكتاب يتحدث عن أشياء كثيرة، و لهذا  فعندما يصل الى اللون الأحمر يذكر أن هذا اللون ممقوت من قبل المشعوذين و مكروه  من قبل الحسودين و الذين يرمون الناس بعيون السوء، و دفعا للشر فإن أم الطفل الرضيع تشد خرقة حمراء في شَعر طفلها الى أن يبلغ النضوج.
و يذكر الكتاب اعتقادا آخرا عن أن أمراض الحنجرة تقل حدتها عندما تشد قطعة قماش حمراء حول الرقبة.
و إن السيارة الحمراء تتعرض للحوادث بشكل أقل من السيارات ذات الألوان الأخرى. و لهذا فليست غريبة عن هذا الاعتقاد الأوروبي، النكتة التي تحكى في السعودية من أن سيارة الشوفرليت الحمراء  لا تطمس في الرمل و لا تندعم.
و في أسبانيا، و في الليلة الأخيرة من  كل عام يلبس الفتيان و الفتيات  لباسا داخليا أحمرا كتعبير عن الحيوية و الحياة التي يتميزون بها.
و نعرف جميعا أن الدم هو ذا لون أحمر، و الدم هو حامل للحياة  التي تنبض في  أجسادنا، و يزداد احمرارا عندما يحمل غاز الأوكسجين مصدر طاقة استمرار الحياة.
في الستينات، و في الأيام التي سبقت مؤامرة 8 شباط 1963 المشؤومة،  و في منطقة قبر الإمام الأعظم أبي حنيفة، قرر القوم?ـيون و البعثيون على اختلاف ألوانهم مقاطعة اللون الأحمر، فقاطعوا الر?ي الأحمر و الطماطة الحمراء. لم يكن أصحاب هذه المقاطعة يأكلون الر?ي الأحمر و لا الطماطة الحمراء فهكذا خلت زلاطتهم من الطماطة الحمراء و أصبحت أكلاتهم تطبخ بدون معجون طماطة و صارت ألوان مروقهم صفراء تحمل لون الكركم الأصفر فقط، و استغنوا عن السما? عند أكل الكباب. و لهذا فإن أسعار الر?ي الفطير و الطماطة الخضراء قد ارتفعت، أما أسعار الأحمر من الر?ي و الطماطة  و السما? فقد انخفضت. و ليس غريبا أن نقول أن المناطق التي تحب الر?ي الأحمر و الطماطة الحمراء قد أعجبها هذا القرار البعثي القوم?ي فإن الاسعار قد انخفضت في هذه المناطق، و قد شبع الناس من الر?ي الطيب و الطماطة العظيمة و من المعجون.
 و لم تسلم باصات النقل الحمراء، الحكومية و الأهلية من قرار المقاطعة، بل  و تعرضت الى ألوان عديدة من الاعتداءات القوم?ية، فباصات مصلحة نقل الركاب في بغداد كانت تُرمى بالحجر أثناء مرورها بمنطقة الأعظمية، هذه المنطقة التي أخذت اسمها من اسم الإمام الأعظم  أبي حنيفة، هذا الإمام الذي كان يعادي أفكاره إمام آخر، إبن حنبل، و سار على نهجه  تلامذته من  إبن تيمية  و أشباهه  "من الذين أحيوا الدين و أبطلوا البدعة"(!). و قد اصبح الآن  أتباع ابن تيمية التجسيد  الحاضر لأخس أنواع الإرهاب و التقتيل.
و يتساءل المرء : لماذا هذه المقاطعة العجيبة الغريبة؟ ما هو الذنب الذي اقترفه اللون الأحمر؟ و لكن عندما يعرف السبب يبطل العجب. إذ أن اللون الأحمر قد اتخذته الحركات اليسارية لونا لأعلامها، لأنه يعبر عن لون الحيوية و الشباب.  و كحركة مضادة استخدم القوم?ية اللون الأصفر كشعار لهم، و يعرف الجميع أن اللون الأصفر هو اللون التي يحمله المريض بداء الصفرة و اليرقان، بل و يحمله كل مريض مهما كان مرضه.
لم يكن اللون الأحمر فقط هو اللون الذي تعرض لعداء الإرهابيين بل أن كل الألوان قد تعرضت لهذا العداء. و لهذا فإن الإغتيالات التي تعرض لها الشيوعيين العراقيين في مؤامرة شباط المشؤومة لم تقف عندهم بل اجتازتهم الى كل الفصائل الوطنية العراقية، و لم يسلم من الاغتيال  و التعذيب أي فصيل مهما كان.
إن الإرهابيين من بعثيين و قومـ?يين و سلفيين قد أصبح كرههم للون الحياة مرضا عميقا قد أخذ بعقولهم  فهم لا يحبون رؤية الدماء الحمراء تسير في أجساد الناس، أي ناس  كانوا، بل يريدون إراقة كل دم زكي، فلم يسلم من اغتيالاتهم لا الطفل و لا الشيخ و لا الرجل و لا المرأة و لا العربي و لا الكردي، و ما التفجيرات  الإنتحارية التي يقوم بها السلفيون، انصار البعثييين الدمويين، و الذي يذهب فيها العديد من الأبرياء، ما هي الا تأكيد على المرض الذي يسري في أجساد معادي لون الحياة الأحمر.



#محيي_هادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرضاوي يتزوج بابنة حفيدته
- قانون أحوالكِ الشخصية
- أتمنى أن يقاطعنا الإرهابيون
- وداعا يا عام الخلاص و أهلا بك يا عام الاستقرار
- المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا-القسم التاسع و الأخير
- المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا-القسم الثامن
- شيوعيو الغوطة يدا بيد مع إرهابيي العوجة
- عبدو، الصحاف الصغير
- في يوم أفراحي أقدم التعازي
- المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا-القسم السابع
- لن يغرق العراقيون مرة أخرى
- المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا-القسم السادس
- المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا-القسم الخامس
- المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا-القسم الرابع
- المستعصم: المقامر الذي خسر بغداد أيضا- القسم الثالث
- المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا/ القسم الثاني
- المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا/القسم الأول
- با?ـر العيد
- شبيهو سالفوهم
- العراقيون يعلِّمُون الفلسطينيين مجانا و البعثيون يتهمونهم با ...


المزيد.....




- قرار الجنائية الدولية.. كيف يمكن لواشنطن مساعدة إسرائيل
- زيلينسكي يقرّر سحب الأوسمة الوطنية من داعمي روسيا ويكشف تفاص ...
- إسبانيا: السيارات المكدسة في شوارع فالنسيا تهدد التعافي بعد ...
- تقارير: طالبان تسحب سفيرها وقنصلها العام من ألمانيا
- لبنانيون يفضلون العودة من سوريا رغم المخاطر - ما السبب؟
- الدوري الألماني: ثلاثية كين تهدي بايرن الفوز على أوغسبورغ
- لحظة سقوط صاروخ إسرائيلي على مبنى سكني وتدميره في الضاحية ال ...
- سلسلة غارات جديدة على الضاحية الجنوبية في بيروت (فيديو)
- مصدر مقرب من نبيه بري لـRT: هوكشتاين نقل أجواء إيجابية حول م ...
- فريق ترامب الانتقالي: تعليق القضية المرفوعة ضد الرئيس المنتخ ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محيي هادي - اللــون الأحمــــر