أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - جهاد نصره - الماركسيون الإسلاميون العرب...!؟














المزيد.....

الماركسيون الإسلاميون العرب...!؟


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 2390 - 2008 / 8 / 31 - 07:27
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


من أولى المفارقات التي ساهمت في إفلاس الماركسيين العرب بمختلف طبعاتهم الانشقاقية ( جميع الأحزاب الشيوعية العربية انشقّت أكثر من مرة ) كانت على الدوام موضوعة الدين..! فمنهم من ماحك، وناور، أو تهرب في أحسن الأحوال من الجهر بالموقف الحقيقي للفلسفة الماركسية من الأديان خوفاً من الانعكاسات المجتمعية السلبية..! ومنهم، من تمركس نصف مركسة أي مع بقاءه أميناً على ما تربى عليه دينياً وورثه بالجملة أو بالمفرق وهؤلاء يشكلِّون غالبية الماركسيين..! ومنهم، من تلطى خلف الضرورات التي تتطلبها بيئته المحافظة من باب التكتيك وهم الذين حسموا أمرهم واعتبروا أنفسهم خارج كل الأديان والتدين ويشكِّلون الأقلية.. ومنهم، من جيء به إلى الحزب البروليتاري عاطفياً أي بالدغدغة الطبقية من دون توفر الوعي المفترض مسبقاً وبخاصة أن معظم الأحزاب الشيوعية لم تضع في أنظمتها الداخلية شرط الإلحاد ولا حتى استيعاب الفلسفة الماركسية..!
لقد بانت هذه المفارقة ساطعة منذ خلت أدبيات وبرامج الأحزاب الشيوعية على مدى نصف قرن من تحديد موقفها الواضح من الدين وكيفية تعاطيها معه حين تغزو السلطة وتقيم ديكتاتوريتها الطبقية المحببة وابنة الأكابر بالرغم من أن مسألة الدين شكلَّت إحدى أهم المعيقات في طريق توسعها بروليارياً واجتماعياً..! لقد استخدم خصوم الشيوعية من قوميين وإسلاميين وغيرهم هذه المفارقة كسلاحٍ مضاد تبين أنه فتاكٌ وحاسم حيث هزم الماركسيون بكل تنويعاتهم إلى غير رجعة وباتوا الآن مشغولين بقضايا لا علاقة لها بالهموم المحلية وهي الأساس والمحك وعلة الوجود السياسي من قبيل مصارعة المتوحشين الجدد كالمحافظين والليبراليين والمتصهينين والعولميين وغيرهم من زمرة الجدد..!
ثم إضافةً إلى ما سبق، فإن الموقف من الدين تمليه بالضرورة الأيديولوجيا الماركسية نفسها بغض النظر عن الجدل البيزنطي حول حالة ماركس العمرية حين كتب حول الدين أي شاباً كان أم ناضجاً...! لقد حسم الرفيق ستالين على سبيل المثال هذه المسألة ( سلباً ) فور انقضاضه الرفاقي على السلطة مرتكزاً إلى سطوته الشخصية وجبروته البروليتاري من جهة.. وإلى هيبة الديكتاتورية الحزبية من جهة أخرى هذه الهيبة الحمراء أتاحت له من السلطات ما لا حدَّ له ولا عد وإلا كيف يحصل أن يعجب به فيما بعد الرفاق القادة من الميلة الأيديولوجية المشابهة أو المستنسخة..!؟
لقد ساهم جبن الشيوعيين وتهربهم بل عجزهم الذي تجلى في انتفاء المكاشفة والصراحة مع مجتمعاتهم فيما خصَّ هذه المسألة الحساسة وخلو برامجهم السياسية من كل إشارة جدية حولها إلى خلط وتشويه والتباسات عديدة في الفضاءات الاجتماعية بحيث انعكست عليهم وبالاً و سلباً وفشلاً ذريعاً..! ومن جهة أخرى، أدى هذا الخلط إلى إلباس العلمانية من لدن الغير ثوباً إلحادياً مستعاراً يعمل العلمانيون اليوم على تفكيكه وتحديد المسافة الفاصلة بين الماركسية والعلمانية..!
أما الحقيقة الغائبة والأكثر فداحة في مسيرة الرفاق الماركسيين، فإنها تتحدد في أن الممارسات الحياتية بشكل عام والسلوكيات اليومية بشكل خاص لمعظم الماركسيين العرب ( والسوريين تحديداً لأننا نراهم على حقيقتهم عن قرب من دون منظار ) كشفت ولا تزال تكشف بكل وضوح وجلاء منقطع النظير عن تدينهم الحقيقي وإيمانهم الصادق وذلك بالضد مما يضمره معتقدهم الأيديولوجي وهم بذلك لم يختلفوا في الحياة اليومية عن دراويش المساجد ورواد الكنائس أيام الآحاد وبالرغم من ذلك فإن هذه الحالة الإيمانية المناقضة لتموضعهم الأيديولوجي لم تشفع لهم ولم تسعفهم أمام مجتمعاتهم المحافظة بل على العكس من ذلك فقد أفقدتهم المصداقية التي لا غنى عنها في العمل السياسي..! إن فقدان المصداقية هذا يعني أنهم ولوا الأدبار إلى غير رجعة بغض النظر عن ضمان حقهم كما كل التلاوين الأخرى في بقاء شرعية وجودهم واستمرارهم في طشت العسل والزبيب الطبقي إلى ما شاء الدهر.
نعم هذا هو واقع حال معظم ماركسيينا مع كل الأسف ولو لم يكن الأمر على هذا النحو فكيف تسميهم ـ أم علي ـ: الماركسيين الإسلاميين العرب...!؟





#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزب الشيوعي السوري يسأل ...!؟
- المسألة أبعد من: تفاؤل.. وتشاؤم...!؟
- السوريون الجدد...!؟
- أم علي.. والكائن العجيب..!؟
- ما بعد الصحوة...!؟
- ( التغبير ) الديموقراطي .. واليهودي العظيم...!؟
- رعايا جلالته.. وفطاحل الإعلام العربي...!؟
- أم علي بين البابا..والماما...!؟
- رابطة السلبيين العرب...!؟
- كلٌ مسئولٌ عن زبيبته...!؟
- ولكن..أي عيد...!؟
- صحوة مجلس الصحوة الدمشقي..!؟
- أم علي..والمعارضة الوطنية الشريفة..!؟
- إنتاجية السلطة ( الوطنية )..!؟
- أم علي..والاستحقاق..!؟
- أم علي..والديدان..ورأس القبة الخضراء..!؟
- غبطة الولي الفقيه..!؟
- اليسار..واليمين..والتعسف الأكاديمي..!؟
- الإرهابيون ( البوالون ) ..!؟
- فحولة الجامعة الكلكاوية..!؟


المزيد.....




- إيران تعلن البدء بتشغيل أجهزة الطرد المركزي
- مراسلنا في لبنان: سلسلة غارات عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية ...
- بعد التهديدات الإسرائيلية.. قرارت لجامعة الدول العربية دعما ...
- سيناتور أمريكي: كييف لا تنوي مهاجمة موسكو وسانت بطرسبرغ بصوا ...
- مايك والتز: إدارة ترامب ستنخرط في مفاوضات تسوية الأزمة الأوك ...
- خبير عسكري يوضح احتمال تزويد واشنطن لكييف بمنظومة -ثاد- المض ...
- -إطلاق الصواريخ وآثار الدمار-.. -حزب الله- يعرض مشاهد استهدا ...
- بيل كلينتون يكسر جدار الصمت بشأن تقارير شغلت الرأي العام الأ ...
- وجهة نظر: الرئيس ترامب والمخاوف التي يثيرها في بكين
- إسرائيل تشن غارتين في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بعشرات ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - جهاد نصره - الماركسيون الإسلاميون العرب...!؟