عبد علي عوض
الحوار المتمدن-العدد: 2389 - 2008 / 8 / 30 - 02:32
المحور:
المجتمع المدني
بالرغم مِن تأخرها ، إلاّ أنها كانت خطوة جريئة من قِبل السيد رئيس الوزراء ، عندما أعلن قراره بتأسيس مجلس أعلى للثقافة ، وتخصيص جائزة الدولة . إنّ هذا الإعلان يبعث على الأمل ويحفزعلى العطاء في الأوساط الأكاديمية والثقافية ، ويضع حداً لتدخلات الطفيليين ، ذوي العقول المتحجرة والصدئة من تجار الإسلام السياسي في الشأن الثقافي .
إنّ العلوم والتقافة والفنون تُعتَبَر الينابيع التي تنهلُ منها الحضارة البشرية ، فلا يمكن التخلي عن أحدها والتمسك بالمتبقيات ، إذ أنّ ذلك سيؤدي إلى نشوء ونضوج حضاري غير متكامل، كذلك لايجوز تغيير المسارات والإتجاهات الطبيعية قسراً لمكونات الحضارة . فإذا حصل إنحراف في النهج لتلك المكونات ، ستكون النتيجة هي ظهور حضارة مشوّهة لا تمت بصلة للجذور التاريخية العميقة لها وبالتالي تحدث فجوة وحالة من القطع في مسيرتها .
لقد طرحتُ سابقاً موضوعة معالجة الواقع الثقافي العراقي في مقالي ( الثقافة العراقية وإنتشالها من الإحتضار ) على موقع الحوار المتمدن ، في 16 / 1 / 2008 ، مبيناً ما يجب القيام به ومؤكداً على ضرورة تأسيس ( منظمة يونسكو عراقية ) ، والتي من واجبها النهوض بالواقع الثقافي والعلمي .
لذا أتمنّى أن يكون قرار السيد رئيس الوزراء أوسع وأعَم ، وهذا يعني : -
1 - تأسيس مجلس أعلى ليس فقط للثقافة والفنون ، وإنما يجب أن يكون ( للعلوم والثقافة والفنون ) . وتتم عملية إنتقاء أعضائه إعتماداً على العطاء المتواصل من الرواد المبدعين في الإختصاصات المذكورة أعلاه ، بعيداً عن كل أشكال المحاصصة .
2 - يمتلك ذلك المجلس الصلاحية في عملية التقييم ، من أجل منح جائزة الدولة التقديرية للمتميّزين عطاءً وإبداعاً .
إنّ تأسيس يونسكو عراقية سيبني سداً منيعاً بوجه الموجة الظلامية الجارفة ، التي قضت على الكثير من الأكاديميين والفنانين والكتّاب ,آخرهم شهيد الثقافة الوطنية الأستاذ كامل شياع ، وهروب الأكثر إلى خارج العراق . لذا فإنّ عودة الكفاءات العلمية والأدبية والفنّية مرهون بوجود هكذا مؤسسة رفيعة ، مهمتها الحفاظ على أعمدة الحضارة العراقية .
#عبد_علي_عوض (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟