قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)
الحوار المتمدن-العدد: 2389 - 2008 / 8 / 30 - 10:42
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
قبل أكثر من عشرة أشهر قمنا والأخ رزكار بمحاولة لتوحيد قوى اليسار شارك فيها كثيرون .ومع أن نوايا هذه القوى ، والأخرى المتعاطفة أو المساندة لها كانت صادقة ، الا ان معظمها مصاب بالعناد العصابي وتضخم الأنا وأمراض أخرى تناولتها مقالاتنا المنشورة في " الحوار المتمدن " . وكنت دعوت عبر عدد من المواقع والصحف العراقية في المقالة الموسومة : " البديل المنقذ لعراق مدني ديمقراطي " الى توحيد القوى اليسارية والقومية التقدمية والوطنيين المستقلين ..حظيت بتأييد أكاديميين ومثقفين .
ان مصيبتنا ،التي تسخر منّا ، هي أننا نجيد صنع الكلام ولا نجيد صنع الفعل ..، ونجيد تحليل الواقع وتشخيص الحل ولكننا لا نمتلك شجاعة المبادرة بمد اليد للآخريرن الذين هم في نفس الطريق وبيننا شيء من الجفوة ، فيما القوى في الطريق الآخر يتعاظم دورها برغم ما جلبته للناس من مصائب . ويبدو أن فينا جميعا عقدة نفسية تحكمت بنا هي عقدة " اللاجدوى من الفعل " التي من خصائصها انها تجعل صاحبها " يبدع " في ممارستين : الاسقاط ، بترحيل اخطائه على الآخرين ، والتبرير..بأن موقفه السلبي له مسوغاته .
ان معظم العراقيين يعيشون الآن حالة الاحباط والشعور بالندم على انتخاب من خذلوهم ، وأن الوعي بهذه المصيبة أدركته حتى النساء العجائز ، فلقد شاهدت امراءة في الستين تقول على شاشة " الحرة-عراق" : " يمّه اشحصلت من اللي انتخبناهم حتى أروح انتخب ..لا والله بعد ما اروح انتخب " . انه شيء يفرح القلب ان امهاتنا ، حتى الأميات منهن ، قد ادركن الحقيقة ، غير أن أخطر ما يواجه العراق الآن هو أن المخذولين والمخذولات والواصلين حد اليأس ،الذين يشكلون الجماهير الأوسع ، سينكفئون على ذواتهم ويقاطعون الانتخابات ..وسيبقى الحال على ما هو عليه وأسوأ، ما لم يجدوا بديلا منقذا لهم يجيد صنع الفعل بالملموس ..في قائمة انتخابية تضم اشخاصا مشهود لهم بالكفاءة والنزاهة ..اما أن نبقى نكتب المقالات ونجدد الحملات دون أن نبدأ خطوة عملية على صعيد الواقع ، فان الأمر ليس أكثر من عزاء للذات .
مع وافر التقدير لموقع ( الحوار المتمدن ).
#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)
Qassim_Hussein_Salih#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟