تبنت جماعة تُطلق على نفسها أنصار السُنة العملية الإرهابية الجبانة في اربيل والتي أودت بحياة كوكبة من رجالات الكرد النجباء , وفي رسالة إلكترونية نشرت على إحدى المواقع التابعة لهم واصلوا تهديداتهم بقتل المزيد من الأبرياء واصفين الشعب الكردي في العراق بالكفار والعملاء وتبجحوا بامتلاكهم أعداد كبيرة من الذين باعوا أنفسهم لله على حد زعمهم .. إلى هنا و المسألة تبدوا طبيعية لأشخاص محسوبين على بني البشر زورا وبهتانا لانهم وبكل بساطة ينتمون إلى أجناس أخرى لا علاقة لها بالإنسان الذي كرمه الله تعالى وجعله خليفة في الأرض لا ليفسد فيها ويسفك الدماء كما يفعل هؤلاء بل ليعمرها , ولكن الشيء الغير طبيعي في الأمر هو اسم هذه الجماعة ( أنصار السُنة ) , فبعد انتهاء عمالة هؤلاء لأمريكا في أوائل الثمانينات في حروبهم ضد الكتلة الشيوعية في الاتحاد السوفيتي السابق وكنهاية طبيعية لأي عميل عند انتفاء الغرض الذي من اجله جُند رمتهم أمريكا رمي الكلاب ولم تكتفي بذلك بل حاربتهم بعدما خرجوا عن طوع الأسياد وبعدما عاثوا خرابا وفسادا وتقتيلا وتدميرا لكل ما هو جميل في أفغانستان وكللوا أعمالهم الإجرامية بقتل الآلاف من الأبرياء في نيويورك وواشنطن في 11 أيلول, ظهرت على الساحة الأفغانية والباكستانية وبعض الساحات العربية تنظيمات إرهابية لا تعرف الا لغة القتل والعنف وتكفير المجتمعات وتسموا بأسماء عديدة مثل الطالبان, وجند الصحابة, وجند الاسلام, و أنصار الاسلام, وجند محمد وغيرها من الأسماء وآخرها الفئة الضالة التي قتلت الأبرياء في كوردستان والتي أسمت نفسها أنصار السُنة , والذي يجمع كل تلك الفصائل الإرهابية الخروج من الرحم الوهابي السلفي الإخواني التي تدٌعي الاقتداء بالسلف الطالح والسير على منهاج السُنة ولكن الذي لم يستطع هؤلاء ان يبينوه لنا أو بالأحرى يحاولون إخفائه هو عن أية سُنة يتحدثون ؟ أو أية سُنة يتبعون ؟ ...هل هي سُنة الرسول محمد ( ص ) ؟ أم سُنة ابن آكلة الأكباد ؟ أم سُنة الخوارج ؟ أم سُنة بنو العباس ؟ أم سُنة الخلافة العثمانية ؟ أم سُنة بن لا دين؟ ....
لا شك بان كل من يؤمن بالله واليوم الآخر وحتى الذي لا يؤمن يعلم بما لا يدع مجالا للشك بأنهم لا يتبعون سُنة الرسول الأكرم ( ص ) لانه جاء بالحنيفية السمحاء و لانه جاء بالدين الذي يحرر الإنسان من الرق والعبودية و لانه جاء بالدين الذي كرم الإنسان و لانه جاء بالدين الذي يقول ( من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ) و لانه جاء بالدين الذي ينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي و لانه جاء بالدين الذي يدعوا إلى الحوار بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي احسن و لانه جاء بالدين الذي يقول لا فرق بين عربي أو أعجمي الا بالتقوى و لانه جاء بالدين الذي يقول ( انك لا تهدي من أحببت الله يهدي من يشاء) و لانه جاء بالدين الذي يقول ( وما على الرسول الا البلاغ المبين ) و لانه جاء بالدين الذي يقول ( من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) و لانه جاء بالدين الذي يقول (قولوا للناس احسن ما تحبون ان يُقال لكم ) و لانه جاء بالدين الذي يقول ( خير الناس من انتفع به الناس ) و لانه جاء بالدين الذي يقول ( المؤمن أخ المؤمن عينه , ودليله ,لا يخونه, ولا يظلمه, ولا يغشه, ولا يعده عدة فيخلفه ) و لانه جاء بالدين الذي يريد ان يكون المؤمن هو الكيسْ الفطنْ ,لا حقود ولا حسود ,وقور ذكور شكور,لا منافق ولا متهتك لا كذاب ولا مغتاب ولا سباب ,كثير الرحمة لا يحيف في حكمه , لا يجور في عمله, كريم , عادل ,حليم ,محام عن المؤمنين ,كهف للمسلمين وعون للضعيف غوث للملهوف, يحسن بالناس الظن , أعماله ليس فيها غش ولا خديعة إلى آخر تلك الصفات الحميدة ... ولنا الآن ان نتساءل هل يسير هؤلاء على هدي الرسول وسُنته ؟؟؟؟ كلا و ألف كلا ...
إذا فالهدي والسُنة التي يهتدي به هؤلاء ويستنون به هو هدي آخر وسُنة أخرى لا علاقة للإسلام ولا للرسول محمد ( ص) به ألا وهي سُنة بني أمية والخوارج وبني العباس والخلافة العثمانية وابن تيمية وابن عبد الوهاب وابن لادين ....
ان نظرة سريعة على التاريخ الذي يُنسب زورا للإسلام يكشف لنا الحقائق الدامغة على ان هذا الخلف العاهر من ذاك السلف الجائر ومقارنة بسيطة بين جرائم هؤلاء و مخازي أولئك خير دليل على صحة ما نقول, ان ابناء و أحفاد هند بنت عتبة آكلة الأكباد حولوا الاسلام إلى ملك عضوض وقبل ذلك حاربوا رسول الله ولم يُسلموا أو يستسلموا بالأحرى الا بعد حصولهم على لقب الطلقاء بجدارة واستحقاق ثم عملوا على زرع الفتن بين المسلمين فحرضوا وغدروا وخانوا وكذبوا حتى أوصلوا الأمة إلى الفتنة الكبرى وحرب الجمل ثم إلى صفين ثم إلى خدعة رفع المصاحف التي ابتكرها ابن النابغة وقتلوا خيار المسلمين بدس السم إليهم حتى افتخروا وقالوا ان لله جنودا من العسل ! وبسبب كل هذا قتل الآلاف من المسلمين وغير المسلمين وترملت النساء ويُتم الأطفال ثم اشتروا ذمم رواة الأحاديث و وعاظ السلاطين ليُزوروا وليُلَفقوا الأحاديث ويُنسبوها إلى الرسول حتى وصل الحال بأحد هؤلاء ان يروي آلاف الأحاديث رغم قصر مدة صحبته للرسول فاختلط الحابل بالنابل وتشوهت السُنة المطهرة واصبح الذي يقتل ويهتك الأعراض ويسرق الاموال ويغتصب الملك والخلافة ويجتهد في مقابل نصوص قرآنية يقال عنه انه مجتهد ان أصاب فله أجران وان اخطأ فله أجر واحد !!!! هل هناك مسخرة اكثر من هذا ؟؟؟؟
ثم تبع هذا استهتار بالخلافة وبالرعية و أذاقوا الناس المُر باسم الاسلام فاصبح الخليفة والوالي يصلي بالناس الفجر 8 ركعات ثم يلتفت وهو مخمور ويقول للناس هل أزيدكم؟ ؟ والناس يقولون أطال الله عُمر الأمير قد اكتفينا!! ... ثم يأتي الحاكم الاخر ويستفتح بالقران ولا تخرج الآية على هواه فيغضب ويرمي القرآن بالنبال ويقول :
أتهدد كل جبار عنيد .... فها انا ذا جبار عنيدُ
إذا لقيت ربك يوم حشر ....فقل يا رب مزقني الوليدُ
ثم اصبح من الطبيعي ان يعتلي على رقاب الناس من يجاهر علانية بكفره دون ان يردعه احد فهذا أحدهم يخاطب أشياخه في بدر ويقول :
ليت أشياخي ببدر شهدوا..... جزع الخزرج من وقع الاسلْ
لأهلوا واستهلوا فرحا.....ثم قالوا يا يزيد لا تشلْ
لست من خندف إنْ لم انتقم .... من آل احمد ما كان فعلْ
لعبت هاشم بالملك ..... فلا خبر جاء ولا وحي نزلْ
وكنتيجة طبيعية لكل هذا العهر ان تخرج فئات ظلامية أرعبت البلاد والعباد وقتلت الناس شر قتلة بحجة الدفاع عن الاسلام وبنفس الشعارات التي نسمعها اليوم فكانت فتنة الخوارج الذين كفروا المجتمع وكفروا كل من يخالفهم وليتهم اكتفوا بالتكفير فقط ولكن تجاوز التكفير إلى القتل, والقتل الجماعي أحيانا وحتى الأطفال بل حتى الأجنة في بطون الأمهات لم يسلموا من شرورهم ومن إرهابهم واصدروا الكثير من الفتاوى التكفيرية والمريضة ضد عامة المسلمين وان قراءة لكتاب الشيخ ابن ابي حديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة كاف لمعرفة الكثير من تلك الفتاوى من أشخاص كنافع بن الأزرق والذي بسبب فتاواه التكفيرية هذه استبيحت دماء و أعراض عامة المسلمين , وتسببت في انشغالهم بحروب ومعارك داخلية و عداوات جاهلية راح ضحيتها ألوف من أبرياء المسلمين , وهدرت أموالهم , واستبيحت كراماتهم . ليس هذا فحسب فلقد أفتى لعصابته من ذوي الإرهاب الديني المُتأسلم , بجواز استحلال الغدر بأمانات المسلمين ونكث عهودهم لانهم محكومين بالكفر والارتداد عن الدين , فالحرب معهم خدعة , لذا يجوز خداعهم والغدر بأماناتهم !. فما الفرق بين ما نراه اليوم وما كان قبل 1400 سنة ؟؟ لا فرق أبدا فالفتاوى هي نفسها ودعوات التكفير هي عينها ودماء المسلمين وغير المسلمين البريئة من الشيوخ والنساء و الأطفال الذين يُذبحون كما تذبح الشياة في وضح النهار باسم الاسلام والدين والعقيدة تتقطر من بنادقهم وخناجرهم وسياراتهم وكلابهم المفخخة !!!
و استمرت المحنة وقام بنو العباس بأمر الخلافة ولم يكونوا احسن حالا من ابناء عمومتهم بل كانوا اشد ظلما وفتكا بالناس وكثر الغلمان والجواري ولعبوا بدين الله وغيروا أحكام الله وزوروا سُنة رسول الله ولم يعد الناس يهتمون بمن يأتي إلى الحكم ومن سيكون الخليفة حتى قال الشاعر في خليفة من الخلفاء العباسيين , مات وخليفة آخر قام مكانه :
الله اكبر لا صبر ولا جلدُ ..... ولا عزاء إذا اهل البلا فقدوا
خليفة مات لم يحزن له احدُ..... وآخر قام لم يفرح به احدُ
ثم جاء الدور على الخلافة العثمانية ولم تكن مساهمتهم في القتل والتشريد والترويع والتزوير بأقل من الذين سبقوهم وعاملوا الناس معاملة العبيد واستباحوا الحرمات واقترفوا الموبقات....
وبسبب كل هذا الخراب والدمار الذي يحدث لنا باسم الاسلام منذ اكثر من 1400 سنة تشوهت السُنة ودخلها الكثير من التزوير والتلفيق لذا اصبح لزاما على من يدعي انه من أنصار السُنة ان يبين للناس عن أية سُنة يتحدث وما هي إثباتاته لان كل ما نراه ونسمعه من هؤلاء القتلة و الإرهابيين ويدعون انه من السُنة نجزم و بكل جرأة بان رسول الله ( ص) منه بريء و الاسلام منه بريء والله منه بريء ....
إننا نرى ان التصدي لهؤلاء لا يمكن ان يكون بالكلام فقط ولا بترديد الدعوات وبيانات الشجب والاستنكار مع أهمية ذلك إنما الرد يجب ان يكون على قدر الفعل لان الاستهتار بأرواح الناس وقتل الأبرياء على أيدي مجموعة من المرضى النفسيين ومجموعة من المعتوهين لا يمكن السكوت عنه ويجب ان يُحارب هؤلاء بلا هوادة لاستئصال هذا الورم الخبيث من جسد هذه الأمة ويجب الضغط على العالم المتحضر لعقد مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب, وقبل هذا وذاك يجب على المواطن البسيط ان يساهم أيضا وبكل ما يقدر عليه للمساعدة في مكافحة هؤلاء المكروبات وان لا يبقى عين المواطن دائما على الحاكم في مسالة الأمن , ان شعوبنا بحاجة إلى حملات توعية مستمرة لنشر ثقافة المبادرة بينهم بحيث يكون المواطن هو الساتر الأول في حماية الوطن , وان يعلم المواطن بأنه مسؤول على حماية نفسه و أهله وجيرانه بنفس القدر من المسؤولية الملقاة على عاتق رجل الأمن والشرطة .....
ان الإرهاب المتأسلم أصبحت ظاهرة عالمية وبفعل الفراغ الأمني الذي أعقب سقوط صدام اصبح العراق ساحة وبيئة مناسبة لتكاثر الجراثيم و البكتريات الإرهابية وهؤلاء يشكلون خطرا لا يمكن الاستهانة به فعلى كل مواطن ومواطنة عراقية من الشمال إلى الجنوب واجب وطني في المساهمة في تخليص العراق من شر هؤلاء المجانين والحيلولة دون تفشي وانتشار مرض الإرهاب في جميع مناطق وطننا الحبيب ...
انهم يقتلون الأبرياء من ابناء وطننا باسم الاسلام وسُنة الفاسقين وعلينا ان نحاربهم بسُنة الحياة التي تقول أننا ولدنا أحرارا ولا نقبل ان يستعبدنا احد ولا نريد من احد ان يُنصب نفسه نبيا علينا ولا نريد من احد ان يعلمنا ديننا وان الدين لله والوطن للجميع وان ارض العراق لكل العراقيين ولا فرق بين مسلم أو مسيحي أو يهودي أو معتنق أي دين آخر ولا فرق بين عربي أو كوردي أو تركماني أو كلدوآشوري ولا فرق بين سني أو شيعي ......
إننا واثقون بان العرق أرضا وشعبا مُحصن ضد مرض جنون الإرهاب وما نراه اليوم ما هي الا وكعة خفيفة سيشفى منه وطننا سريعا إذا ما تعاون الجميع ووقفوا بحزم وقوة ضد اعرض ذلك المرض ....
رحم الله شهداء العراق وشهداء مجزرة الأول من شباط ....
الخزي والعار لانصار سُنة اولاد النوابغ ....
الخزي والعار لانصار سُنة أحفاد ابن آكلة الأكباد ....
الخزي والعار لانصار سُنة الازارقة الخوارج ...
الخزي والعار لانصار سُنة ابن لا دين .....