أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - حامد حمودي عباس - الشيوعيون وكافة التقدميين العلمانيين في العراق مدعوون للتحرك السريع صوب الانتشار وسط الجماهير المعدمه















المزيد.....

الشيوعيون وكافة التقدميين العلمانيين في العراق مدعوون للتحرك السريع صوب الانتشار وسط الجماهير المعدمه


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2388 - 2008 / 8 / 29 - 10:11
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


في عام 1995 كنت ضيفا على صحيفة الجماهير الجريدة المركزيه للحزب الشيوعي الاردني ، ولم تكن ضيافتي تلك بدعوة من الجريده وانما بمبادرة مني حيث وصلت حينها الى عمان وانا خالي الوفاض من كل شيء عدا حقيبة بائسه ورفيق درب من العراقيين الاكراد كنت قد تعرفت عليه في بغداد وعقدنا العزم على السفر معا الى الاردن ، كان ذلك العراقي الشهم يملك مبلغا من المال تمكنا بواسطته ان نقضي ثلاثة اشهر نسكن معا وناكل معا ولا نفترق وكان هو يدفع مقابل ذلك دون ان يشعرني بعلامات المنة او الضجر ، حتى غادرني الى سوريا بدعوة من احد اقربائه وبقيت انا يتقاذفني شارع سقف السيل والساحة الهاشميه بلا أي هدى ولا اي معين ، اضطررت للعمل في ورشة للخراطه بوساطة من احد الشباب العراقيين غير ان صاحب الورشه سرعان ما اكتشف خسارته بقبول عملي معه لعدم الخبره فسرحني من العمل مع التحايا والاعتذار .
ونتيجة للايحاء الفطري حينما يعايش المرء فكرة ما نصف عمره ، فقد وجدتني ابحث عن المقر الرئيسي للحزب الشيوعي الاردني واهتديت اليه بسهولة ودون عناء .. وشعرت حينما دخلت مبنى المقر بان ثمة هواء يستقبله صدري غير كل الهواء في الفضاء الخارجي ، كان مزارا يعبق بعطر تاقت له نفسي سنين طوال .. وتعلقت به روحي المشرئبة الى ولادة جديده يعمرها الفرح ويؤطرها حب الحياة.
وبدأت منذ تلك اللحضة رحلة لي وان كانت قصيرة مع صحيفة الجماهير من خلال مساهمات كنت اكتبها وباسم مستعار واسلمها الى هيئة التحرير واغادر المبنى دون ان يسالني احد اين اسكن وماذا أأكل وما هي قصتي ، وفي يوم لا انساه كنت اقف امام مكتبة تعرض صحفها على رصيف الشارع وانا انظر بشوق الى جريدة الجماهير كي اعرف فيما اذا تم نشر مقالي الاخير ام لا .. غير انني لم اكن حينها املك ثمن شرائها وتحاصرني عيون صاحب المكتبة وقطعة صغيرة معلقة غير بعيد تقول ( الرجاء عدم تصحف المجلات والجرائد ) .. وقدر لي ان اغادر عمان في اليوم التالي متسللا الى العراق تحت ضغط حاجة اسرتي واحتمالات ضياعها في لجة الجوع لتبدأ معي قصة لها فصول اخرى .
المقال الذي لم اتحقق من نشره يومذاك كان يحمل مضمونا يتعلق باحتمالات فشل اية تجربة ديمقراطية محتملة في العراق ان لم يؤخذ بنظر الاعتبار فيها طبيعة المرحلة الحالية ( النظام السابق في حينه ) وما حقنته تلك المرحلة في نفوس اجيال بكاملها من عناصر الخوف والهلع والتردد ، الامر الذي ادى بالضرورة الى خلق مراجل يحتبس في داخلها بخار عظيم ما ان يفتح الغطاء عنه بلا تحسب حتى يضرب الوجوه بعنف ويحطم ما حوله دون ان تتحكم به مسارات بعينها لينقلب ضارا لا نفع فيه ولا رجاء غير الهشيم الذي سييخلفه وراءه .
لقد حدث التغيير في العراق عام 2003 ولم يكن مخطط ابدا لاستقبال اي رد فعل لما حدث .. وصار ما صار وفقد العراق جزء كبير من ماله وتاريخه وابنائه البررة ومثقفيه ما لا يعد ولا يحصى وما يعتبر خسارة فادحة لا يمكن لاي احد ان يغالي في تخطي جسامتها وعظمتها باي شكل من الاشكال . وبعد القفز فوق كل لاحداث .. اود القول بان ثمة ضوء اخر مهتز الصورة والشعاع غير الاضواء التي اشار اليها الاستاذ ياسين النصير في كتابته عن اخر زيارة له الى بغداد ، فكل الاضواء التي احس الاستاذ النصير بانها مهتزة توحي بالخوف عليها ممن يسعى لاطفائها لا ترقى الى ضوء اخر اكثر شعاعا واقوى تأثيرا في العيون والعقول ألا وهو الشعاع الفكري المتنور والذي راحت وقودا لاشعاله الاف النفوس الخيره من ابناء العراق الميامين ، ذلك الشعاع المتمثل بالفكر المنحاز لصفوف الكادحين والمقاتل من اجل حقوق المراة والاسرة والطفل والارض ونقاء الطبيعه ، نجده اليوم تطغى عليه ضلالات الردة والفكر الرجعي المتخلف وتزاحمه بشدة محاولات السيطرة على عقول الملايين من الشباب المتحفز لعملية البناء ولكن لا يعرف كيف هو السبيل الى ذلك ، الملايين التي سيطرت عليها غيبوبة فاضحة فراحت تتحرك امواجها تخرب بدل ان تبني وتقتل وتمسح معالم الحضارة وتؤسس لنفسها مستقبلا ظلاميا منطلقا من فعل لا شعوري تسيره الطقوس الدينية البلهاء ، لتسود وللاسف افكار بادت وانتهت لولا دعواى اصحاب ( الفضيلة ) ومرتكبي الرذيلة من محبي السلطة والتسلط في بلادنا . لقد بات واضحا الان مدى تأثير غيبة الوعي التقدمي ونشاط الوعي الاخر وسيطرته على العقول متمثلا بتلك الصور المأساوية والتي سيقت اليها ولا تزال جموع الملايين من الابرياء وحسني النية ليموتوا طوعا على مذابح الجهل وتردي الاحوال المعيشية وهو يسيرون على اقدامهم عشرات الكيلومترات بحجة التبرك ودعوة الاسياد لحل معضلاتهم الحياتيه بعد ان عجزوا عن تحقيق مرادهم عن طريق قادتهم البشر ، وراحت تصرف الملايين من اموال الشعب لاحياء مناسبات مختلقه لا تتطلب كل هذا الصرف والبذخ في وقت تموت فيه الاف العوائل جوعا ومرضا وتهجيرا وتقتل المئات من النساء ترملا وضياعا وتسفك دماؤهن على مذابح غسل العار سيئة الصيت وتخرب عقول ابنائنا المخدرات وحبوب الهلوسه ، هذا في حين تغيب معالم الفعل المؤثر للفكر التقدمي الداعي للحياة والتجدد ومواكبة المسيرة المتطورة لشعوب العالم .
ان ما خلفه النظام السابق من ويلات لا يمكن ان يكون اكثرها سعة من تلك المتمثلة بالخدر الفكري لدا الملايين من الناس والمتجهة فور انحسار الضغط عليها صوب التمازج بالغيبيات والتعبير عن المحرومية بالتوجه نحو الايمان بالطقوس الفارغة المحتوى والعديمة الفائده ، وهذه تعتبر من النتائج الطبيعية لاي فعل مفاجيء يزيل عنصر التأثير المطبق على الاشياء فجأة وبدون سابق تخطيط كالذي جرى في العراق . غير ان سنين خمس مضت هي كافية لان يسترجع العقل الواعي ذاته ويبدأ بالتحرك لاحتواء هذه الردة العنيفة في وجدان وعقول الملايين من العراقيين خاصة الشباب منهم . لقد ثبت دون ادنى ريب ان تأطير اية حركة سياسية ثورية في مجتمع ما باطار الايحاء الحركي من خلال اغنية او نشيد وطني حماسي او مظاهرة سلمية له اثره البالغ في توجيه خط سير الجماهير نحو هدفها المنشود ، ولا مناص من ان تستغل الفترة الحالية والتي بدأت فيها قوى الاسلام السياسي تحمل سمعة اضعف بكثير من ذي قبل نتيجة عدم ايفائها بوعودها وتخلفها عن تطبيق اي برنامج له مساس مباشر بحياة المواطن ، ويبقى السؤال المحير فعلا لماذا لا تتحرك التنظيمات المتسمة بسمة الفكر اليساري التقدمي صوب الفعل المؤثر من خلال منابر عده لها خبرة طويلة في ارتقائها والاستفادة منها ، لماذا يستطيع افراد بعينهم تأسيس قنوات فضائيه ولا يتمكن الحزب الشيوعي العراقي رائد الحركه التقدمية في العراق من ان يؤسس له قناة فضائية واستقطاب كافة العناصر الفنيه المتعطشة للعطاء والهاربة من جحيم المطاردة والاقصاء ؟ .. لماذا لا يتم التوجه لشحذ همم الشباب العراقي صوب الخلق والابداع والتأثير فيهم من خلال برامج احتفالية مكررة ومهيأ لها باحكام كي لا تجد عقولهم فراغا لا يملؤه الا معين واحد وهو معين اللهو بعقولهم واستخدامهم كوقود لماكنة لا تنتج غير العدم والضياع ؟ .
ان الجماهير الواسعة لا نصير لها في محنتها امام تأثير الفكر المتخلف والمتردي غير ان تتحرك باتجاهها المنظمات اليسارية المؤمنة بحيثيات البناء التقدمي والحضاري بعيدا عن كل مظاهر النفاق في قراءة طبيعة المرحله .. ولابد لهذه التنظيمات ان تلتقي بالضرورة لوضع خطة عاجلة وموحدة هدفها حماية الفكر الجماهيري من حالات التردي الحاصلة فيه ، وبخلافه ستبقى العجلة تدور الى الخلف وسيسقط تباعا صرعى كل حملة الفكر المتوهج دون ان يدري احد ما هي بالضبط نتيجة هذه الهرولة المفزعة وغير المتزنة للجموع المخدرة بافيون الجهل واللاوعي .



#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معاناة الطفل في العراق .. ومسؤولية قوى اليسار
- ايها المثقفون العراقيون .. لا تنتظروا ان يقول التاريخ فينا م ...
- أيها العراقيون .. اسحبوا البساط من تحت كراسي المسؤلين عن افق ...
- سهيل احمد بهجت .. ألانسان ألاثمن رأسمال
- الى متى يبقى الشعب العراقي أسيرا للصراع على المناصب وضحية لل ...
- عزيز الحاج بين السياسة والادب ... محاكاة مؤثره
- أحموا الكاتب رضا عبد الرحمن علي من شيخ الازهر
- حرب المياه على العراق .. بين الفعل ورد الفعل
- الى متى تبقى المرأة جدارا للصمت وبؤرة للخطر حينما تتكلم ؟
- منعتم بيع الخمور .. فابشروا بسوق رائجة للحشيش
- بين معاشرة الزوجتين معا ورذيلة زواج المتعه والمسيار - قضية ا ...
- وماتت بهيه .. بعد ان خنقها عرف غسل العار
- مصير النساء الارامل في العراق .. الى اين ؟
- بين سؤال ابنتي .. وضلالة رجال الدين
- قتلوها ورموها في مياه نهر الفرات غسلا للعار .. شهادة اخرى عل ...
- العراقيون قبل غيرهم أولى باعمار بلادهم
- السفارات العراقيه .. وعلاقتها بخلق تجمع سليم للعراقيين في ال ...
- العمل الدبلوماسي بين الاحتراف والتجربه - مساهمة في تشخيص الب ...
- أنا شاهد على ازهاق ارواح صبايا ثلاث بسبب عرف ( غسل العار )
- ألمياه الجوفيه في العراق .. بين الاهمال والحلول المنتظره


المزيد.....




- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - حامد حمودي عباس - الشيوعيون وكافة التقدميين العلمانيين في العراق مدعوون للتحرك السريع صوب الانتشار وسط الجماهير المعدمه